الفصل الخامس

16.1K 317 3
                                    

ها هى تساق نحو المجهول.....
هل ستحيا حياه افضل من حياتها السابقه ام ستكون كسابقتها ، هي تعتقد انه لا يوجد اسوء مما مرت به لذلك احتمال ان تكون اسوء فهو مشطوبٌ من قائمتها .
........
امسكت بيد اختها ووعد وراندا يمسكان بزيل فستانها حتي راوا شخصاً ما يتقدم بصحبه عماد دققوا النظر وكانت الصدمه
انه العريس....
ولكن كيف....
ولماذا.....
وجدت هي الجميع توقف لترفع نظرها فلا تستطيع الرؤيه بسبب ذلك الوشاح المغطي به رأسها.
لتضغط علي يد منه وتسئلها لماذا توقفوا
والأجابه هي صمت وفقط
تراخت قبضه منه من علي يدها لتفأجأ هي بقبضه زراع رجوليه تمسك بكفها وتحتضنه بين يديه، اقشعر جسدها وتوترت وخافت
ليسحبها هو نحو مكان للجلوس ، ما لبثت ان جلست بضع دقائق وهى تستمع لصوت الغناء كم كانت تود ان ترى اختها وراندا ووعد وهما يودعونها،ولكنه ممنوع عليها رفع الشال الا بمنزل زوجها.
بعد بضعه دقائق قام هو ليستئذن الذهاب لتركض وعد محتضنه اياها وهى تبكي
ومن ثم ابعدتها راندا واحتضنتها هي الأخرى
لتنظر هي اليهما كم تود ان ترى ملامحهما ربما لانها تستشعر ان تلك هي اخر مره ستراهما فيها .
لتجد اختها منه تحتضنها وقالت كلمه واحده" دعيه يفعل ما يريد يا اختي ولكي الأجر"
وتركتها كرفيقاتها ليأتى دور والدتها التي بكت انهاراً واخذت تقبلها وتحتضنها.حتي سحبها اخاها ليقول وهو اقف امامها بصوت جهورى خشن: بيت جوزك ما تطلعيش منه الا علي قبرك ، وتسمعي كلامه انتى فاهمه
صمت مطبق تخلله دموعها، كم تمنت ان يخبرها انه سيكون لها سندا وحمايه، انه سيكون لها درعاً واقياً وان فكرت بالرجوع فستجد بيتها هو مأوائها، سلمت امرها لربها وناجته وقام ذلك المدعو زوجها بالامساك بكفها والنزول بها الي السياره
ركبت سياره فخمه يظهر ان عريسها ذو سلطه ونفوذ ولكن كيف تعرف علي اخيها وهو مكوجى باليوميه ، سؤال يصعب ايجاد اجابه له بداخل عقلها، وجدت ذلك المدعو زوجها يجلس بجوارها بالسياره فصمتت هي واسكتت عقلها.
انطلقت السياره تشق شوارع القريه مضي كثير من الوقت حتي جفاها النوم استيقظت علي صوت ما بجوارها وهو يأمرها بأن تستيقظ استنتجت انه صوته هو امسك بكفها ثانيه.
وقام بالنزول اولاً ومن ثم نزلت هي خلفه، لتجد اصوات اناس كثيره اذاً لابد ان العرس الحقيقي هنا وليس بمنزل اهلها.
لتجده يسحبها من كفها ويدخلها الي صاله كبيره لتتلقفها يد امرأه اخرى وتقوم بإجلاسها علي كرسي جلست هي وسمعت صوت همهمات لمعرفه وجه العروس ثم ما لبث ان انطلقت الزغاريد من جديد لتقول احدى النساء العريس جاى يا نسوان.
ليدلف هو ثم يقف امامها لتنهض هي من علي الكرسي لتجده يهم بأن يرفع ذلك الشال الابيض الموضوع علي رأسها وبعد عده ثوانى بداءت ترى النور من جديد لتجد جسداً عريضاً يسد عليها الرؤيه لترفع ببصرها لترى من صاحب ذلك الجسد الذي من المفترض انه عريسها، رفعت نظرها ونظرت اليه لتصدم مما تراه
...........
تعالت الزغاريط من جديد وجميع النساء يمدحون ويثنون علي جمالها وهي تائهه انه عريسه ولكن عمره في الثلاثينات او يزيد وهي طفله ابنه الخامسه عشر ربيعاً فقط.
صمتت فماذا سينفع الكلام اتى رجلاً ما فأنزل العريس الشال من جديد ليأخذ منه دفتراً ما ثم امرها ان توقع وتبصم فتلك هي شهاده زواجهم وقعت وبصمت واصابعها ترتجف من الخوف ثم سُحب منها الملف معلناً ان زواجهم الآن رسمياٌ تصاعدت الزغاريط واصوات الطبل والطلق النارى بالخارج ورفع هو الشال وقام بإزالته نهائياً عن وجهها حمدت الله انها الآن سترى الي اين ستذهب انتبهت للمكان يبدو ان حظها جيداً فالصاله التي تجلس بها النساء اكبر من بيتهم بمراحل اذا عريسها غنى وثرى كما توقعت.
بعد عده دقائق بدات النساء بالذهاب وقلبها يهوى بين قدميها.
ثم نظر هو لها نظرات لم يستطع قاموسها تفسيرها، امسك بيدها وسحبها خلفه لتصعد درجات عديده لتفاجئ بممر كبير به العديد من الغرف سارت هي معه حتي نهايته وحينما وصلوا للغرفه وفتح هو بابها لتدلف هي بخطوات مرتبكه خائفه.
اغلق هو الباب ومع صوت اغلاقه هوى قلبها بين قدميها .
ليتقدم هو ناحيتها وهو يقول بنصف ابتسامه ويسحبها لتجلس علي احدى الكنبات بجواره: انتى متعرفيش اسمى مش كده
لتنظر هي له بإستغراب ليقول هو متابعاً انا رافت الصاوى
لتومئ هي برأسها ليقول هو بضحك ، اكيد متعرفيش اى حاجه عن حياتى بس كله هتعرفيه بوقته
طرقات علي الباب لينهض هو متجهاً نحوه تاركاً اياها جالسه لتدلف ثلاث سيدات ويتجهون نحوها ليقول هو معرفاً لتنهض هي من مقعدها، دى ستى الحاجه نوال كبيره العيله لتتقدم هي ناحيتها وتقبل يدها كما اخبرتها والدتها لتضع السيده العجوز يدها علي رأسها وهي تقول بصوت حازم وقوى ينبئ عن طبيعتها الصارمه: ربنا يبارك واشوف ولدكم قريب
ليرتجف جسدها علي وقع تلك الكلمات ثم تتركها السيده العجوز وتغادر.لتأتى المرأه الثانيه وهي تقول وانا بقي ابقي حماتك لترفع هي رأسها وتتفحص بنظراتها المرأه سيده يبدوا من نبرتها انها متسلطه تمنت من الله ان لا تحتك بها لكى لا يحدث لها ما لا تحمد عقباه، قبلت يدها وفعلت المثل وانصرفت المرأه لتأتى الثالثه وهي تقول بنبره جاده، انا ابقي سلفتك يا ... الا انتى اسمك ايه
لتقول فرحه بصوت رقيق، فرحه
لتبتسم المرأه بغنج وتقول: نورتى يا فرحه.انا بقي اسمي هند يا فرحه واوعدك مش هتنسي اسمى
ثم تغادر كسابقتيها ، ليطرق الباب من جديد ليأذن رافت زوجها للطارق بالدخول ليدلف رجلاً ما حينما رفعت هي عيناها ونظرت اليه عرفته علي الفور انه ذلك الشخص الذي رائته جالساً مع اخاها بمحله ذلك اليوم، نظرت هي له بتوجس، ليتقدم هو ويضع يده فوق رأسها وهو يقول: انا حامد اخو رافت الكبير .
لتحرك هي راسها وتبتسم بمجامله قال هو وهو يغمز لأخاه لترى هي غمزته التي جعلت جسدها ينتفض، اسيبكم بقي يا عرسان مع بعض، خدوا راحتكم ثم غادر منصرفاً مغلقاً الباب خلفه
لينظر هو لها بنظرات اربكتها وجعلت الحمي تشتعل بجسدها وليقترب هو وتبتعد هي حتي سقطت علي الفراش ليقترب هو منها وهو يقول اياكى تخافي منى انا جوزك .
لتنهض هي مزيحه اياه وتقول بس بشرط
لينظر هو لها مبتسماً ابتسامه صفراء ويقول : هو انتى هتتشرطى من بدايتها
لتقول هي نافيه لتصحح حديثها خشيه ان يتهور عليها بسبب كلامها: انا عاوزه اطلب منك طلب ياريت تحققهولي
ليقول هو بنفاذ صبر : لو اقدر هحققه
لتبتسم هى وتقول: انا عاوزه اكمل علامى واروح المدرسه
ليضحك هو ويقول وهو يقترب منها مجدداً هو ده شرطك ان علي كده انا موافق تدرسي هنا في البيت وتروحى وقت الامتحانات بس
لتهز هي رأسها رافضه وهي تقول مبتعده عنه من جديد ، الشيئ الذى اثار حنقه لتقول هي بنبره باكيه مترجيه: هروح يومين في الأسبوع بس عشان خاطرى
ليبتسم هو ابتسامه صفراء ثم يجذبها اليه وهو يقول : وماله يومين يومين...
......ليسقط حذائها ارضاً مع طرحتها و احلامها وبرائتها وطفولتها وروحها النقيه الهشه وتذهب فرحه الطفله لتأتى مكانها اخرى أمرأه وزوجه....
.........................................
اما في منزل سيد والد فرحه كانت والدتها تبكي وتنتحب وهي تقول: اخدته بنتى وقلت هيستروها ارضى بالامر الواقع اما تجوزوها لواحد اكبر منى انا بالعمر ده اللي ميرضيش ربنا حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
لتحتضنها ابنتها الكبرى وهي تقول بإمتعاض: ربنا يحميها ويحفظها ياما يعني هي هنا كانت واخده ايه غير البهدله والإهانه، اهي هناك يمكن ترتاح من الغلب ده
لتقول والدتها بنحيب: ياارب يا منه يارب .
......
.اما وعد وراندا كانتا تتمشيان وهما صامتتان ، بعد ما رأت كلُ منهما ما حدث بعرس رفيتهم تلك الحنون النقيه ورأوا عريسها صدموا ان عمره يضاعف عمرها بل اكبر كيف يلقيها والدها واخاها هكذا كيف
لتقاطع راندا الصمت المطبق وهى تقول : انا هروح يا وعد عشان بيتى بعيد والدنيا هتظلم، وانتى روحى انتى كمان ونتكلم بكره في المدرسه.
لتوعد الفتاتان بعضهما البعض علي امل للقاء بغد مختلف ومشرق.
...
كانت تسير هائمه وهي شارده فيما مرت به رفيقتها حتي سمعت صوت زامور السياره القادمه نحوها فتيبست قدماها ولم تستطع الحراك لتسقط حقيبتها ارضا. وتغطي هي وجهه بكفيها وانتظرت عدت ثوانى لتجد السياره توقفت امامها واحدهما يفتح الباب بعنف ، تأكدت هي ان شجاراً جديداً سيبداء وهي لن تحتمل المزيد يكفيها يومها الحافل والمليئ بالأحداث هي تريد ان تعود لتضم وسادتها وتبكي رفيقتها .
لتجد شخصاً يحجب عنها الرؤيه يقف امامها وهو يقول بغضب: مش تفتحي يا استاذه ولا انتى مستغنيه عن حياتك
ربااااااااه هذا الصوت مألوفاً عليها وقد سمعته من قبل ولكن اين، لتزيح كفيها عن وجهها وترفع نظرات الممتلئه بدموعها البه وتتلاقي الأعين ويتوقف الزمن
ليقولا معاً:انتى/انت
ليقول هو بسخريه: مهو انا بقول برده هما العمى كتروا ليه اليومين دول
لتنظر هي اليه بصمت وتهبط لتجمع ما تبعثر من حقيبتها ثم نهضت ونظرت له نظره لم يستطع هو تفسيرها وحملت حقيبتها وغادرت وفقط ...
وهو ينظر في أثرها بشرود ، تلك ليست الفتاه الجامحه التى راها منذ عده ايام، التى كان لسانها يسبقها، ترى اخافت منه منذ فعلته السابقه التى أنب نفسه عليها، ام ان هناك شيئ اخر
نفض عن عقله تلك الأفكار وهو يتسأل لماذا يشغل باله بها، عاد لسيارته وصعد امام المقود وقاد منطلقاً نحو وجهته.
................. ........ ............. ...........
عادت راندا لمنزلها..
فسمعت صوت امرأه بالداخل، فتحت باب الشقه سريعاً ودلفت لترى والدها جالساً وبجواره امرأه ترتدى ثياب لا ترتدى الا بغرفه النوم فقط لتقول هي بصوت مرتفع: انتى مييييييين
لينهض والدها وهو يقول بنبره صارمه : دى مراتى يا راندا وهتبقي امك الجديده
لترمقها راندا بنظرات ساخطه وهي تقول: امى واحده وماتت من خمس سنين
ثم تركتهم وانصرفت لغرفتها مغلقه بابها عليها وهي تبكي وتنتحب
.................... .................. .............
عادت هي مسرعه لمنزلها بعد ان كادت ستتعرض للكثير من الحوادث اثناء سيرها
وحينما وصلت وفتحت الباب فوجئت بصوت والدها المرتفع
لتحرك رأسها يمنه ويسرى يكفيها ما رأته اليوم يكفيها
لتدلف لتجد عمار واقفاً ووالده امامه ونفين تحمل مراد ومختبئان في احد الأركان ظلت تفتش عن والدتها فلم تجدها لمحت بيد والدها آله الكمان
تلك التي اشتراها عمار بعد ان قام ببيع ساعه اليد التى اشتراها له والدها من رحلته الأخيره لتذهب هي مسرعه في محاوله لإنقاذ ما يمكن انقاذه
لتجد عمار واقفاً ثابتاً ووالدها حانقاً مغتاظاً وغاضباً لتقول هي : في ايه يا بابا اهدوا صوتكوا واصل للشارع
لتجد والدها يصيح بها بغضب: انتى هتطولي لسانك عليا انتى كمان , امال السيده الفاضله كانت بتربيكم ازاى وانا شايف تربيتكم اهي قدام عنيا ويشير هو علي كلاهما
لتنظر هي لعمار لا تعلم بماذا اخطئت، ولكن يبدوا ان والدها حانقاً للغايه
لتقول هى: بابا والله ما اقصد بس ممكن اعرف ليه حضرتك بتزعق
ليقول هو غاضباً: الاستاذ مش عاوز هدايايا وراح يبيع الساعه عشان يجيب حتته الخشب دى، الساعه اللي بميات يبيعها ويجيب حتته خشب
لتقول هي بهدوء: يابابا الهدايا وصلت بس هو شايف ان الكمان افيد ليه وهو عنده ساعه تانيه
ليقاطعها والدها بغضب: وانتي بقي يا هانم مش قولتلك متمشيش مع الزفته اللي سمعتها في الأراضي رايحه تروحيلهافرحها
لتقول هي في محاوله لإمساك اعصابها: انا روحت باركت وقولت لحضرتك هبارك واجي علي طول ومش هشوفها تانى خلاص عشان ترتاحوا
ليضربها والدها كفاً علي وجهها تاوهت هي من شدته ليقول هو بغضب: احترمى نفسك يا قليله الربايه
بينما عمار اسرع بإحتضان اخته وهو يقول بنبره متألمه: هي قالت ايه عشان ده كله ممكن تفهمنى ولا احنا اجرمنا في ايه عشان تعاملنا بالطريقه دى انا عاوز افهم
لينظر له والده بغضب ثم قام بإمساك الكمان من جديد ليقول وهو ينفس عن غضبه: وده الكمان اللي انت فضلته علي ساعتى ثم قام بضربه بالحائط وسط شهقات نفين ومراد الذي وضع يده علي اذنيه واغمض عيناه وبكاء وعد ودموع عمار التى هطلت علي وجنته بحرقه علي حلمه وهوايته التي ذهبت ادراج الرياح بسبب ذنب لم يرتكبه.
....


إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن