ومع أخر ضوء من نهار يوم الثلاثاء . أمام أحد المباني التي مازالت تحت الإنشاء في الحي المحيط بجامعة القاهرة توقفت سيارة جيب ضخمة ونزل منها شابان يبدو عليهم الاحترام و الجدية ثم توجهوا للمهندس القائم علي تشيدة
حازم : السلام عليكم ازيك يا فندم
المهندس: و عليكم السلام ورحمة الله اؤمرني يا فندم
حازم : احنا عاوزين دور كامل في البرج هنعمل فيه شركة استيراد
المهندس: لا و الله البرج محجوز لحد الدور السابع و بعد كده كل دور محجوز منه شقه
ابراهيم : طيب ممكن حضرتك تتفاوض مع الممتلكين و هندفع مقابل التنازل و يستلموا أدوار تانية
المهندس: هجاول بس موعدكوش أصل الدور التاني و التالت هيبقي برضه شركة استراد ملابس
زم حازم شفتيه بيأس وقال و هو يصافح المهندس: خلاص ماشي يا باشا و اسف اننا تعبناك معانا
المهندس: عامة اعطيني رقم تلفونك, انا هشوفلك مع المهندسين صحابي جايز الأأقي طلبك عند حد منهم
حازم: ماشي اتفضل ده الكارد بتاعي و ياريت يكون قريب من الجامعه
المهندس: ماشي يا افندم تحت أمرك و أول ما هلاقي هكلم حضرتك
ابراهيم : طيب ممكن رقم تليفون حضرتك برضه علشان نبقي نتابعك
المهندس: ماشي اتفضل
انصرفا حازم و ابراهيم إلي السيارة بخطي بطيئة نتيجة ارهاقهم الشديد و يأسهم الذي خيم علي صدورهم بعد عملية بحث طويله لم تنم عن شئ جديد وانطلقا بعيدا
ابراهيم: زي ما يكون بندور علي حاجه من المريخ و الغريبه ان لما تكون مش محتاج تلاقي الشقق قدامك كتير و لما احتاجنا شقه الشقق كلها اتبخرت
حازم بتوتر و هو عاقد ما بين حاجبيه: المشكلة ان الوقت ضيق قوي خلاص معدش إلا يومين بس , معقوله فرصه زي دي تضيع سدي كده علشان مش لاقين مكان مناسب
ابراهيم : طيب منشوف اي شقتين جنب بعض و نفتحهم احنا و لا شقتين فوق بعض ونظبط العمل و خلاص
حازم وهو ينظر أمامه : العمل إما يتعمل صح يا إما بلاش
ابراهيم بمزاح: يا عم فكها شويه وبعدين فك التكشيرة دي احسن العسكري هيعطيك مخالفه
حازم : بالله عليك مش وقت هزار خالص انا روحي في مناخيري
ابراهيم: هدي بالك شويه يا عم مش هنشوف الا اللي ربنا كتبهولنا و تعالي يلا نروح للكهف بتاعك اللي طلعت عنيا علي ما صممتهولك ده
حازم بتساؤل: كهف ايه؟
ابراهيم: بيت الاسترخاء علي رأيك اللي بنيته جنب الفيلا بتعتك
فزع حازم من كلامه بعد ان فهم ما يشير اليه ابراهيم , وتذكر تلك الفتاه الغريبه التي كاد ان ينسي أمرها بين أمواج حياته المليئة بالأعباء و الأحداث
حازم : لا يا عم أنا ورايا شوية شغل كده في الشركة و بعدين انا معدتش قادر اسوق مش هقدر أروح هناك
ابراهيم : طيب عديني بقي علي الشقه بتاعتي انام ساعتين كده و ابقي اجيب نرمين و نيجي عندكم احسن من أول الاسبوع و هي بتتحايل عليا تروح لمامتها و انا بأجل فيها
أوصله حازم إلي منزله و اتجه إلي فيلته التي مازالت تحت الإنشاء لكي يطمأن، علي الأوضاع و علي البواب الذي وظفه حديثا
وعندما وصل كان برد الليل قد بدأ في الأزدياد , كان البواب يشعل بعض النيران و يجلس بجوارها ليستمد منها الدفء لجسده الهزيل المتجمد من ذلك الطقس الصعب
سلم عليه حازم و طلب منه ان يعد له فنجان من القهوة ثم اتجه نحو الفيلا و ظل يستطلع بضوء هاتفه بعض الأشياء المستحدثه بها وعقله لا ينتبه لأي شئ فقط عينان تدوران هناك وهناك و فقد أتي هنا خصيصا لأمر أخر وما هذا إلأا تمويه
وبعد ان انتهي عاد ثانية للحارس الجديد و جلس علي كرسي خشبي بجوار النار وهو يرتشف فنجان القهوة بهدوء
كان دافعه الأساسي هو استجواب البواب عما يحدث بذلك المبني الذي تحبس فيه الفتاه الغريبه ولكنه حاول ان يكتشف بشكل غير مباشر حتي لا يشك البواب بالأمر
وبعد ان انهي قهوته قدم الفنجان الفارغ للحار وهو يقول : تسلم ايدك يا رجب
رجب : الله يسلمك يا باشا
حازم: هه الأوضاع عامله ايه
رجب: تمام يا باشا
حازم : والمبني ده ؟
رجب: ماله؟
حازم حتي يتدارك خطأه : صحيح أنا كنت ناسي شباك مفتوح
رجب بتعجب: شباك ؟ انا من يوم ماجيت هنا و المبني ده متحركش في ذره و لا شفت حضرتك بتدخله , وبعدين الشبابيك كلها مقفوله اهي
حازم: اه تلاقيني قفلته قبل ما انت تيجي , وبعدين انا هدخل أعمل ايه فيه ما هو لسه متفرش

حبيسه قصر الوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن