لم الحجاب يا إسلام ؟!

2.6K 60 22
                                    

لم الحجاب يا إسلام؟!
حوار بين مستشرق غربي وعالم مسلم حول فلسفة الحجاب في الإسلام
المستشرق الغربي: أنتمْ معشرَ الشرقيين تتمسَّكونَ بأمورٍ تقليديةٍ موروثةٍ لا طائلَ تحتَها تورِثُكمْ أمراضاً وعُقَداً نفسية؛ تغدُو كَبْتاً في شبابِكم وشابَّاتِكم فتُقطِّعوا بذلكَ الصلاتِ والأواصرَ الاجتماعيةَ بالفصلِ بين الجنسين، بل تَسترونَ المفاتِنَ والجمالَ والصبا بستائرَ سوداءَ مظلمةٍ لا تتماشى مع الحضارةِ الراقية، وتقبعُ نساؤكم بالبيوت...ِ فأين الحرية، وتوصَمونَ بالرجعيةِ والتخلُّف...لماذا التعقيدُ والفصلُ بين الجنسين! أطلِقوا لهمُ الحريةَ حتى ترتوي غرائزُهم وَيَملُّوا هذا الأمرَ ويُقضى على هذهِ الغرائزْ الجنسيةِ الجسدية؛ لينطلقَ الجنسانِ الشبابُ والبناتُ في عملِ بناءِ الوطن وقد خمدتِ العواطفُ وهدأتِ الغرائزْ وماتتْ، إذ كلَّتِ النفسُ منها وملَّتْ فخبا لظى سعيرُها وانطفأتْ: وهيَّا للبناءِ والعملِ البنَّاءِ المثمرِ المنتجِ للرخاء، هذا من ناحية إذ أعلمُ بأنك ستجيبني بأجوبةٍ حاسمةٍ قاطعة بلا منطقٍ ولا حجَّةٍ ولا حوارْ فتقولَ لي هذه فاحشة وتبترَ المناقشةَ دون فهمٍ ولا وعيٍ ولا إدراك.

العالم المسلم: أخي الباحثَ الأوربيَ أبدونِ صكِّ زواجٍ؟

المستشرق الغربي: بالله عليك يا أخي العربيَ المسلم أهذه "الورقة" التي تكتبوها.. هذه "الورقة" هي التي تجعلُ الحرامَ حلالاً فتُدخلُ ناراً حامية وتحرقُ الإنسانَ المتمتِّعَ بالجمالِ وتحرِمُهُ الجِنان؟ أليس اللهُ جميلاً ويحبُّ الجمالَ فكيف لا يمارسُ عبادُه الحبَّ والجمالَ إلاَّ بورقةٍ قد تذروها الرياح؟

العالم المسلم: أخيِ الباحثَ الغربيَ سأسيرُ بالمحاورةِ معكَ قليلاً للوصولِ إلى نتائجِ هذه الورقة، وقِيَمُ الأمورِ بنتائجِها وخواتيمِها، وفرَضاً أننا رفضنا الورقةَ طالما أنَّ الشابَ أحبَّ الجميلةَ وعَشِقَها، وهي أحبَّتْه فعَشِقَتْهُ ومارسا الحبَّ دون الورقةِ وأنجبا بنينَ وبنات، ثم وفجأةً تُوفي هذا العاشقُ الهيمان والسؤال: مَنْ للبنينِ والبنات، ومَنْ لهذه المعشوقةِ الكسيرةِ بعد أن غابَ عنها حاميها وقَطَفَ زهرةَ شبابِها ورماها بموتِهِ دونَ ضمانٍ في أحضانِ الفاقةِ والفقرِ والذلِّ والهوان، وما مصير اليتامى من الأطفال؟ حتماً سيأتي ورثةُ الشابِّ وأهلُه ويقذفونَ بهم إلى الشارعِ، إلى الهلاكِ لأنَّ أباهُمُ الغيرَ شرعيٍّ ماتْ وحلَّت بهِ وبأرملتِهِ وذرارِيه الآفاتْ. نعم سيأتي الورثةُ من أخٍ وأختٍ وأب وأمٍ وأقاربَ وسوف يأخذونَ كلَّ ما لديهم من فراشٍ ومتاع وطعام وشراب ومسكن بقوةِ القانون وسيقولون لهم: "للأهل الشرعيين الميراثُ ولكم الحَجَرُ". إذن يا أخي الباحثَ الغربيَّ عن الخيرِ والكمال، أُنظر ما فعَلَتْ ما سمَّيتَها بالورقة "أي صك الزواج". ولو كانت هذه الورقةُ التي تجعلُ من الداعرةِ زوجةً فاضلةً ومن أولادِ الفاحشةِ أبناءً شرعيينَ محترمين، هل يستطيعُ أحدٌ سلبَ ميراثِ أبيهم أو تشريدَهم في الآفاق لِيَغْدوا من أهلِ الشقاءِ وأيَّ بقاءٍ في الشقاء، بل من المجرمينَ أعداءِ المجتمعِ القاسي عليهم بنظرِهِم، لا بل بسببِ هذه الورقة؟! هل كان يُطلق على مَنْ شاركَتْه حياتَه "زانيةً عاهرة، أم زوجةً فاضلة"! ومن سيقبل بها زوجةً وبأبنائِها وبناتِها عِبئاً ثقيلاً ووصمةَ عارٍ، وأين وراثتُها وكيف ستقضي بقيةَ حياتِها أبِالبغاءِ وقد ذَبَلَ شبابُها، فما أصعب قسوةَ ومرارةَ الحياةِ التي ستواجهُها وبصحيفةِ مَنْ؟! بسبب هذه الورقة التي تفضَّلْتَ وذكرتَها تهكُّماً يا عزيزي! هذا قانونُ الإلۤه الرحيم.

الاسلام دينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن