أحد عشر

3.5K 504 67
                                    


أحياناً لا نمتلك لأن نفعل شيئاً رغم كوننا نتعرض لألم شديد، ليس إستسلاماً بل ربما تجاهل تعلمناه من مواقف سابقة، حيث أن التجاهل أحياناً يكون أفضل دواء ..

هناك من يقول أنكَ إن تجاهلت وكتمت وأبقيت كل ألامك في داخلك فستأتي لحظة تنفجر فيها مشاعرك.
مرت يوكيكو آآبي بمثل تلك اللحظة من قبل، لم تكن وقتها قد فكرت في الموضوع بهذه الطريقة، لكنها لم تكن تفكر بكونها تتجاهل ألامها.
فقط كانت تحاول أن تنجز ما عليها مبكراً قبل أن تجد نفسها بلا مأوى وحينما تعبت أخرجت كلما في داخلها مره واحدة.

وضعت يوكيكو هذا في بالها بينما عادت ظهر يوم الخميس من ذلك الإسبوع، لم تجد فائدة من الغضب والتذمر لما حصل معها صباحاً في التحقيق.
لأنها لم تفعل شيئاً خاطئاً وحتى وإن إنتهى الأمر بطردها فهي لن تندم على أي شيء.. هكذا قررت، وفي داخلها كانت متأكدة أن الأمور ستنتهي بخير مهما كانت النتيجة.

لن يختلف وضعها حتى وإن طُردت، فهي قد مرت بأسوأ من ذلك. وستعود لتصبح المتحكمة بحياتها كما فعلت من قبل.

إلتزمت غرفتها طوال بقية ذلك اليوم وحتى صباح اليوم التالي، لم يعرف يوغامي بعودتها وبما حصل معها ولم تكن تريد إخباره ..

منذ مرضه قبل بضعة أسابيع أصبح لدى يوغامي يوم إضافي للراحة هو يوم الجمعة، قام السيد فوجي بإعادة توزيع المهام حتى لا يكون الضغط كبيراً على يوغامي الذي كان العامل الدائم الوحيد لديه..

ولهذا إستيقظ يوغامي متأخراً ذلك اليوم، أول ما بدر لذهنه أنه جائع ويريد تناول بعض النودلز.
خرج من غرفته وهو يتثاءب بشدة، ألقى نظرة على الباب المجاور، يفترض بـ يوكيكو أن تكون في عملها. ربما يستطيع لاحقاً هذا المساء أن يقضي معها بعض الوقت إن كانت قد أنهت قراءة الرواية.

متشوق هو لمعرفة رأيها فيها ومتشوق أكثر لجلسة أخرى من جلساتهما.
في الآونة الأخيرة لم يعودا يتقابلان سوى تلك الصدف عندما يلتقيان في طريق العودة، وإن كان معظمها ليس بصدفة بل عن سابق إصرار وترصد من يوغامي.

ولكونه ربما كان يوم الليلة أخر ليلة يستطيع قضائها برفقه يوكيكو فهو أرادها أن تكون مميزة وتمنى أن تكون هذه الرواية هي التي ستشهر إسمه الجديد.

لماذا هذه الليلة أخر ليلة يقضيها معها؟
بالتأكيد لأنه لم ينسى ذلك الموعد الذي ستذهب فيه مع ميكادو. وإن سارت الأمور على ما يرام كما يتوقع، فلن يعود لدى يوكيكو وقت لتقضيه برفقته.

كان سعيداً من أجلها فمن حديثها عن ميكادو علم أنه شخص جيد وسيعتني بها لذلك لم يقل شيئاً بل شجعها للغاية، وإن كان في داخله يشعر أنه سيفقد الصديق الوحيد الذي لديه الأن. هذا غير تلك المشاعر الخائنة التي باتت تؤرقه أكثر وأكثر.

هكذا هزموا اليأسWhere stories live. Discover now