2

1.6K 66 5
                                    

انتبهت لدموعها التي عادت لتغمر وجهها فمسحتها بقوة ومدت يداً مرتجفة تلتقط فرشاة شعرها لتصففه بشرود .. لم تنتبه لصوت باب الشقة يُفتح ويغلق بسرعة .. لم تسمع صوته الذي تعالى منادياً باسمها .. كان يبحث عنها .. اقتربت خطواته من الغرفة وهو يناديها

_"(رباب) ... حبيبتى .. أين أنتِ؟ .. هل أنتِ هنا حبيبـ .."

قطع كلماته وهو يفتح الباب ويلمحها أمام المرآة .. انتبهت على صوته الغاضب وهو يهتف

_"أنتِ هنا (رباب)؟! .. لماذا لا تردين على هاتفكِ؟! .. هل يمكنك أن تتخيلي ما أصابني وأنا أتخيل أن مكروهاً أصابكِ وأنتِ تـ "

توقفت الكلمات على شفتيه عندما انتبه لحالتها .. كانت تحدق فيه عبر المرآة ووجهها شاحبٌ كالموتى .. إنه هنا! .. فكرت .. لا يمكن .. هي تتخيله فقط .. لا بل هو هنا حقاً .. لكن لماذا هو غاضب؟ .. هل علم بما فعلت؟!

انتبهت عليه وهو يندفع إلى حيث تجلس ليركع جوار كرسيها ويحدق فيها بقلق وهو يهتف

_"حبيبتى .. هل أنتِ بخير ؟! .. ماذا حدث؟"

حدقت فيه بشرود وصوته الحنون يخترق حُجب الضباب المحيطة بعقلها .. أمسك كفيها بين يديه وهتف بلوعة وهو يشعر بجسدها المرتجف

_"يا الله!! .. ماذا أصابكِ؟! .. أنتِ باردةٌ كالثلج .. حبيبتى أرجوكِ أجيبينى .. أكاد أموت قلقاً"

إنه هنا حقاً! ..هي لا تحلم .. إنه هنا بجانبها وقلق عليها .. لا ليس غاضباً ... تساقطت دموعها بشدة وانهمرت على يديه اللتين احتوتا كفيها فشعرت بقبضتيه تزدادان ضغطاً عليهما.

_"حبيبتي"

هتفها بلوعة وهو يرفع كفيه ليحتضن وجهها البارد وهو يكمل بحرقة

_"أرجوكِ .. تكلمي .. أخبريني"

فتحت فمها لتنطق لكنّها لم تستطع .. فقط انفجرت في البكاء وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه .. تتعلق بعنقه بكل قوتها .. سقط أرضاً وهو يحتوى جسدها بكل قوته وقلبه يخفق بجنون ورعب بينما يسمعها تهتف بحرقة

_"أنا آسفة .. أنا آسفة .. أنا السبب .. أنا آسفة"

ضمها أكثر وهو يربت على شعرها بكل حبه وهو يحاول تهدئتها رغم عواصف القلق داخل قلبه

_"ششش .. اهدأي صغيرتي .. اهدأي .. أنا معكِ حبيبتى .. اهدأي وأخبريني ماذا حدث لكل هذا"

استمرت في البكاء وهي تتشبث به وتركها هو بين ذراعيه محتوياً كل ألمها حتى تحولت دموعها إلى نهنهات خافتة .. فأبعدها قليلاً لينظر فى وجهها .. هاله رؤية عينيها اللتين تورمتا من البكاء ووجهها المبتل .. مسح دموعها بحنان وهو يعيد خصلات شعرها الملتصقة بوجهها إلى الخلف واعتدل ليجلسها فوق ساقيه وهو مازال يهدهدها بين ذراعيه

كلمات القدرWhere stories live. Discover now