عشرة

3.7K 497 39
                                    

إنتهى الإجتماع وبدأ المجتمعون بالتفرق، بعضهم خرج مباشرة والبعض الأخر بدأوا يتحدثون مع بعضهم عن مواضيع شتى.

مرت يوكيكو آآبي بقرب مجموعة منهم وهي تنحني إحتراماً وإبتسامة جذابة على وجهها.
بإعجاب رد من حولها التحية ثم أخذوا يتحدثون عنها بإحترام كبير  بعد ذهابها. سمعت يوكيكو بعض كلامهم فإبتسمت برضا قبل أن تخرج.

في الآونة الأخيرة إكتسبت ثقة أكبر في نفسها مع توليها لمهام أكبر أوكلتها إليها الإدارة، بل حتى قاموا بجعلها مسؤولة عن المتدربين الذين يقضون فترة تدريبيه لبعضه أشهر.

كانوا يثقون بها وكان من الواضح أنها عجلاً أم أجلاً ستصير إسماً مهماً في الشركة.

ومع تسليمها لدفعة جديدة من النقود نهاية الشهر المنصرم إنزاح حمل أخر عن كتفيها، تبقى لها أقل من سنة ونصف لتعيش بهذه الطريقة وبعدها ستعود لتعيش بحرية كما كانت.

لكن بالتأكيد كان لتوليها مهام أكبر ضرراً عليها إذ أنها أصبحت تقضي وقتاً أكثر في العمل.
منذ أن بدأ شهر يونيو كان عليها أن تحارب كل يوم حتى لا يفوتها القطار الأخير، وحتى تستطيع أن تلحق بالقطار الأول كل صباح.

أصبحت فعلياً أحد الموظفين الذين لم ترد أن تكون منهم والذين يقضون أربعة عشر ساعة عمل أو أكثر أحياناً.

لكنها كانت تكرر لنفسها دائماً .. أن كل لهذا لوقت قصير فقط.

بعد خروجها من غرفة الإجتماعات ذهبت ناحية الإستراحة لتشتري بعص العصير، لم تتوقع أنها ستجد أحداً هناك فالوقت قد تأخر ومعظمهم قد عادوا إلى بيوتهم.

كذلك لم تتوقع بالتحديد رؤية ميكادو داخلها فهو كان في رحله عمل لكيوشو.

-ميكادو .. متى عدت من رحلتك!؟

سألت مفاجئة ميكادو الذي كان جالساً يحدق في الفراغ وفي يده علبة عصير جزر تقطر من البرودة.
حول بصره ناحيتها وكأنه هو الأخر لم يتوقع رؤيتها، ومالبث أن بدا التوتر عليه عندما نهض مواجهاً إياها:

-لقد .. عدنا قبل ساعات فقط.
-ولماذا أتيت إلى الشركة؟ كان يجب أن تقضي هذه الليلة للراحة.
-كان يجب أن أقدم تقريراً، لذلك أتيت. وأنتِ لماذا لا تزالين هنا؟ عمل إضافي مجدداً؟
-كلا، لقد كنت في إجتماع إداري، تعرف أنهم قد جعلوني مسؤولة عن المتدربين.
-أجل لقد سمعت بذلك مبارك لك. وكيف هم؟
-جيدون للغاية  لا أصدق أنهم لا يزالون يدرسون. قد نقدم لبعضهم عروض عمل عندما يتخرجون.
-هذا جيد حقاً.

إستمرا بالحديث بينما ذهبت يوكيكو لتشتري علبة عصير هي الأخرى. راقبها ميكادو بإبتسامة هادئة وهو يقوم بالرد عليها ببعض الهمهمات بين فينه وأخرى.
كان يفكر في أمر جال في باله منذ وقت طويل، وعندما ظهرت له فجأة قبل قليل في وقت لم يظن انه سيراها ابداً، شعر وكأنها اشارة له لكي يصارحها بما في باله.

هكذا هزموا اليأسWhere stories live. Discover now