لقاء متأخر

18.3K 393 26
                                    

( معلش هو البارت طويل شوية و يمكن ميكونش في تطورات كتيرة بس أنا كتبته من قلبي فعلا ! أتمنى أشوف تفاعلكم معاه و أتمنى يعجبكم ! )
عندما رأيتك ضرب الحب قلبي
وكأن الزمان توقف في تلك اللحظة
لقد طعنت جانبي الايسر "قلبي"
من دون رحمة ك خنجر
نسيان اسمك ليس صعباً
الصعب هو
تلك الوحدة
ذالك السكون
وتلك الاهات العميقة
آه من عيونك تلك
( أوزجان دينيز - آه تلك العينين )
                                            ###
هو يبحث عن الحب و لكنه يخشى إيجاده و هي أصبحت تؤمن أنه من الأساطير..
                كل منهما يحب الربيع و لكن قدسية الألم تأسرهما و تستهويهما.
                                        ###
أنهى كل منهما صلاته و استمر ذلك السكون لم يكسره سوى حركتها التي توضح أنها تستعد للخروج فكسر تردده هو الآخر و ذهب و وقف خلف الستار للحظة " هل انتهيتِ ؟ " سأل و هو لا يعرف ماذا عليه أن يفعل أو أن يشعر ، كان كطفل رآى أجمل فتاة في الحي لأول مرة و هو لا خبرة لديه في الحب و هي لا تأبه بالمحبين ، هي جميلة جدا لدرجة أنها لا ترضى بعشق رجل عادي و هو لم يرى نفسه مختلفا قط
" نعم شكرًا كثيرا " قالت بتنهيدة و كأنه حل لها مشكلة عظيمة فابتسم لها ابتسامة مجاملة بعض الشئ رغم أنها كانت مازالت تحمل كثيرا من جموده و جديته و لكنها بادلته بابتسامة صغيرة و ايماءه بالرأس و سندت بيدها على الحائط لترتدي حذائها ليجد هو آثار أصابعه على يديها فانتفض قلبه..
إنه لأول مرة يشعر بهذا الشعور ، باحتراق القلب ، بالحسرة و بالاشتياق شعر بأنه مستحيل مجددا ، مستحيل أكثر مِم توقع اذا كانت بهذه الرقة فكيف ستتعامل مع قسوته ، اذا كانت بهذا النقاء فكيف ستتعامل مع هذا الظلام في داخله ، عليه أن يتركها من قلبه قبل أي شئ حتى لا تتأذى إنه لا يستطيع أن يفعل بها ذلك إنه لا يستطيع..
                                     ###
خرجت أسيل بسرعة و كأنها تهرب ، هي لم تكن هاربة من قسوته أو حدته أو برودة إنها فقط هاربة من شعورها ذلك تجاهه ، انها تبعته في صلاته هذه المرة و تشعر بأن هذه المرة ليست الأخيرة ، بطبيعة الحال عقلها لا يستطيع أن يعالج صورته كرجل فقط هو أمامها كمعلم و لكن بداخلها قلبها يعلم أن وراء نظراته هذه ما هو أعمق من تلك العلاقة الرسمية التي تجمعهم
خرجت شاردة في الكثير من الأشياء ، تفكر كيف ستتأقلم ، كيف ستتعايش مع هذا الوضع الجديد ، تجتاز الناس هكذا و تنظر بروح خاوية..يطل من عينيها فراغ شديد و انكسار..
لم تدرِ أبدا بأنه يراقبها من الخلف و عيناه فيهما بعض من البلل الذي لا يعرف سببه أو مصدره ، يقبض على يديه بشدة ليمنع نفسه من الذهاب خلفها و لكنه في النهاية لعن كل ذلك التردد و اجتاز الناس بقوة حتى وصل إليها فهدأت خطواته القاسية و المضطربة تلك ليجدها تسير في أنحاء بعض الشئ و في نفس الوضعية الدفاعية تلك " أقيمِ ظهرك ! " قال في انفعال عاطفي و ليس في غضب كما كان ظاهرا للجميع
نظرت إليه باندهاش لا تعلم من أين خرج هذا الآن ، أخذت تأنب نفسها آلالاف المرات في داخلها أنها اقتربت منه ، لماذا ؟ لماذا لم تسمع نصيحة تلك الفتاة المدللة الشقراء المسماة جانسو التي أخبرته أنه عليها أن تبتعد عنه لأنه لا يخصها و أن هذا المكان ليس مكانها و ليس عليها أن تتعامل معه
من هو ليخرج من الفراغ هكذا و يتحكم في طريقة سيرها ، من نظراته كانت تظن أنه لربما يفهم هو و لكن الآن هو كسر شيئا بداخلها عندما جعلها تشعر بأنه لم يفهم و لكن تلك لم تكن الحقيقة ، الحقيقة الوحيدة أنه لم يتحمل ظهور انكسارها و لو حتى في طريقة السير ، لم يتحمل كيف أنها تخللت روحه بهذا الشكل و تركته و ذهبت في صمت ، يكره أنها لا تنظر إلى عينيه و لا تعطيه فرصة ، يكره معرفته أنها قد تكسر نفسها كي لا تكسره إن علمت أنه واقع فيما يظنه الآن يشبه العشق و لكنه لا يشبهه فقط ، إنه العشق الخام..العشق الأصلي الذي صدقت هي بوجوده في الأساطير فقط و هو أفنى حياته يبحث عنه
" هذه المدرسة لها قواعد ! أنت تمثلين هذا المكان لذلك لا يمكنك ، لا يمكنك أن تسيري بانحناء هكذا و لا يمكنك أن تهملِ نفسك هل فهمت ؟ " قال و هو ينظر في عينيها مباشرة و بادلته هي النظرات ، هو كان ينظر إليها بعمق شديد و هي نظرت بحزن شديد ، حاولت أن تعبر عن نفسها و لكنها لم تستطع أومأت برأسها إيجابيا و الجميع يشاهد ، لقد أصبحت أضحوكة المدرسة منذ الْيَوْمَ الأول بسببه ، هي لم تكن تقصد ذلك الذي يراه إهمالا هي لم تكن تستطيع أن تعيش مثلهم فقط ، انها كانت تتصرف بطبيعة و طفولية فقط ليس أكثر
تركته في ذروة انفعاله و أقامت ظهرها و ذهبت في صمت و هي تعتصر يديها كي لا تبكي أمام الجميع و في طريقها إلى دورة المياه أوقفتها جانسو " ألم أقل لك ؟ انظرِ الآن أخذت جزاءك " قالت مع ابتسامة ساخرة فنظرت لها أسيل نظرات نارية و كان ياسين على وشك التدخل واللحاق بها في محاولة لاصلاح ما أفسده و لكنها كانت قد دخلت دورة المياه بالفعل
أغلقت على نفسها بالداخل و أخذت تبكي " يا الله ماذا فعلت لأستحق كل هذا ! ليخرج رجل غريب أمامي بهذه القسوة ، يا الله إنني تعبت ، الجميع ذهب و أنا وحدي يا الله ، أنا أضعتهم في مكان ما و لا أستطيع إيجادهم و أضعت نفسي قبلهم و لأجلهم يا الله ! ماذا فعلت أنا ليقول لي أني أهين صورة هذه المدرسة بشكلي هذا و ماذا فعلت لتلك الفتاة لتشمت بي كل هذه الشماتة ؟ يا الله أنت تعلم كم تحملت..لم أعد قادرة أكثر يا الله اغفر لي ثم خذني إليك..اغفر لي هذا الضعف و هذا الجزع يا الله
.." توسلت كثيرا بين بكاءها و هو ما يزال يقف بعد أن فَض الطلاب بصراخه ، ينتظرها أن تخرج و لكنه لا يستطيع الذهاب و الطرق على الباب فهو لا يستطيع أن يزيد من هذا الوضع سوءا
إنه لا يعلم ماذا حدث له ، انه اندفع فجأة عندما شعر بأنه لا يمكنها أن تكون معه ، انها جعلته خارجا عن السيطرة و هو لا يعلم كيف حدث
مسحت أسيل دموعها و خرجت و كأن شيئا لم يكن ، كان قلبها يحترق و لا تريد رؤية وجه ياسين مرة أخرى و لكن جزء منها يلوم نفسها لأنها تشعر بأنها أيضا مخطئة لكونها من هي
                                       ###
انتهت الاستراحة و لم يجد ياسين الفرصة مجددا ليفعل أو يقول أي شئ فقد كان عليه الذهاب لأنه سيهتم بأعمال أبيه في الليل ، جزء منه يشعر بأن هذا غباء و فعل أطفال فلا يمكن أن يكون هذا حبا ، عليه ألا يستسلم لهذا الشعور الذي جعله مجنونا في لحظة هذا كان قراره و لكنه لم يعلم على الإطلاق أن قدره سيعارضه
                                    ###
عادت أسيل إلى المنزل منكسرة أكثر مِم خرجت منه ، كان البيت فارغا و مظلما و كلا والديها في العمل تركا لها الطعام مع ملحوظة فتركت كل شئ مكانه و دخلت لتنام و لكن وجهه القاسي لا يفارقها كلماته لا تغادر عقلها
" يا الله كيف سأذهب غذا ؟ كيف سأتعامل معه ؟ كيف سأفهم منه ؟ ربما علي أن أبحث عن أستاذ خاص و ما شابه ذلك ، ليسامحك الله يا ياسين تيمور على ما فعلته بي يبدو أنني سأعاني بسببك الكثير " قالت و هي تبكي على السرير حتى غطت في نوم عميق
                                      ###
" ياسين..ياسين هل تسمعني ؟ " نادى كريم مساعد ياسين
" أسمعك ماذا هناك ؟ " قال في حدة أكثر من المعتاد كان يحاول أن يخفيها
" أنت لا تبدو بخير إطلاقا ! كنت شاردا طوال الْيَوْمَ و يبدو أيضا أن صبرك ينفذ سريعا و هذا ليس من طبعك ! من زمن طويل لم يشعلك أحد هكذا ! كنت قد تجمدت في القطب الشمالي لذلك من صهرك ؟ " قال كريم في مزاح
" كريم ! لا داعي لكلام فارغ حسنا ! إن كان لدي هم أنا أحله وحدي هل فهمتني ؟ أساسا كان هذا النظام منذ كنت في الروضة تعلمت السير وحدي تعثرت وحدي و قمت وحدي لذلك اترك الأمر يمضي و إلا أنا لا أترك ! " قال في غضب و تهدييد لأنه يعلم بشكل من الأشكال أن كريم سيتحمله
" حسنا حسنا لا تحزن فورا ، لنذهب إلى المنزل  و تأخذ قسطا من الراحة و يحل كل شئ " قال كريم في محاولة لتهدئته فصمت ياسين فقط و عاد إلى المنزل و هو ما يزال يشعر بأنه يحترق من الداخل
دخل تحت المياه الباردة في ذلك الشتاء القارص و كأن قصده كان أن يعذب نفسه ، تقيأ كل لقمة ابتعلها بعد هذا الموقف فبشكل من الأشكال هو لم يستطع ، نظر لنفسه في المرآة و علق نظره على قلادة الجندي التي يرتديها ، إنها الشئ الوحيد الذي يعرفه و هو أصبح يكره ذلك ، يكره عدم قدرته على أن يكون رجلا و محبا فقط ! ماذا عليه أن يفعل ؟ هل عليه أن يجعلها تقع في حبه و لو بالإجبار أم عليه أن يتركها فان عادت فهي له و ان لم تعد فليس عليه أن يحارب لأجلها ؟!

العشق المستحيلWhere stories live. Discover now