الفصل الحادى عشر

30.3K 1K 108
                                    

كان يلهث صاعدا بعد تمارين استمرت لثلاث ساعات متواصلة ..

كان العرق يبلل قميصه القطنى بينما التصقت خصلات شعره الناعمة بجبينه ..

دخل غرفته ..

كانت مستلقيه على الفراش تولى ظهرها له وعلى راسها وسادة تخفى ملامحها ..
عرف من صوت انفاسها انها مستيقظة ..

التقط منشفة بينما يتوجه نحو الحمام قال :" لا داعى لتصنع النوم .اعلم انك متيقظة".

بالطبع يعلم ..

فلاكثر من شهر كان ينام هو اولا وتبقي هى مستيقظة لساعات بعده ..

تتقلب بملل فى الفراش .

خرج من الحمام كالعادة بصدر عارى ..وارتمى على السرير الذى انخفض تحت ثقله ..لتسمع بعد دقائق قليلة صوت شخيره ..

عادت الدموع تتعلق باهدابها ..لم تمنعها ..فسالت على خدها ..

لم يكن حبيبها لينام غير آبه لها ..
وكأن ليلة امس لم تعنى له شيئا ..

الى هذة الدرجة لم تفرق معه...

تكاد تجن ..
ما الذى غيرك ؟
قد ادفع عمرى لتعود كما كنت ..
يالله ..اعد لى حبيبي ..

هل قضي رغبته ولم يعد يريدها ؟؟

هو قال ان هذا الزواج مستمر حتى انتهاء تلك الرغبة؟؟

لماذا تعاملنى كمومس يا عمرو؟؟ ..انا كاميليا ..كامى ..حبيبتك ...

نامت من شدة ارهاقها بينما دموعها تبلل وسادتها ..

*****

كانت تصعد الى غرفة والداها عندما اوقفها محاسب المشفى؛ بادرته :" لدى شيك بالمبلغ ..ولكن بالطبع تعرف ان اليوم السبت والبنوك اليوم مغلقة ..بالغد ان شاء الله ستكون الاموال فى خزينة المشفى ".

شعر الرجل بالاحراج فاعتذر بلباقة وتركها ..

كانت امها سعيدة ..فاليوم تم ازالة الجبس عن احدى يدى والداها وبدا فى تحريكها ..

وكأم حنون ترى طفلها الخمسينى يتحرك بعد طول رقاد ..لم تفارق الابتسامة وجهها ..

هونت عليها فرحة والدتها وقللت من تعاستها ..

منذ اشهر لم تدخل السعادة اسرتها ..

ولذلك حاولت ان تفرح مثل الجميع الذى التف حول الاب ..حيث تجمع الشقيقان لكتابة العبارات الهزلية على الجبس الملفوف على اليد الاخرى ورسم الاشكال المضحكة ..

برغم كل شيء ..شكرا عمرو ..
انت السبب فى تلك الفرحة ..

*******

كان علاقتهما يحكمها التجاهل التام ..
تكاد تظن انه نسي وجودها ..

ومع تكرار خروجه كل ليلة كان الامر يثير الريبة ..

والغيرة ..

فراق ..ولقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن