٣ - إِجـازَة (الجزءُ الأول)

Depuis le début
                                    

فأتسعت عيناهُ
التي لطالما آمن سيهـون
أنّ زُجاجيتهما ليست سِوى جزءٍ ظاهر
مِن أبريق عسلٍ صافٍ داخلهما.


"وصلنا!"
بإبتهاجٍ هتفَ قافزًا
من بين ذارعيّ والده.

و سيهـون أخفضَ ركبتيه فورًا
و خف إحكام يديه قليلاً ؛
ليهبط ولدهُ أرضًا بسلامٍ.

تاركًا ساقيهُ القصيرتين
تهروِلان بكلِ الأرجاء
و تقتحِمان كُل الغرف.

و مجاريًا حماس أبنه هو لحقه ضاحكًا
على لطافةِ تصرفاته العفوية ،
و خطوتين منه
كانتا بمثابه كلِ ما ركضهُ الصغير.


"بـابـا أنظر للشاطِئ ،
الميـاةُ تلمع"
هتفَ الصغير مرةً أخري

ناظرًا مِن شرفةِ الغرفة الكبيرة ،
و قد وقف فوق كرسيّ خشبي
ليستطيعَ الإمساك بالسور.

الهواءُ كان يلفح خصلت شعره
يمايلُها على أنغامه ،
و أشعة الشمس تنعكس بعينيه
و على جمـالِ ملامحه.

تُذكِر سيهـون بزوجته
و عشقـهُ الأبديّ.

التي رحلت و تركت لهُ
نسخةً صغيرةً منها
بجمالِها و عفويتها ،
و بعدها فضلت أن تسكُن السمـاء
على أن تسكُن أحضانَه.

هو أقترب بهدوءٍ منه
يرى بلمعةِ عينيه البريئة
براءة زوجتِه الراحِلة.

أبتسم مخفيًا ألمهُ
و قد ساعدته إبتسامة الأخر.

أحاطهُ بذراعيه و حمله ،
يرهبُ أيّ شئ يمسه عداه.

و هو خاف أن يقعَ أو
يختلَّ توازنه من علي الكرسي
فذراعيه أكثر أمانًا لكلاهما.

"هل هو غُبارُ الجنيات ما يجعلها تلمع ؟"
قهقة بخفةٍ على أفكار أبنه
المتأثَرة و بقوة بإنتاجاتِ ديزني.

و لأن الصغير بدأ يكبر قليلاً ،
هو عليه سَحبُ تِلك الأفكار تدريجيًا.

"أنظُر فوق"
أجـابَ مشيرًا على الشمس
التي تتكبد السماء.

ترتفع عينا لوهان الواسعتين
تحدقان بها ،
حيث يشير والده.

"إنها أشعة الشمس
تجعلها تلمع"
مخفضًا أصبعه متبعًا أشعة الشمس
التي تصل لمياة البحر.

و أعينُ لوهان كانتا تتبعان إشارة والده ،
كأنما يُحركهما بإشارته.

غُبـارُ الجِنيَّـاتِ | هُـونهَـان K_BROmanceOù les histoires vivent. Découvrez maintenant