الفصل الثامن والعشرون (أين ليلي)

51.5K 1K 13
                                    

رحبت نوال بليلي. ولاحظت سعادة همس التي بدت في أحسن أحوالها.....
سألت عن مراد....
فأخبرتها ليلي أنه ذهب لمقابلة عمل بعد أن قام بإيصالهم للفيلا فقد هاتفه رامي
حينما هبطت زيزي الدرج ورأت ليلي تلون وجهها بالغضب والضيق وتجاهلتها تمامآ
وصاحت في الخدم تخرج شحنة غضبها قائله :
إيه دا مستحيل التناحه ال بقيتم فيها دي لحسن تكون إتغريتم إنكم بتشتغلو في فيلا الخرافي.....
الخدم ومربيات الأطفال لازم يكونو أحسن من كده
إبتسمت ليلي بلا مبالاه لما تقوله زيزي
فهي أصبحت زوجه لمراد مما منحها ثقه أكثر بنفسها......
ستعامل زيزي بنديه هذا ما تنويه ليلي
فرحانه يا همس : سألت نوال همس التي قالت
طبعا يا تيته بقي عندي بابا وماما كمان وعندي تيته نوال حبيبتي
لتنحني نوال وتقبلها بحنان وهي تقول : جايبه العسل دا كله منين يا همس بتفكريني بخفة دم مجدي الله يرحمه
لم تبالي همس أوتهتم بما قالته نوال
ولكن ليلي قالت بهدوء.... أنا عاوزه أتكلم معاكي لوحدنا يا ماما نوال ممكن... طبعا يا ليلي إتفضلي تعالي ندخل أوضة المكتب....
صاحت بيري التي دخلت مع آني حيث كانت تلعب في الحديقه
همس...... همس... جيتي تاني
لتتعانق الطفلتان وتقفزان معا بسعاده بينما دخل ممدوح
ليضحك قائلا...... فعلا براءة الأطفال
إستدار ليري زيزي الغاضبه فقال بملل : مالك يا زيزي مبلمه ليه
زيزي بحنق : الأبله النصابه رجعت تاني وهيه ومامتك عاملين أصحاب وداخلين المكتب يتكلموا
طب ما يتكلموا وإنتي مالك
أو إدخلي إقعدي معاهم وصاحبيهم
ماما ما صدقت لقت حد يهتم بيها طول عمرك بعيده عنها وعن الكل
بتقصد إيه يا ممدوح... سألت زيزي بحنق
ممدوح بسخريه : ليلي دخلت البيت ما كملتش سنه وإحتوت الكل حتي الخدم
وإنتي بقالك سنين با زيزي وعمرك ما إهتميتي بحد إلا شخص واحد بس
عارفه مين.... زيزي..... نفسك بس ال تهمك
أووووف بجد يا ممدوح إنت بقيت ممل
قالت ذلك زيزي وهي تزفر
خرجت ليلي ونوال من حجرة المكتب
لتبتسم ليلي وتقول ؛ إزاي حضرتك يا أستاذممدوح
إزيك يا ليلي حمد الله علي السلامه.... قال ذلك ممدوح ثم حمل همس يقبلها بحنان....
""""""""""""'''''"'''''''''''''''
بعد ساعه صعدت ليلي جناحها هي وهمس
كانت تضع أغراضها في خزانة الملابس
حينما فتحت زيزي الباب بلا إستئذان
ونظرت لها بغضب وقالت بصرامه : رجعتي ليه تاني إنتي معندكيش كرامه أبدآ أنا مش هزقتك وعرفت الناس حقيقتك
راجعه ليه....
إبتسمت ليلي وقالت بهدوء مصطنع : دي حمد الله علي السلامه ال بتقولهالي يا زيزي
وعموما أنا سامحتك
عارفه ليه.... أردفت بسعاده ودلال.... لأنك خدمتيني من غير ماتحسي
شلتي عني حمل تقيل قوي يا زيزي... كراهيتك الغير مبرره كانت سبب لسعادتي
شكرا يا زيزي....
