عن INFP ساخر 2

2.7K 247 147
                                    

السلام عليكم✨
عن ساخر 2

_________________________________

إذا قررت أنت وأصدقاءك الخروج في رحلة فإنه سيطلب مهلة للتفكير، وإذا استعجلته في اتخاذ القرار قد يتوتر ويغضب، إذ يحتاج لزمنٍ كافٍ حتى يتخذ أي قرار مهما كان (لذا يفوته القطار دائمًا)
المهم أنه سيوافق أخيرًا بعد تفكيرٍ دامَ سبعة أشهر، فهو يُحب الطبيعة كثيرًا في آخر المطاف وإحساسه أخبره أن الرحلة ستكون ممتعة.

ستبدأون بمناقشة ما تحتاجونه في الرحلة من معدات، وستتحدث الشخصيات الأكولة عن نوع الطعام
الذي يجب جلبه معهم وسيدور الحوار حول الأكل، مما سيزعج الفتى/ فتاة الحالم الذي سيقول لكم
موبخًا أن الطعام ليسَ مُهمًا، وأنكم ذاهبون في رحلة لتأمل الطبيعة الخلابة وأنها فرصة لتنقية أرواحنا من شوائب الشر بهذا العالم.
وبالطبيعة الخلابة سيجلس متأملا طالبًا منكم الانصات لأصوات حفيف الأشجار، وخرير المياه وهو مغمض عينيه، وإذا مرَّ كلب أجرب وقامت أحد الشخصيات الكريهة بركله ليبتعد؛ فإن الفتى/ فتاة
الحالم سيصرخ بهستيرية: كيف لك أن تركل حيوانًا بائسًا كهذا! أنتَ بلا قلب!
- هذا كلب أجرب.
- هذا كائن حي قبل كل شيء، لا أصدق أنك ركلته، كيف فعلت ذلك؟
وسيهرع للكلب الأجرب يحتضنه وهو يجهش بالبكاء... وستقررون ترك مسافة بينكم وبينه لكي لا يعلق القراد بكم أنتم أيضًا كما علق به.
لكن عمومًا وكنصيحة مني يجب أن تترك مسافة بينك وبينه
دائمًا، مسافة للأمان تكون بمعدل مترين تقريبًا، خصوصًا إن كنت من النوع الذي تسري القشعريرة
بجسده إذا لمسه شخص ما، فهذا الفتى/فتاة الحالم يُحب الأحضان كثيرًا وقد يحضنك في أي لحظة على
حين غرّة وأنتَ تُحدثه عن مشكلة ما ألمت بك، لذا إن قررت أن تشكو له همومك فاحترس هاه!! نبهتك.

شخصية فتى/فتاة الحالم ليس لها حظوة لدى رئيس العمل؛ لأنه غير مُنتج ولا يعمل بالجد المطلوب فهو
يسرح بخياله جلّ الوقت، ولا يُمكنه العمل على مهمتين أو أكثر في نفس الوقت، وحتى مهمة
واحدة تستغرق منه مدة طويلة لأنجازها، كما أنه يطلب تغيير طبيعة العمل كل مرة إذ لا يعجبه أي
عمل كيفما كانت طبيعته بالشركة، فهو يريد عملًا يخدم الإنسانية ويُحقق فيه رؤيته المثالية لهذا
العالم لجعله مكانًا أفضل للعيش لنا جميعًا، ليسَ عملًا تجاريًا ماديًا يدرّ على الشركة مالًا وفيرًا يُدس في جيوب أصحابها.
لذا قرر رئيس عمله أن يجعله متخصصًا في حلّ مشاكلكم الاجتماعية والتوسط فيما بينكم؛ لأنه لا يكره أحدًا منكم ويُحبكم جميعًا، وسيعمل كل ما بوسعه لكي تكونوا سعداء؛ لأن هذا يسعده كثيرًا.
جميل أليس كذلك؟
لكن المشكلة هنا أنه لا يعرف ما معنى المنطق لذا إن تشاجرت مع زميل لك كسول لم ينجز شيئًا من العمل وتوسط هذا الحالم بينكما وسمع كلامك حول أن العمل كثير عليك وأن زميلك كسول
واستغلالي، ثمَّ يسمع رد الكسول؛ سيقف إلى جانبه وقد يتهجم عليكَ لأنك قاسٍ جدًا وغير متعاون ولا تُضحي من أجل الغير.

أما إن حصلت له مشكلة ما مع أحد الأشخاص بسبب انتقاد قيمة من قيمه الغبية حول نظرته المعاقة للواقع؛ فإنه قد يلجأ إليك لأنك صديقه الوحيد الذي يُطيق سماعه، ولكنه سيُفضل أن يُرسل لك إيميل
يروي فيه ما حدث واصفًا مشاعره تلك اللحظة العصبية التي قال له فيها ذلك الشخص أنه عنيد جدًا
(تصور!!)، وعندما ستفتح الإيميل ستجده ملفًا مُكونًا من 45 صفحة مِمّا يجعلك تظن أنها أطروحته
الجامعية قد بعثها لك عن طريق الخطأ، لكنك ستكتشف بعد الأطلاع عليها أنها رسالة، وربما تلجأ
لوضع الرسالة في موقع من مواقع العمل الحرّ لطلب تلخيصها، إذ أنك لست مستعدًا لقراءة هرائه...
فرسائله إليك دائمًا عبارة عن أطروحات ماجيستير وأحيانًا دكتوراة.

عمومًا الفتى/ فتاة الحالم يتجنب إبداء آرائه للغير مباشرةً؛ لأنهم أشرار ولا يفهمونه، لذا يلجأ لمواقع
التواصل الاجتماعي للتعبير بأريحية عن أفكاره الخزعبلية الوردية التي تلقى قبولًا وترحيبًا في العالم
الافتراضي غير الواقعي، حيث يضع المنافقون والمنافقات إعجابًا على كلامه المعسول الذي لو طبقه
في الواقع للقي سخرية وتجريحًا.
الفتى/ فتاة الحالم يريد أن يصير فنانًا ولكنه لا يعرف كيف؛ لأن العمل يستهلك كل وقته، وهو غير مهتم بالمادة التي تلهثون وراءها أنتَ وأصحابك الأشرار الذين لا تفهمونه، لذا قد يستقيل
من عمله ليحقق طموحه في أن يصير فنانًا ويخدم قضية عالمية عادلة لكي يعيش الجميع سعداء، وهذا
سيثير غضب والديه (لأنه يعيش مع والديه دائمًا فهو لا يتزوج، إذ لا توجد فتاة/ فتى بهذا العالم تفهمه، جميعهم ماديين وأشرار)
قد يسبب غضب والديه صدمة عاطفية له ويدخل في حالة اكتئاب حاد.
وعندما ستزوره أنتَ وأصحابك لمساعدته على تجاوز محنته القاسية، سيسعد كثيرًا أنكم أتيتم من أجله؛ لأن هذا يعني له الكثير وهو كفيل بأن يجعله يعود إليكم للشركة من جديد ويتراجع عن
الاستقالة، وستضطرون مُرغمين لاحتضانه واحد تلوَ الآخر لعشر دقائق متواصلة لكل واحدٍ منكم بعد أن
تكونوا قد جهزتم أنفسكم نفسيًا قبلَ ذلك بأيام عديدة بتلقيكم دورات تدريبية مكثفة في علم الأحضان.

عزيزي القارئ INFP أنا آسف حقًا، لم أكن أقصد أن أجرحك صدقني، خذ الأمر بروحٍ رياضية، أرجوك لا تبكِ.
أعلم أنك لن تحقد علي، تعال لأحضنك.

-انتهى-

__________________________________

شكراً على القراءة🌱

𝐈𝐍𝐅𝐏 | الوَسيطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن