الجزء الرابع

19.3K 455 2
                                    

الجزء الرابع
مرت الايام علي ابطالنا وجميله الان في الصف الثاني الثانوي مع ابنة خالتها سهي التي ولدت بعد جميله بعدة شهور فأصبحا الاثنان مثل التوأم يذهبون للمدرسه سويا يتلقون دروسهم سويا لا يخرجون الا سويا في كل شئ سويا
اما زياد انهي دراسة الطب بتفوق مما أهله لتتخص في أعلي أقسامها وبدأ التخصص في جراحة القلب والأوعية الدموية حلم حياته وسبب دخوله كلية الطب فهو يريد أن يسطر اسمه باحرف من نور في مجال جراحة القلب مثل دكتور مجدي يعقوب وغيره الكثير مما ذاع صيتهم
تخرج مالك شقيق زياد الأصغر منه بعامان من كلية التجارة واتجه اتجاه والده في الزعامه وأصبح ذراع والده الأيمن يعتمد عليه في كل شئ يراعي أرضهم الزراعية وحضور المجالس العرفيه مع والده فهو لايقل قوة ولا وسامه عن أبيه وأخيه
دخلت زهرة شقيقة زياد كلية آداب قسم انجليزي وهي في الفرقه الثانيه ورغم اعتراض والدها علي دخولها الجامعه الا أنها لجأت الي زياد ومالك لإقناع والدها لكي يوافق على إكمال دراستها وحصلوا على موافقته بشرط إتمام خطبتها علي محمد ابن عمها سالم شقيق والدها والذي يعمل مهندسا معماريا في شركته الهندسيه للمقاولات الذي أقامها بالقاهرة وجعلها في فتره قصيره شركه ناجحه بفضل حبه لمجال تخصصه محمد يكن مشاعر اتجاه زهرة ولكنه لم يبح بها لأحد نظرا للأخلاق الذي تربيا عليها ونظام الحياه بالصعيد تقدم لعمه طالباً يدها للزواج رحب ياسين بطلبه كثيرا فهو يحبه مثل زياد ومالك ووجد فيه مثال الزوج الصالح الناجح في عمله وحياته وافقت زهرة علي محمد كما رغب والدها فهي لا تعرف محمد شخصيا هي سمعت عنه من اشقائها وابيها ورأته مرة واحده صدفه منذو عدة سنوات كان هو في ذلك الوقت انتهي من المرحله الثانويه واستعدا لدخول الجامعه وفي هذا اللقاء الغير مقصود اشتعلت شرارة الحب في قلب محمد عندما رأي تلك الفتاه ذات الضفائر البنيه والبسمه الشقيه كانت وقتها في أول المرحله الاعداديه لكن من يراها يظن أنها فتاه بالغه الرقه والانوثه مثل الفاكهه التي طابت واينعت وحان وقت قطفها ومنذو ذلك الوقت ومحمد يعد الايام عدا حتي يظفر بحبيبته ولم يتبقي سوي بضعة أسابيع ويتم زفافهم وأخذها معه الي القاهرة لينعم بدفئ قربها منه أما زهرة فمثلها مثل من سبقها بالزواج من أبناء عمومتها لا تملك حق الرفض بل يتزوجن من أبناء اعمامهم بناء علي رغبة اهلهم ورغم تقدم الوقت وتغيير بعض المفاهيم الخاطئة عند بعض الناس إلا مسائلة الزواج والتار عند معظم الصعيد وبالأخص قبيلة هوارة لا يوجد فيها نقاش أو جدال بل هي عادات وتقاليد واعراف لا يحيدون عنها مثقال ذرة
حاولت زهرة تقبل موضوع زواجها من محمد واقنعت نفسها أن الحب والتفاهم سيأتي بالعشره ومحمد لا يعيبه شئ فهو مهندس وناجح في عمله فهي احسن حالا من بنات اعمامها فا ازواجهم لا يستطيعون فك الخط كما يقولون
احتفلت العائلاتان عائلة ياسين وعائلة أخيه سالم بزفاف محمد وزهره علي طريقتهم بدبح الذبائح وطهي الولائم وضرب الكثير والكثير من الأعيرة الناريه واللعب بالعصي والرقص بالخيول علي نغمة المزمار بالنسبه للرجال اما بالنسبه للنساء الغناء والرقص والحنه وكثير من العادات الجميله انتهي الزفاف ودخل محمد الي مجلس النساء متنحنحا لكي يأخذ زوجته ويصعد الي غرفتهما التي خصصها والده له فهي عبارة عن جناح كامل لهما يقيما فيه كلما تواجدا في البلده صعدا محمد وهو ممسكا يد زهره بتملك وأمام باب غرفتهم فتح بابها ثم حملها وهو ينظر في عيونها ركل الباب بقدمه أغلقه خلفه دخل بها غرفة النوم ثم انزلها وهو ينظر لها وجدها متوترة تفرك بيديها امسك يدها وجلس بها علي الاريكه ثم رفع وجهها له وهو ينظر في عينها بحب ابتلع رقيقه يحاول السيطرة على نفسه حاول الكلام فخرج صوته متحشرجا
محمد: حبيبتي في كلام عاوز اقوله ليكي قبل ما نبدأ حياتنا انا عارف اني بنسبالك غريب بس هتصدقيني لو قولتلك اني بحبك من ٨ سنين من وانتي لسه داخله اعداديه
(نظرت له زهره بعد أن خفق قلبها من اعترافه بحبها ) فأكمل محمد مؤكدا كلامه ايوه من يومها وانا بحبك كنت رايح عندكم البيت لزياد شوفتك في الجنينه بتجري ورا فراشه ملونه وقفت زي المسحور قدامك مقدرتش اشيل عيني من عليكي كنتي جميله قوي بضفايرك البني ساعتها شوفتيني واتكسفتي وجريتي تستخبي مني مش عارف اذا كنتي فاكرة اليوم ده ولا لأ بس اليوم ده انطبع في ذاكرتي للابد عارفه ليه علشان شوفت اجمل وارق فراشه في الدنيا فراشتي انا وحبيبتي انا وبتاعتي وحياتي كلها
حاولت زهره الكلام فلم تستطع فا احنت رأسها خجلا لكنها متذكره ذلك اليوم جيدا فهي عندما رأته يقف من بعيد يتابعها خجلت منه وفرت هاربه فاقت من شرودها علي صوته
محمد: زهرتي انا عاوزك متاخفيش مني انا قبل ما اكون جوزك عاوز اكون حبيبك سندك وامانك وحمايتك عاوزك لو خايفه من حاجه او عاوزه حاجه تجري علي حضني قبل ما تجري علي ابوكي أو اخوكي وانا بعهدك قدام ربنا( قالها وهو ممسك يدها) اني عمري ما ازعلك أو اضيقك او ابعد عنك وعمري ما هشوف حد غيرك
زهره بهمس: انت طيب قوي انا عمري ما توقعت انك تكون بالطيبه والرقه دي
ابتسم محمد فا أخيرا زهره تكلمت وتجاوبت معه اعتبرها بدايه مبشره
محمد بحب: انتي اللي طيبه ورقيقه وجميله وزي السكر كمان
خجلت زهرة واحمرت وجنتيها فهي لأول مرة يغازلها أحد
زهرة بهمس:ممكن اطلب منك طلب
محمد: انتي متطلبيش
زهرة با ندهاش لم يدم طويلا
فا أكمل محمد: انتي تؤمري يا قمر انت
ابتسمت زهرة تلقائيا من مراوغة محمد
محمد: ايوه كدا اضحكي محدش واخد منها حاجه ها عاوزة ايه
زهرة: عاوزة نصلي الاول نبدأ حياتنا بطاعه
محمد ممسكا يدها يقبلها: ربنا يخليكي ليا ويديمك نعمه في حياتي يلي قومي غيري واتوضي وانا كمان هغير واتوضا علشان نصلي قاما الاثنان الي تغيير ملابسهم حاولت زهرة فتح سحاب فستانها فلم تستطع خلعت طرحتها وحجابها واسدلت شعرها ووقفت متحيره في كيفية فتح ذلك السحاب اللعين نفخت مستغفره وضعت يد في خصرها ويد تحك فروة رأسها بتفكير تفاجأت بدخول محمد مرتديا بجامه ستان نبيتي انزلت يدها علي الفور في حرج
محمد :ايه يا حبيبتي مغيرتيش ليه
زهره بلعثمه: اااا اصل اااا انا ااااا
محمد بخبث: ايه مش عارفه تفتحي السوسته مثلا
احمرت زهرة خجلا وزاد تلعثمها: اصل الفستان ضيق ومش يعني لاااااااا
محمد ضاحكا وهويلتف خلفها:علي فكره انا كنت عاوز اعرض عليكي المساعده وبعدين مكسوفه ليه دا انا جوزك
فتح محمد السحاب ببطئ وهو يمرر ابهامه علي بشرة ظهرها ارتجفت واغمضت زهره عينها بضعف وكذلك محمد اغمض عينيه بنشوة يريد التهامها أدار وجهها إليه ثم رفع يديه الي وجهها يمسح عليه مرورا بعنقها ثم امسك كتفي الفستان بيديه ينزله ببطئ وهي ترتعش إلي أن سقط فستانها أرضا حاوط محمد خصرها ورفعها خارج الفستان ظل محتضنها فتره لا يريد الابتعاد عنها تناول شفتيها الشهيتين بلونهما الكرزي الذي ذهبا بعقله تماما كانت قبله طويله هادئة معبره تمالك نفسه أخيرا واستطاع ابعادها قليلا عنه
محمد ونفسه يعلو ويهبط بشده: غيري واتوضي وانا هروح اتوضي تاني خرج الي الحمام الخارجي للجناح وهى فرت الي حمام غرفة النوم انتهت وارتدت قميص نوم ابيض نظرت لنفسها كيف ستخرج به فهو عاري جدا لكن ماذا ستفعل فهذا ما وجدته في الحمام خرجت سريعا تبحث عن اسدالها حتي وجدته ارتدته في عجاله دخل محمد وكبر للصلاة وامها في الصلاه انتهي ثم وضع يده علي رأسها وقرأ الدعاء اللهم ارزقني خيرها وخير ما جبلت عليه واجنبني شرها وشر ما جبلت عليه انتهي محمد فأخذها بين ذراعيه الي فراش حبهما حاولت الاعتراض ولكن محمد احتواه بحبه وتفاهمه وحنانه فا عاشت معه اسعد ليله في عمرها ليله سطرت بحب في كتاب زواجهما طار محمد بزهره الي القاهرة بعد أن قضوا عدة أيام ببيت أبيه ثم توجه بها بعد ذلك الي الجونه لقضاء بضعة أيام من شهر عسلهما
في ذلك الوقت ازداد المرض بالحاج عبدالرحيم كثيرا فقد اصابه المرض منذو عدة سنوات ولجأ الي الأطباء دون فائده فسلم إمرة لله عل المرض يريحه مما هو فيه فهو يرغب بشده بلقاء ربه لكي يذهب بجوار معشوقته التي حرم علي نفسه الاقتران بغيرها عله ينالها في الاخره وقد استجاب الله لرغبته واراد اراحته من تعبه وقبض روحه كان بجواره الشيخ ياسين وأخيه سالم واخيهم الصغير ضاحي وزياد ومالك والكثير من أقربائهم قاموا بدفنه وأقاموا له عزائاً فخما يليق بمقامه عندهم.
جلست سعاد ونفيسه شقيقة زوجها يستقبلون النساء المعزيات في الحاج عبدالرحيم أما جميلة فا كانت تجلس بغرفتها تبكي أباها وسهي بجانبها تواسيها أراد زياد أن يلتقيها عله يخفف من احزانها ولكنه كان محرم عليه لقائها أو الجلوس بمفردهم بأمر من أبيه منذو أن بدأ يظهر علي جميله علامات النضوج والبلوغ أمر زوجته بأبعاد جميله وسهي وجعل لهم غرفه منفصله عن بقية المنزل وعدم السماح لزياد أو مالك الدخول الي الطابق الذي يوجد به الغرفه ورغم أن زياد كتب كتبها مع والدها قبل أن يتوفي وتزوجها رسميا منه إلا أنه لا يستطيع رؤيتها الا في حضرت والده ووالدته الاثنان معا واللقاء لا يتعدى البضع دقائق عجز زياد عن رؤيتها بعد أن استأذن والدته ورفضت لحين انتهاءالعزاء وحضور والده والاستأذان منه شخصيا كالعاده هاتف زياد سهي علي هاتفها
سهي بعد أن أجابت علي هاتفها: الوو
زياد: الوو سهي جميله عامله ايه
سهي: مموته نفسها من العياط وقاعده اهدي فيها مفيش فايده
زياد بألم: اديهالي اكلمها يا سهي وحياتك
سهي: طب ما تيجي ليها انت احسن
زياد بغيظ: انتي مش عارفه النظام وان بابا مانع اي لقاءات بنا لغاية لما نتجوز ولما اكون عاوز أشوفها يبقي قدام ماما وبابا
سهي وهي تزفر بقهر: عارفه يا خويا عارفه
زياد: طب انجزي وادهالي هموت واكلمها بقي
سهي: حاضر خد أهية معاك
زياد برقه بالغه: الوو الوو جميله انتي معايا
لم ترد جميله ولكنه استمع لصوت شهقاتها التي تمزق قلبه فا اغمض عينيه بألم ودا لو يأخذها باحضانه وينسيها احزانها وهمومها
استجمع نفسه وخرج صوته متحشرج
زياد: حبيبتي ونور عيوني ارجوكي متبكيش دموعك نار بتنزل علي قلبي بتكويه لو بأيدي ابدل دموعك واحزانك كلها فرح حتي لو هيكون التمن حياتي انا اموت بس انتي متحزنيش تاني
جميله وقد زاد بكائها: بعد الشر عنك ارجوك متقولش كدا انا معدليش غيرك في الدنيا
هنا اشتعل زياد داخليا وقرر الصعود لها بأي طريقه حتي وان عاقبه والده مدي الحياه لا يهم فهو في هذه اللحظة يريد أن يحتويها بين زراعيه باي ثمن .

ليست وحدها حبيبتيWhere stories live. Discover now