عمر بن وهب - شيطان الجاهلية، وحواريّ الاسلام

Start from the beginning
                                    

ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فال: 

يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه.. 

قال صلى الله عليه وسلم: 

أدخله عليّ.." فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبّبه بها، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار، ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فانه غير مأمون." 

ودخل به عمر على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بحمّالة سيفه في عنقه فلما رآه الرسول قال: دعه يا عمر.. 

اذن يا عمير.. 

فدنا عمير وقال: انعموا صباحا، وهي تحيّة الجاهلية، 

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام.. تحية أهل الجنة. 

فقال عمير: أما والله يا محمد ان كنت بها لحديث عهد. 

قال لرسول: فما جاء بك يا عمير..؟؟ 

قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم.

قال النبي: فما بال السيف في عنقك..؟؟

قال عمير: قبّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئا..؟! 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أصدقني يا عمير، ما الذي جئت له..؟ 

قال: ما جئت الا لذلك. 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بل قعدت أنت وصفوان بن أميّة في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت، لولا دين عليّ، وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك..!!! 

وعندئذ صاح عمير: أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أنك رسول الله.. هذا أمر لم يحضره الا أنا وصفوان، فوالله ما أنبأك به الا الله، فالحمد لله الذي هداني للاسلام.. 

فقال الرسول لأصحابه: فقّهوا أخاكم في الدين وأقرئه القرآن، وأطلقوا أسيره....!!



** 

هكذا أسلم عمير بن وهب.. 

هكذا أسلم شيطان قريش، وغشيه من نور الرسول والاسلام ما غشيه فاذا هو في لحظة يتقلب الى حواريّ الاسلام..!! 

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 

" والذي نفسي بيده، لخنزير كان أحبّ اليّ من عمير حين طلع علينا.. 

ولهو اليوم أحبّ اليّ من بعض ولدي"..!!



** 


جلس عمير يفكّر بعمق في سماحة هذا الدين، وفي عظمة هذا الرسول: 

ثم تذكر بلاءه يوم بدر وقتاله. 

وتذكر أيامه الخوالي في مكة وهو يكيد للاسلام ويحاربه قبل هجرة الرسول وصحبه الى المدينة. 

قصص الصحابةWhere stories live. Discover now