زيزي بعصبيه : إنتي إنسانه بارده
ليلي بهدوء : وإنتي إنسانه غبيه
زيزي بإبتسامه ساخره : زي ما إترميتي مره بره هتترمي تاني وتالت لأنك من غير صفه
مجرد مربيه زي آني... وآني كمان أحسن منك
زفرت ليلي وقالت : أنا مش هرد عليكي يا زيزي
هسيبك تولعي أردفت بسخريه : زي الناروالحطب تولعي مع نفسك في نفسك
وفي الأخر....... مش هتضري إلا نفسك
لأنك بالنسبه لي ولا شئ
إنتي قليلة الأدب : قالت زيزي
لتتفاجئ بليلي تجذبها من ثيابها لتدفعها خارج الغرفه وتغلق الباب
إدعت ليلي عدم الاهتمام بما تقوله زيزي لكنها بعد أن أغلقت الباب
ألقت نفسها علي الفراش وقالت بضعف
وبعدين أعمل إيه يا ربي معاها أنا تعبت
.إبتسمت وهي تهز رأسها بسعاده وهمست
كفايه هتموت من القهر لما تعرف إني بقيت سلفتها العزيزة........ ٌ
كانت ليلي تشعر بالسعادة كلما تذكرت إقترانها بمراد
إنه زوجها و حبيبها........ وهي لم تعشق في حياتها سواه......
""""""'''''"""""""""""""'"'
في شقة كرم
حان موعد عودته من العمل ووقفت ماهي في الشرفه تتلفت يمينآ ويسارا
فهي تظن أن لن يحضر إليها بعدما قالته له في الصباح
قفزت من الفرحه حينما لمحت سيارته السوداء قادمه
لقد عاد إليها.......
دخلت من الشرفه تنتظر صعوده
وحينما سمعت صرير مفتاحه في كالون الباب
فتحت الباب بسرعه
ليدخل دون أن يلقي عليها السلام
دخل الحجره ليبدل ثيابه.... وصعد فوق الفراش لينام وقد جذب الغطاء فوقه
تسللت ماهي لتدغدغ أطراف أصابع قدميه فجذب قدميه بسرعه ولم يتحدث معها
فجلست بجواره وأخذت تجذب شعره بقوه
فقال غاضبآ.. عاوزه ايه يا ماهي
نتصالح يا كرومي.... قالتها ماهي بدلال
وأردفت مش كفايه زعقت عليه
وأخذت تغني بصوت مضحك مثل الكرتون
رغم زعيقك رغم جعيرك... ما أستحملش أعيش من غيرك........
ضحك كرم فصاحت
ضحكت والله العظيم ضحكت قوم بقي يا كرملتي نتغدي
جذبت الغطاء وقالت : يلا قوم
نهض كرم من الفراش وسار بجوارها ليجلس علي الطاوله ويتناول الطعام بهدوء
وأخذت ماهي تداعبه وتجذب أنفه مره وأذنه أخري وتغني بصوت مزعج
قولي حاجه أي حاجة قول قول
قول بحبك وقول تاني بحبك قول قول
ضحك كرم وقال بحنان : بطلي تغني وتخربي الأغاني... يلا كلي معايا...
إوعي تبطل تحبني يا كرم.. ٌقالتها ماهي بنعومه....
إنت مجنونه يا ماهي طبعا عمري ماهبطل أحبك.....إنتي أطيب قلب ممكن حد يقابله في حياته أردف بلهجه حزينه
إنتي صعبانه عليه قوي يا ماهي ...
ألقت رأسها علي صدره العريض ليضمها بشده..وهمست
أنا سعيده طول ما إحنا سوا يا كرم..... ..
""'''''''""''''""'""''''''''''''''''""""
في فيلا الخرافي
عاد مراد إلي الفيلا متأخر فقد ظل لوقت طويل مع بعض العملاء
رأي ليلي تقف في شرفتها تنتظره فلوح لهابيده وبعد أن دخل إلي جناحه هاتفها
سهرانه ليه ياليلي.....قال مراد
ليلي برقه : عادي يا مراد
يعني ما كنتيش مستنياني ؟
إتأخرت ليه ؟.
ضحك مراد وأردف آه كده حسسيني إني مهم وفيه حد مستنيني...
ليلي..... طبعآ عندك شك.... إنت أهم واحد في حياتي.....
مراد بحنان : فين همس
نامت يا مراد... قالت ليلي
مراد بمكر.... طب إطلعي علي الباب
ليلي بتعجب.... ليه
هديكي حاجه... مراد
فتحت ليلي الباب الخارجي لجناحها ووقفت خارجه
خرج مراد بعد أن بدل سيابه بملابس مريحه سروال قطني مريح وتي شيرت رائع باللون الأبيض بخطوط سوداء
إبتسمت ليلي حينما أقبل نحوها مبتسمآ
قال ضاحكا : لابسه حجاب وإنتي طالعه تقابليني يا ليلي.. ويا فرحتك يا مراد بكتب الكتاب
ضحكت وقالت : يمكن حد يمر ولا حاجه
طيب خدي ... ناولها لفافه جميله
إيه دي يا مرا.... سألت ليلي
هديه يالولو.... قال مراد
ليلي بسعاده : لولو ... أول مره تدلعني
مراد مبتسمآ : إنتي ما كنتيش بتاعتي علشان أدلعك
بتاعتك.... قالتها معترضه
ليلمس تحت ذقنها بأطراف أصابعه برقه ويرفع وجهها للأعلي ويقول وهو يدعي الغضب : بتاعتي ولا مش بتعتي
إقترب من شفتاها ليلتقط قبله ويتركها لتقول بطريقه مضحكه : بتاعتك يلا إدخل أوضتك بقي
مراد موافقآ : طب تعالي هوريكي حاجه
سارت بجواره لتقف علي أعتاب جناحه الخاص لأول مره....
دخل لثواني وخرج يحمل العلبه الجميله
وفتحها وهو ينظر لعيناها
قالت بهمس : شعري.... خصلة شعري... إنت ما كنتش رميتها يا مراد
هز رأسه وقال : لأ مقدرتش
أنا بحبك قوي يا مراد.. قالتها بسرعه وهي نقف علي أطراف أصابعها لتضع قبله خاطفه علي وجنته
وتهرول لحجرتها كطفل فعل شيئا خجل منه وفر هاربآ
ليضحك.مراد ويتلمس وجنته هامسا...
بعد أن إبتعدت..... والله بايني هبقي مجنون ليلي علي آخر الزمن..
"""""""""""""""""""''''''
في شقة فاطمه...
جلست فاطمه علي المقعد تتنهد
لتسألها إيناس برفق : مالك يا ماما
فاطمه بحزن : مش عارفه يا إيناس حاسه إن كرم فيه حاجه ومخبي عليه....
إيناس بحيره : علشان مجاش النهارده يعني.... يا ماما كرم ليه بيت وزوجه لازم تفتكري دي....
لتصيح فاطمه بغضب : وليه أم معاه في نفس البلد يا إيناس
أم مالهاش غيره... فيها إيه لوعدي كل يوم شافني يا بنتي هو لسه في العمر ال جاي قد ال راح ولا إيه مش كفايه حسرتي علي إخوه...
إيناس ببعض الضيق : ما تنسيش يا ماما إنك مش قاعده هنا لوحدك وممكن مراته تتضايق من جيته كل يوم والتاني
سبيه علي راحته... دا رأيي وكمان يا ماما مراته ليها حق ...
فاطمه بعبوس : طيب خلاص نزورهم إحنا يا إيناس
أنا هقول لكرم إننا هنروح بكره نقضي اليوم معاهم...
إيناس بجديه : إسمها تروحي مش نروح
إنتي والدته مفروضه عليه ومفروض عليكي
إنما أنا أرملة أخوه قالتها وبكت رغمآ عنها
ثم أردفت ؛: أنا كمان هروح أشوف عيلتي يا ماما....

همس القلوب - الكاتبة أميرة الشافعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن