تسعة عشر

6.8K 874 498
                                    

الأخيرة

عبر الباب المفتوح دخلت نسمة من رياح الفجر الباردة، بدأ السواد الحالك يتحول إلى رمادي باهت مع إقتراب شروق الشمس مع ضباب خفيف جعل الرؤية مشوشة قليلاً.

لكن عينا يوغامي لم تكن تنتبه لكل ذلك، كان قلبه لا يزال يدق بشدة والأدرنالين لم يزل مفعوله.
لم يتخيل يوماً أن يقوم بتهديد شخص بالسلاح، لكن تلك السكين بين يديه والتي كانت مزينة بنقاط من دماء فوكودا تؤكد فعلته.
كل ذلك لم يهم كثيراً ما دامت هذه التي أمامه بخير.

رأها وهي تحاول إبطأ تنفسها السريع بينما أحاطت جسدها بيديها كأنها تحمي نفسها من ما ظنت أنه سيقع بها.

أحاطها يوغامي بنظراته ثم إبتسم.
لقد إشتاق لها كثيراً، ولو لم يكن الموقف غير موات لأفصح عن ذلك.

إنتبه حينها أن هذه أول مرة يدخل فيها غرفة جارته السابقة يوكيكو آآبي.
لم تختلف عن غرفته بالطبع، لكنها كانت تحمل لمستها الأنثوية، كانت تشبهها.

قام يوغامي بطي السكين ثم أدخلها في جيب سترته الداخلي، قبل أن يقوم بخلع حذائه ويدخل إلى الغرفة دون أن يغلق الباب.

إنكمشت يوكيكو على نفسها مع خطوته الأولى في الداخل، قبل أن تستكين مجدداً عندما جلس خلف الطاولة لتفصل بينهما.
لم ترفع بصرها ناحيته.. فهي حتى الأن لم تصدق أنه هنا.. في غرفتها، وخشيت إن رفعت بصرها ناحيته، أن يتضح أنه شخص أخر.

-هل أنت بخير أنسة آآبي؟

تسائل بنبرة هادئة قلقه، فتأكدت أنه لم يكن شخصاً أخر.

نظرت إليه، كان قد أنزل قلنسوته ليبدو لها وجهه ملياً، لم يكن يشبه يوغامي الذي تعرفه في العادة، بل يوغامي الذي ظهر في التلفاز.
أطلقت زفيراً طويلاً أخرجت معه كل خوفها لتجيبه أخيراً:

-نعم.. نعم بخير. أنا بخير.
-جيد.

نطق بها وعيناع لم تفارقها، ساد صمت صغير بينهما تشعبا فيه ملامح بعضهما التي إشتاقا إليها، لكنه لم يدم، إذ جلت يوكيكو حنجرتها وهي تحاول أن تخرج صوتها مستقيماً دون حشرجة قائلة:

-لماذا أنت.. هنا؟  وكيف عرفت؟
أكملت سؤالها بينما إرتاحت في جلستها وإقتربت من الطاولة أالتي يجلس عليها يوغامي، ليجيبها:

-من رجالي، أظن أنك تعلمين عن الوضع الحالي بين ماتسودايرا و فوكودا، وبناءً على ذلك توقعنا ما قد سيفعله فوكودا للخروج من المأزق الذي أدخلناهم فيه، وكانت أول خطوة سيقومون بها...
-الديون.
-نعم كذلك، لذلك ما إن علمت بهذا حتى تذكرت أمرك، وعملت أن هولاء الأوغاد لن يتركوك لشأنك. لذلك أتيت فوراً حتى أنهي هذا الموضوع للأبد.
أعلم تماماً أنسة آبى أنكِ لا تريدين أن يتدخل شخص ما في مشاكلك الخاصة لكن هذه المرة فقط... دعيني أفعل ما أراه صحيحاً.

هكذا هزموا اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن