*حكم صلاة المرأة فى المسجد*

309 13 2
                                    

حكم صلاة المرأة في المسجد
وضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً لا ريب فيه ولا اجتهاد ولا تأوّل للنصوص.

إذ قالت أم حميد الأنصارية امرأة أبي حميد الساعدي بعد أن أسلمت وحسن إسلامها وأحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً قدسياً بالله، وأحبت صحبته النفسية والصلاة معه بقولها: «يا رسول اللّه إني أحب الصلاة معك "أي أنها تريد الصلاة معه في المسجد". فقال صلى الله عليه وسلم: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي. وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك... خير لك من صلاتك في مسجدي...» ([1])

فما كان من هذه المرأة الصادقة إلا أن أمرت فبُني لها مسجد في أقصى شيء في بيتها وأظلمه لتجمع نفسها بالكلية على الله بالصلاة، فكانت تصلي فيه حتى لقيت وجه الله عزوجل.

وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت، قال: النبي صلى الله عليه وسلم: «خير مساجد النساء قعر بيوتهن» ([2])

إذن صلاة المرأة في بيتها (غرفتها الخاصة لكمال سترها) خير من صلاتها في صحن الدار، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في صحن دارها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها» ([3]) والمخدع: هو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير يحفظ فيه الأمتعة النفيسة، من الخدع وهو إخفاء الشيء الثمين، إذن كلما كانت السترة أكبر للمرأة، كانت الصلاة أفضل.

والمرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: [المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان] ([4]).

أي استقبلها وزينها في نظر الرجال ليغويها ويغوي بها، وليوقع أحدهما بالفتنة فالهلاك... وما ذلك الحرص الشديد على ستر المرأة، إلا وأداً للفتنة التي تُحدثها المرأة بخروجها من بيتها، قال عليه الصلاة والسلام: (والفتنة لا نرضى بها)، «والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»( [5]).

والذي يؤكده قول الله تعالى:﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾([6]).

﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً﴾ ([7]). ولئن كان الخطاب لأمهات المؤمنين وهن القدوة المثلى فالخطاب يتضمن ضمناً نساء المؤمنين.

وهناك قاعدة أصولية: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

إذن أمر تعالى النساء أن يظللن في بيوتهن، يُقمن الصلاة ويؤتين الزكاة لأنفسهن، ويُطِعْن الله ورسوله، ويذكرن ما يتلى عليهن في بيوتهن (وليس في المساجد): من آيات الله والحكمة، ذلك شرع الله تعالى، فاستفت قلبك ولو أفتاك المفتون وأفتوك، كما قال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نسير إلا بكتاب الله وما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فللرجال مجال وللنساء مجال آخر في دين الإسلام، ولا نرضى بأن تكون المساجد متاحف يختلط الرجال فيها بأم الدنيا (المرأة) فيتحول القلب عن الله وعن الصلاة الصحيحة وتخرب القلوب.

الاسلام دينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن