الحمقى لا يهربون!

20.2K 1.4K 168
                                    

نظرت آرتميسيا لآلان الذي راح يعدل قميصة بهدوء لا يناسبه
"هل أنت مستعد يا آلان!؟" قالت آرتميسيا بقلق
"مستعدٌ تماماً" قال آلان الذي راح يسرح شعره للخلف
"أرجوك قل لي أنك جاد بإتخاذك هذه الخطوة" قالت آرتميسيا و التي راحت تتخيل أسوأ الإحتمالات بسبب تصرفات آلان الهادئة هناك أمر غريب هي لا تستطيع أن تتبينه!
فقبل أيام لم يكن هذا تصرفه! قبل أيام كان يخطط لأمر آخر و اليوم هو مستسلم تماماً هكذا و بكل سهولة! صحيح أنها أعتادت على هيجاناته المؤقته و إستسلامه بعدها و لكن هذه المرة استسلم بسهولة!


فهي تتذكر أنها سألته وقتها بقلق و إرتباك فهي تريد أن تدحض شكوكها:" آلان هل أنت واقع في حب فتاة ما؟! هل لهذا لا تريد الزواج؟!"
نظر بها آلان بعدما تنهد بحسرة و قال بهدوء:"هل هذا ما استنتجتيه من حديثي الأخير يا آرتميس!!؟ هل صرخت قبل قليل و اعترضت من أجل لا شئ"
"سألتك سؤال واحد! و هل حبك لفتاة ما يعتبر لا شئ؟!" قالت آرتميس التي شعرت بالإستنفار من إتهامه الأخير أنها لا تفهمه! إنها تفهمه تماماً و لكن في بعض الأحيان يحيرها؟! فهي أمضت عمرها لتفهمه و لكن يفاجأها دائماً بحماقاته!!
"أنتِ لا تفهمين و لا تشعرين بما أشعر به يا آرتميس!" قال آلان بيأس و هو يمسكها من كتفها و أكمل بتعب:" حسناً يكفي!"
"ماذا تعني يكفي!؟" سألت آرتميس
"سأفعل ما تريدونه ليكن ما يكون!!" قال آلان بتعب
نظرت له آرتميس بإنزعاج فهي تخيلت أن ترى نظرة الإنكسار و اليأس المعتادة و لكن محلها وجدت غضب و لمعة غريبة فيها الكثير من الإصرار!!


"آلان؟!" نادته آرتميس و هو يدندن مع نفسه بمرح و هو يرتدي المعطف الأزرق الأنيق
"هممم.." أجاب آلان بعدم تركيز
"أنت لن تحاول الهروب صحيح؟!" قالت آرتميسيا بقلق و تردد
"هروب ؟!من أي جائتكِ هذه الفكرة القديمة؟!" قال آلان بمرح و هو يبتسم لها بسخرية
"و لكنك قبل أيام كنت..." قال آرتميسيا بقلق و لكنه سرعان وضع يده على فمها و قال و هو يضحك:" أجل هذا فعل ماضٍ قبل أيام كنت مجرد شاب طائش"
نظرت له بحزن إنها تفهم مدى حزنه و ضيقته التي يخفيها! فقد شكى لها دائماً الأمر و حزنه ليس امراً هيناً بالنسبة لها، فمكانة آلان لدى آرتميسيا كبيرة إنه صديقها الوحيد في هذه الدنيا و أعز و أقرب الأشخاص لها!

ارتدى آلان قناعه و الذي إختاره بلون فضي فقد كان يريد من خلال هذا اللون أن يثبت قوته فهو قوي كالحديد لن تهتز قوته !
فقبل أيام كاد أن يتسبب بكارثة، بالرغم من أنه يعلم دائماً أنه متهور و عنيد و مع ذلك هو وضع لنفسه بعض الحدود! فهو يدرك جيداً ما هي واجباته في هذه الحياة حتى ان تعدى على هذه الواجبات أحياناً! و لكنه قبل أيام كان قد عزم تماماً على الذي في رأسه، هو حتى لم يخبر آرتميسيا بذلك! و لكنه كان يظن أنه لو هرب سيحقق كل أحلامه و سيتحرر من قيوده كل تلك الأحلام الرومانسية و مع المشكلة الكبرى أغوته للهرب! و مع ذلك كان يعلم أنه يترك خلفه الكثير يترك خلفه أموراً هو لا يستطيع حياةً من دونها.


قربانٌ للأميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن