عناصر ( 5 )

117 5 0
                                    

البداية :
رومات وهو يحدق بالزجاجة التي كان ايفان محبوس بها وقال : انت ستموت على كل حال فور موت سيدتك وسيكون للوريثة الجديدة خادم جديد غيرك يا ذليل .
ايفان وهو يصرخ بغضب في رومات وسط تحديق رومات البارد فيه .
* * *
سمعت من خلفي صوت سلاسل حديدية وهي تتدلى ، التفت خلفي بسرعة وخوف لأرى رومات وهو رومات وهو جالس على الارجوحة ويحدق بي ويقول بابتسامة : لا يمكنك الاستهانة بما يستطيع فعله شيطان ، اشتقت اليك حقا يا نازلي .
بدت الصدمة في نظري ، كنت مصدومة وانا أحدق به ، حتى تداركت نفسي وقلت : رومات !!؟ كيف جئت الى هنا ؟؟! كيف وجدتني ؟؟ أين ايفان ؟
قال رومات : الجواب على أسئلتك سيكون طويل جدا .
قلت : ما الذي تقصده ؟؟!
قال : لقد لحقت بك ما ان جئت الى هنا .
قلت : ألم تكن مع أوجين ؟؟ ....اقصد معه .
قال بابتسامة حزينة : مرت وقت طويل منذ أن تركته وجئت الى هنا .
قلت بتعجب : ولكن لماذا تركته ؟؟
قال : لا يمكنني بالبقاء مع شيطان أخرس مثله .
قلت : ...لا افهمك !!
قال بابتسامة : لا داعي لكي أشرح لك الامر ، لأنه معقد جدا .
قلت : ...............
قال : يبدو أنك سمعتي اخبار أوجين .
قلت : نعم .
قال : لا ارى أنك تظهرين شيء من مشاعرك ، الست غاضبة ؟ حزينة ؟ تفكرين بشيء من الانتقام .
قلت بابتسامة حزينة : نعم أشعر بكل ما قلته وأكثر ولكنني لا احد التعلق بالأشخاص ، اقصد أنني لا اريد ان يحكمني احدهم .
قال رومات : يحكمك احدهم ؟! لا افهمك .
قلت : فقط انا اكره التعلق بالأشخاص .
قال رومات بحزن : لم اتوقع ان هذا ما ستقولينه !!
قلت : ما الذي تقصده ؟
قال : لا شيء ......ليس مهما .
قلت : ولكن اين ايفان ؟؟
قال رومات : ذلك الشيطان قد انتهى امره .
قلت بقلق : ما الذي تقصده ؟
قال : كما قلت ، لا شيء آخر سيفسر الأمر .
قلت بقلق وريب : هل انت من انهاه ؟؟
قال ببرود : نعم .
قلت : هل هذا يعني أنك انت من سرق الكره وقتل بامي !!!
قال : لا .
قلت بغضب : اذن ماذا ؟؟ لماذا قتلته ؟؟ لماذا انت هنا ؟؟
قال : لاحقا ستفهمين كل شيء ولكن في ذلك الحين يجب ان تسامحيني .
قلت بخوف : ....لا افهمك ........
قال : أيامك مع تلك العجوز معدودة ، بعدما سوف تموت .
قلت بغضب : هل تخطط لقتلها ؟؟!!!
قال بابتسامة : لا القدر هو من سيقتلها .
قلت بغضب : لا افهم ما الذي تقوله ولكن ما الذي تنوي اليه ؟؟لقد اصبحت تخيفني !!
قال : قد تتسنى لك فرصة بأن تأخذي زمام الرئاسة من هذه الساحرة ، أقصد انه سينتهي امر الساحرات ولكن يكون لهن اسم ووجود اصلا ليبقى اسم واحد فقط وهو اسمك بعد موت تلك العجوز الخرف .
قلت بغضب : هل جننت ؟؟! ما الذي تخطط له ؟؟!
قال : لا تتسرعي ، كل شيء يأخذ مساره الصحيح .
قلت بغضب : انت تنوي شيء سيء .
قال بشيء من العصبية : انه من اجلك .
قلت بعصبية مماثلة : أنا لم تطلب هذا منك .
وقف مكانه ثم بدء يمشي بخطوات متتالية تجاهي وقال : لم تطلبيه ولكنه سينقذك من زيلي وما تخطط له ، ستكونين لديك قوة مماثلة لقوتها وقد يكون اكثر .
قلت وانا احدق به بصدمة وغضب : .....اااه ...لم أعد أصدقك يا رومات ....ارحل من هنا ...ساكون عند تينا للعناية بها ، ولست ...
قال رومات : لن ارحل مهما اخبرتني ذلك .
قلت والصدمة تعلو وجهي : ما الذي حدث لك يا رومات ؟؟! لم تعد طبيعيا ؟؟!
قال : جئت الى هنا لأنك أحبك .
قلت وانا أشوح بنظري عنه : .....لا أفهمك يا رومات .
اقترب مني أكثر وقال : أنا من سرق تلك الكرة .
قلت : ماذا !!!!!
قال : كان انهاء حياة بامي وزويلا سهلا جدا ، وسأكون متعاطف مع عجوز مثل تينا وأدع المرض هو من يقتلها .
قلت بغضب شديد : أين الكره يا سافل ؟؟!
قال : لن اعطيك هي الآن .
قلت بصدمة : .....رومات ، هل انت رومات الذي اعرفه ؟؟؟!
قال : لا بمكنك ان تظلي نفس تلك الفتاة البريئة للأبد .
قلت : ماذا؟؟؟!!!
تركني رومات واختفى وسط دموعي التي كانت نذرف من عيناي بألم وصدمة .
* * *
أوجين وهو جالس في نفس غرفته التي اعتاد الجلوس فيها وهو في حوار مع ريان ، حيث بداه وقال : يجب ان تكون عند كلامي يا ريان .
ريان وهو ينحني له : بالطبع يا سيدي .
قال أوجين بابتسامة ماكرة : بالطبع لم آتي الى هنا والمكوث بهذا القصر فقط للتسلية ، والزواج من تلك الساقطة ، يجب ان يكون كل شيء مرتب حسب ما اريد .
قال ريان : سيكون كذلك يا سيدي ولكن .....
قال اوجين بغضب : ولكن ماذا ؟؟!
قال ريان : في ذلك اليوم الذي اتفقنا عليه السيدة اينا وأخيرا بعد الحاح طويل من السيدة زيلي قبلت السيدة اينا زيارة والدتها .
قال اوجين : تبا ....يجب ان لا تكون موجودة .
قال ريان : ولكن السيدة زيلي ...
قاطعه توجين بغضب وقال : لا تنطق بالسيدة زيلي ، لن تكون سيدة بعد الآن .
قال ريان : أعتذر يا سيدي .
قال أوجين : ......لا تعتذر ، فقط افعل ما اقوله .
قال ريان : السيدة اينا الآن تقيم مع عمها السيد ارون .
قال اوجين : ماذا !! أرون ؟؟؟!
قال ريان : نعم .
قال أوجين بابتسامة : هذا جيد قد استرجع حلفاء قديمين لس ايضا .
قال ريان : متى تريد الذهاب وزيارتهم ؟!
قال أوجين بخبث : في أسرع وقت .
* * *
بعدما وافقت اينا على الاقامة مع عمها ارون في منزله المتواضع الذي خصص لها فيه غرفته لها ، مناسبة ومريحة لفتاة بسنها ، حيث خرجت اينا من غرفتها وجلست بجانب عمها الذي كان يجلس وحده في صالة المنزل وقالت : لدي ما اخبرك به يا عمي .
قال ارون : ما الأمر ؟؟!
قالت اينا : بشأن امي .
قال ارون : لن امنعك ، الامر راجع لك .
قال اينا : لا أعرف ، ولكنني قبلت دعوتها لي بعد غد لزيارتها ، لم تكن اريد هذا ولكن ...ولكنني أصلا لم أتقبل فكرة زواجها الجديد حتى !!!
قال ارون : اعرف ان الأمر صعب عليك ولكن يجب عليك زيارتها على الأقل ، لا يمكنك ان تمنعيها من رؤيتك ، مؤكد انها اشتاقت لك ، لا يمكن لأي أم أن تنسى ابناءها بهذه السرعة حتى لو كانت قاسية عليهم .
قالت اينا : لا اريد الذهاب وحدي ، لترافقني يا عمي .
قال ارون بابتسامة : بالطبع يا اينا .
ابتسمت اينا وقالت : أعرف لماذا أمي تريد جمع العناصر الثلاث تلك منذ زمن طويل .
قال أرون : لماذا!!!
قالت اينا : أظن انها تشتاق الى ابي .
قال أرون : ابيك ؟؟!
قالت اينا بحزن : هذه العناصر تستطيع احياء ميت واحد فقط .
قال ارون بدهشة : كيف عرفت ذلك ؟؟!
قالت اينا : مؤكد أن أمي تريد هذا .
قال أرون وهو يفكر بصمت : ..........
* * *
مرت أيام لتصبح اسابيع كانت تعيسة بالنسبة لي جدا ، ازداد خوفي عندما تيقنت أن تينا مصابة بالسل ، كانت إول مره أرى فيها تينا وهي فاقدة الوعي وفراشها مغطى بالدماء ، هرعت اليها بخوف وقلت وانا احاول ايقاظها ولكن بلا جدوى :
تينا .....تينا ....استيقظي . ...
مرت أيام لتتدهور حالة تينا بينما كنت انا اعتني بها ، حيث في تلك الفترة اعتزلنا رومات ، ولم إكن اسيع فعل شيء سوى مشاهدة تينا وهي تتألم وتسعل الدماء ، مر شهر ونحن على هذا الحال ، في احد الايام التي كنت أمسك بقطعة قماش وأمسح بها الدماء التي تغطي فم وعنق تينا بحزن قالت لي تينا وهي تتنفس بصعوبة : نازلي ....لقد أخذتك معنا لأنني كنت أعرف ان يوم مثل هذا سيمر علي .
قلت بحزن : لا افهمك ما الذي تتحدثين عنه ؟
قالت : ألا تدركين انني على فراش الموت الآن ؟
قلت : .........
قالت : اردت ان تكوني وريثتي .
قلت بصدمة : وريثتك ؟؟؟!
قالت بابتسامة حزينة : لماذا الصدمة ؟ ألم تتوقعي ذلك ؟!
قلت : بلى ولكن ....
قالت : اظن أن ايامي معدوده ، لذا يجب عليك ان تفهمي رسالتي لك لتصبحي وريثتي .
قلت : وما هي ؟؟!
قالت : شيء تتنافس من أجله ساحرات كثيرات .
قلت : وما هو !؟؟
قالت تينا : جمع تلك العناصر التي تستطيع ان تحي شخص واحد فقط .
قلت : ولكن لماذا ؟؟!
قالت بابتسامة : ألا تشتاقين لشخص مات عليك ؟
قلت وانا اتذكر جدتي وروهان وايدين وكذلك أمي وكثيرون : بلى .
قالت : لتجمعب تلك العناصر ...وايضا استرجعي تلك الكره ممكن اخذها غصبا .
قلت : ......
قالت : ساعطيك ورقة تقرئينها لمسحي بدمك عليها حتى تكوني ساحرة قديرة تستطيعين جمع أتباع لك .
قلت : ...........
قالت : ولكن ما ان تفعلي هذا لن تتخلصي من كونك كذلك ابدا حتى تموتي .
قلت : .........هذا كثير علي .
قالت تينا : لن ارغمك ، ولكن الامر بيدك .
قلت : ماذا !!
قالت : ألا تريدين الانتقام من اوجين الذي خانك ؟؟! تلك قرينتك زيلي استغلتك وتخذت القلادة منك ، تلك القلادة احد تلك العناصر ، انها جشعة وقذرة ، يجب ان تكوني متسلطة وقوية مثلها واكثر حتى تتغلبي عليها .
قلت بدموع : .....أنا اريد ذلك بشدة ولكن .....
ضحكت بصعوبة وقالت : اعرف ان هناك شيطان قد انتهى حياة ايفان او شيء كهذا ولكن لا تهمليه ، اظن انه الوحيد الذي قد يستطيع حقا مساعدتك في هذا .
قلت : تقصدين رومات ؟؟!
قالت : نعم ....
قلت : ....سافكر بالامر ، اظن انه حمل كبير علي .
قال تينا وهي تشير لصندون مهترئ : تلك الورقة ستساعدك في ان تصبحي وريثتي ، ولكن على كل حال انه قرارك .
مرت أيام معدودة لأدخل على تينا في احدى الليالي لأرى جسد لا يتحرك ، مرمي على فراش الدماء ، هرعت نحو تينا وانا باكية لأدرك ان حياتها انتهت ، بعد مدة من الحزن والقهر الذي تملكني وانا مازالت أبكي وراسي للاسفل ، سمعت صوت رومات خلفي وهو يقول : اخيرا انتهينا منها .
رفعت رأسي والتفت اليه بغضب وقلت صارخة : تبا لك با رومات ، ما الذي تنوي له ؟؟!
قال وهو يخرج لي كره مضيئة يحملها بين يديه : هذه ستساعدنا .
قلت وانا تحدق بها بصمت : هل انت غاضب ؟؟!
قال رومات : ماذا عنك ؟؟!
قلت : غاضبة جدا وأريد الانتقام ، وانهاء زيلي والحصول على العناصر .
قالت : هذا جيد جدا ، هذا ما ارد سماعه منك منذ زمن طويل .
قلت وانا التفت واحدق بالصندوق المهترئ : بلى اريد ان اكون شيئا ما ، اريد استغلال من استغلني شر استغلال ، بالنسبة لأوجين ، لنرى ما سيستطيع فعله .
ضحك رومات وقال : انطلقي يا نازلي .
توجهت نحو الصندوق واخذت الورقة لافتحها وأقرأها ثم أحرج يدي بسكين وأمسح دمي على الورقة ، لم اشعر بشيء بعدها ، ولكن بعد عدة دقائق ظهر لي رجل وهو ينحني لي وهو يقول : هنا خادمك دجوار .
حدقت برومات الذي قال وهو يتكئ على الجدار بابتسامة : كل من تصبح ساحرة على هذه الورقة تخرج لها خادم جديد ، يبدو انك لم تكوني تعرفين ذلك .
التفت دجوار الى رومات وقال : هل اقتله لك ؟
قلت بقلق : لا لا ، انه صديقي ....
قال دجوار وهو يحدق به بنظرات متفحصة : لا يمكن لسيدتي ان يكون لها صديق ، ولكن يمكن ان يكون عضو في عصبتها .
قلت بجدية : هو كذلك ، عضو في عصبتي .
قال رومات بابتسامة وهو يحدق بنا : عضو مهم جدا .
انحنى له دجوار وقال : اعتذر لك يا سيدي .
ضحك رومات وقال : كان يجب ان تعرف ذلك سابقا .
قلت وانا تحدق برومات : ما هي خطوتنا الأولى يا رومات الآن ؟؟!
قال رومات : لا اظن انني عضو فقط . قد اكون مستشار السيدة ايضا .
قلت بغضب : يجب ان تخبرني .
قال رومات بابتسامة ماكرة وهو يرفع الكره المضيئة في يده : لن تحتاجي اي اعضاء في عصبتك سيدتي ، فقط هذه الكره يتجعل جنود كثيرين تحت امرتك .
قلت بابتسامة : جيد جدا .
* * *
رجل يطرق باب منزل ارون ليلا ، توجه أرون خارجا من غرفته نحو الباب ليفتحه ويقول بدهشة واضحة على وجهه : أوجين !!! ما الذي أتى بك الى هنا ؟؟!
قال أوجين : عرفت ان اينا تقيم معك ، لا تقلق لا افكر في أخذها من اجل امها ، لأنني جئت اليك من اجل شيء آخر .
قال ارون بتجهم : وما هو ؟؟! هل ستنعتني بالخائن بينما انت كنت أسوأ مني !!
قال أوجين : وهل هذا مهم لك ؟؟ لا اظن انك ستدخلني منزلك حتى تعرف مرادي .
قال ارون : نعم بالطبع .
قال اوجين : اريد انهاء زيلي .
قال ارون : لماذا ؟!!
قال اوجين : لكي تحصل على كل ما تملكه واتمكن من تلك العناصر .
قال ارون : حسنا اذن تفضل ولكن اخفض صوتك حتى لا تسمع اينا بالامر .
دخل أوجين المنزل وجلس على كنبة تتوسط المنزل بينما جلس أرون امامه وبدء حوار بينما حيث قال ارون : كيف تريد القيام بذلك ؟؟
قال اوجين : هل تريد انهاء زيلي ايضا ؟
ضحك ارون وقال : أليس ظنك بي هو سبب قدومك لي .
قال اوجين : ولكن هل ستكون اينا بخير عندما تعرف أنك تشارك في قتل والدتها حتى بعدما قتلت والدها بيديك .
قال ارون : اينا ستكون بخير بدون والدتها .
قال اوجين : بخير ؟؟!
قال ارون : انها فتاة غريبة ومميزة جدا .
قال اوجين : وما ادراك ؟
قال ارون : لا اعرف وبكنها غريبة اطوار في بعض الاوقات .
قال اوجين : لقد قررت انهاء زيلي في سوم ما ولكنني عرفت انه سيوافق اليوم الذي تكون اينا في زيارة والدتها .
قال ارون : تبا ، يجب ان تغير ذلك اليوم .
قال اوجين : لا اعرف ولكن سيكون في اليوم الذي يتلوه مباشرة او في الليلة نفسها بعد رحيل اينا .
قال ارون : هذا جيد ، ساساعدك بذلك .
قال اوجين : لا فقط دع الامر يمر بسلاسة مع اينا دون شك زيلي بنا .
قال ارون : لماذا تريد جمع العناصر ؟
قال اوجين : ألا تريد ارجاع ميت ندمت على قتله .
ضحك أرون وقال : ما الذي تقصده ؟
قال اوجين : اذا ساعدتني في هذا وايضا في ايجاد مكون رابع لا يحي فقط شخص واحد وانما اكثر ، يمكن ان يصل عددهم الى ستة اشخاص ، قد تستطيع مواساة اينا على موت والدتها عما قريب بارجاع والدها لها .
قال أرون وهو يحدق بتردد في أوجين : ....هل ذلك سيجدي ؟
ضحك أوجين وقال : بالطبع وستكون اينا ممتنة جدا .
* * *
توجهت انا ورومات معا نحو البحرية قاصدين منزل العجوز بومان ، أدخلنا منزله وهو يحدق بنا بريب صامت ، فقلت له بابتسامة : هل تعرف من أنا ؟؟!
قال بومان : أخمن أنك كنت مع تينا قبلا .
قلت بضحكه : تينا انتهت وانا الآن الرئيسة والسيدة يا بومان .
قال وهو يحدق بي باستغراب : هل هذا يعني انك .......!
قلت بابتسامة : نعم تينا وكل من معها قد مات وقد تركت تينا لي الورثة باختيارها .
قال بومان : أرى هذا ، ولكن ما الذي تريدينه ؟؟
قلت وانا التفت الى رومات الذي استقر خلفي : أخرج له الكره .
أخرج رومات كره مضيئة يحملها بيده وسط أنظار بومان لها ، فقلت : اريد في مقابلها شياطين الظلام .
قال بومان : تقصدين أنك تريدين أن تبادليني بها
قلت : بالطبع ، لا يوجد سبب لقدومي لك سوى هذا .
قال وهو يحدق بي : لم اكن أعطي تينا قبلا أي احترام لذا فانا لست مطالب لاحترامك .
قلت : لم اطلب منك شيء يوى ان تبادلني الكره بذلك الصندوق .
قال بابتسامة : بالطبع .
دخل غرفة بدت صغيرة ، ببنما كنا فب انتظاره ، حتى خرج لنا ومعه صندوق متوسط الحجم ليضعه على الارض امامنا ويقول : الكره ثمن هذا الصندوق .
قلت بابتسامة : بالطبع .
سلم رومات الكره ليدي بومان وسط ابتسامته التي شقت وجهه بينما رابت رومات وهو بحمل الصندوق ويىافقني في الخروج من منزل بومان ، بعدما ابتعدنا عن منزله قال لي رومات بابتسامة ماكرة : هل تظنبني انه سيكتشف أن تلك الكره مزيفة ؟؟!
قلت بابتسامة : لا لا أظن ، لقد اتقنت صنعها اكثر من أي شيء فعلته لي حتى الآن .
ضحك وقال : دعينا نعود طيارانا هذا الصندوق ثقيل رغم انه ليش كبير جدا .
قلت بابتسامة ماكره : كلامك هذا وحده يطلق حماسي العنان .
قال بضحكة : لا تستعجلي كثير يا نازلي .
أخذني رومات حتى وصلنا الى المنزل وسط الغابة ، هناك عندما وصلنا ، قلت وانا احدق بالصندوق داخل المنزل مع رومات : أظن انني مترددة في فتحه .
قال رومات : لقد سمعت عنه ولكنني لم ارى شخصا يفتحه امامي لذا لا اظن انني ساساعدك في هذا .
قلت : اذن لننتظر عودة دجوار .
قال رومات بغضب : لماذا تنتظرين عودته بينما الصندوق بين يديك ؟؟!
قلت : قد يكون يعرف شيء مهم عنه .
قال رومات : ..........
* * *
بعدما اتفق ارون واوجين على قتل زيلي في اليوم الذي يلي زيارة اينا لمنزل والدتها عاد اوجين للقصر في انتظار زيارة اينا للوالدتها ، في اليوم الذي وافق ذلك اليوم كان خدم القصر قد جهزوا الكثير والكثير من أجل استضافة اينا ابنة سيدتهم ، انتهت التجهيزات باستقبال اينا مع عمها أرون الذي رافقها في زيارتها ليدخلهم الخادم لغرفة الضيافة التي كانت تنتظر فيها زيلي ، حيث دخلت اينا بينما هرعت نحوها زيلي وهي تحتضنها بسعادة كبيرة ، بادلتها اينا بعض ذلك ولكنها لم تكن صادقة كثيرا مع امها ، لاحظ ارون ان زيلي كانت الى حد صادقة في مشاعر شوقها لابنتها ، لكنه كان مستغرب ويشعر بالريب والشك قليلا ، اجلستهم زيلي وقدمت لهم الكثير من الضيافة ، وبدأت قائلة بشيء من الغضب : لماذا تفعلين هذا يا اينا بي ؟؟! لم اكن لاشعر بالاطمئنان عليك لولا وجودك مع عمك ارون .
ثم حولت نظرها لأرون وقالت : لا اعرف ما اقوله لك سوى انني ممتنة جدا .
قال ارون : بالطبع لما كنت ساتردد لفعل ذلك .
قالت زيلي بابتسامة : لقد اردت ان تقابلي زوج والدتك ولكن أوجين رفض ذلك ، انه حنون وطيب ولم يرد إيذاء مشاعرك ابدا يا اينا .
قالت اينا : هل انتي مستمتعة ؟؟! هل هو ممتع لك ؟؟!
قالت زيلي وهي تحدق باينا ببعض من الدهشة : اينا .....ما الذي تقولينه ؟؟!
قالت اينا : لا اهتم بما تفعلينه ، لذا لا تتحدثي عن زوجك الذي تحبينه .
قالت زيلي بشيء من الحزن : حسنا اذن ، لا اريد ان اجرحك اكثر .
قال اينا وهي تقف : يبدو ان ليس لدينا ما نتحدث من أجله .
قال زيلي وهي تحاول ان تتدارك الموضوع : هل تريدين الرحيل ؟؟! ولكن يجب ان تنتظري اكثر قليلا ، لقاؤنا كان قصيرا جدا مقارنه بالمدة التي غبت فيها عني .
قال اينا : لم تكوني صادقة معي ولا لحظة يا امي ، لم اعد انتظر منك صدقا ابدا .
خرجت اينا مسرعة من الغرفة بغضب وسط ذهول زيلي وحزنها وبرود ارون .
خرجت اينا من الغرفة بغضب وسط انظار الخدم المتعجبين منها ، استوقفتها خادمة وقالت لها : سيدتي هل سترحلين ؟؟! ولكن يجب ان تنتظري قليلا ، لقد اعددنا الكثير من الكعك والعصائر والكثير من الطيبات من اجلك .
قالت اينا بغضب : لا أريد اي من هذه السموم التي تعطيها امي لي ، اتركيني الآن .
بدت اينا عصبية جدا وسط عناد تلك الخادمة وبعض الخدم الذين يحاولوا اقناعها بالعودة ، بينما كان أوجين مارا بذلك المكان لاحظ ما يحدث هناك ، لذا توجه اليهم بينما انحنى له كل الخدم وسط نظرات اينا الغاضبة له ، فقالت له اينا : هل تحاول انقاذ الوضع الآن ؟؟!
قال لها اوجين : نعم بالطبع ، ارى أنك تثيرين المشاكل .
قالت اينا بعصبية : قد تبدو سعيد في هذا المكان ولكنني على عكسك ، اكرهه وامقته بشدة .
قال اوجين : ولماذا تهتمين لما اشعر به ؟؟
ضحكت اينا باستفزاز وقالت : بالطبع ساكرهك بلا سبب وامقتك بما انك زوج والدتي .
قال اوجين : لم يرغمك احد على البقاء هنا يا اينا .
قالت بغضب : بالطبع لذا سانصرف عن مكان مقيت كهذا وعن شخص أمقت مثلك .
توجهت اينا للخروج من المكان ولكن اوجين استوقفها وقال : هل تشعرين بأنك غريبة عن الناس ولست طبيعية قليلا ؟
قالت اينا وهي تلتفت اليه بشيء من الدهشة : وما الذي يجعلك تقول هذا لي ؟
قال : أظن انك وكذلك .
تجاهلت اينا كلام اوجين وخرجت من القصر بسرعة .
* * *
بعد انتظار كانت مدته عدة دقائق عاد دجوار الى المنزل وهو ينحني لي ويقول : اعتذر عن التاخر يا سيدتي .
قلت وانا اشير للصندوق : لا اريد منك هذا الآن ، لتخبرني عن ما تعرفه عن هذا الصندوق .
قال دجوار بعدما وقف وهو يحدق بالصندوق : صندوق ثمين ومفيد جدا ، قوة تملكينها بين يديك ولكنه خطر في الوقت نفسه .
قلت : وما هو الخطر فيه ؟
قال : ما ان تفتحيه سوف تخدمك مجموعة من الموجودين فيه ، ويعودون الى الصندوق نفسه ، ولكنهم خطرون ، قد ينقلبون عليك لو وجدوا منك ضعفا ، ولكنني اخمن بانك سيدة قوية دائما .
قلت وانا احدق برومات : بالطبع ولا شك في ذلك .
قال رومات وكانه يحفزني : بالطبع لذا لا تترددي في فتحه سيدتي .
امسكت بغطاء الصندوق وفتحته سريعا ، كل انوار المنزل وحتى النار التي في المدفأة انطفى ، شعلت بخوف وقلق قد رحل بعضه عندما سمعت صوت رومات خلفي وهو يهمس لي قائلا : لا تظهري ضعفك ابدا أمامهم .
قلت وأنا احدق وسط الظلام : انا من حررتكم ، وستنصاعون لأمري .
سمعت صوت يقول لي : ومن انتي حتى تكون تحت امرك ؟
قلت : انا وريثة الساحرات وانا الآن سيدتهم .
قال الصوت : نحن تحت خدمتك سيدتي .
قلت وأنا ابتسم : نعم بالطبع ، امري الأول لكم ستنفذونه بلا تردد حتى آخر امر .
قال الصوت : بالطبع سيدتي .
تبتسمت وقلت : لنرى اذن ما اريده اولا .
* * *
خرج أرون من الغرفة التي كان فيها من زيلي ليحدق بالمحادثة القوية بين اينا و أوجين ، بعدما خرجت اينا من القصر توجه الى نفس ذلك المكان ورمق توجين بنظره تخبره بالقيام بما كان مخطط له وخرج من القصر خلف اينا بسرعة ، أوجين والابتسامة الشيطانية ترتسم في وجهه ليدخل غرفته بهدوء مخيف ، في اليوم التالي وقد كان اوجين مستعد لما سيفعله ، صباحا وبشكل غير متوقع زاره ارون ، ادخله اوجين غرفته واجلسه في سرية وقال : لم أكن اتوقع قدومك .
قال ارون : يجب ان أساعدك ولو بالقليل لو كنت اريد ذلك .
قال أوجين : اشكرك .....
قال ارون : لم اكن لاساعدتك ولم تكن لتقبل مساعدتي ظانا بأنتي خائن .
قال أوجين : ولكنك تظل كذلك .
قال ارون بضحكة : انت غير متوقع . لتخبرني السبب .
قال اوجين : اذا ما ساعدتني وانتهى امر زيلي لأعيد التفكير بأمرك .
قال أرون بابتسامة ناكره : لم تكن لتتغير ابدا يا اوجين .
قال اوجين : لا يمكن للناس ان يتغيروا ابدا .
قال أرون : تستطيع القيام بما تريد فعله لقتل زيلي وانا سأمنع الخدم من الدخول للغرفة .
قال أوجين : ولكنهم لن يثقوا بك .
قال ارون : اذن ما الذي نستطيع فعله لهم ؟
قال اوجين بابتسامة خبيثة : انفاس الشيطان .
قال ارون : انقاس الشيطان ؟؟ لا تقل انها تبك النبتة الشيطانية .
قال اوجين : لا يوجد غيرها ، وزيلي وهي اول من استعملها .
قال ارون بدهشة : زيلي شيطانة سافله .
ضحك اوجين وقال : كل الشياطين سفله ، ونحن اسفل منهم .
قال ارون : وما الذي سنفعله ؟
قال اوجين : لتدخن بعض السجائر بقرب أجهزة استشعار الدخان ولشعل جهاز الطوارى ويخرج كل من في القصر ما عدا الخدم المخلصين لزيلي ، نحن فقط سننفخ مسحوق النبتة عليهم ليكونوا مثل الاجساد التي تتحرك كما نريد نحن ، سنأمرهم بقتل زيلي ، قد يكون عددهم ثلاثة او اثنان .
قال ارون : ولكن زيلي اقوى من ان يقتلها احد بشكل عادي كهذا .
قال اوجين : لانها قوية مع نولان ، ريان سيتولى امره .
قال أرون : ومن هو ريان بالتحديد ؟
قال اوجين : شيطاني الخاص .
قال ارون : لتكن داخل الغرفة لمراقبة تطبيق الخدم لقتل زيلي اما ام فسأتأكد من خروج جميع الخدم الآخرين من القصر بعدما أنتهى من التدخين بالطبع .
تبسم اوجين وقال : بعدها سأكون سيد القصر .
قال ارون : المدينة بالاحرى .
قال أوجين : بالطبع ، اما انت فستكون معي .
قال ارون : لا افكر في ذلك ولكنتي مجبر لكي اعيد لاينا والدها ايضا .
قال اوجين بابتسامة مخيفة : لا تقلق سيكون الامر سلس للغاية .
* * *
أنا ورومات نحدق بالمنزل الجديد بالذي تم بناؤه بعناية من قبل المجموعة التي خرجت من الصندوق ، فقلت وانا سعيدة : لا اصدق هذا !! ان المنزل جميل جدا .
قال رومات وهو يبتسم : سيكون أجمل لو انتظرتي اكثر .
قلت : سأعيش فيه معك ودجوار .
قال رومات : انا سعيد من أجلك .
بعد أيام قليلة كان المنزل جاهز تماما ، حيث مكثت فيه مع رومات ودجوار الذي يتردد علينا كل يوم ، بينما كنت في غرفتي الخاصة احدق بالصندوق الذي عاد اليه مجموعة الشياطين الذي بنو المنزل دخل علي رومات وهو يبتسم ويقول : كل شيء سيكون كما خطك له صحيح ؟
قلت وانا اجلس على السرير الناعم : ما الذي تخطط له يا رومات ؟
جلس رومات بجانبي وقال : ما الذي تخططين له انتي ؟
قلت : حاليا لا شيء ، ولكنني بالطبع اريد ان اخيف بعضهم .
قال رومات : زيلي واوجين .
قلت : لنذهب اليهم في زيارة برفقة هؤلاء الشياطين .
قال رومات : بالطبع سنفعل .
قلت وانا احتضنه : اشكرك على مساعدتي يا رومات ، لا اعرف لماذا تصر دائما على ذلك .
قال وهو يبادلني العناق : لأنتي أحبك واعشقك .
قلت بابتسامة : لا تضع كل حبك بي ، لا اظن انتي استحق ذلك .
قال رومات وهو يقبلني : بلى انت كذلك .
* * *
أرون وهو يشعل سيجارة يضعها في فمه قرب أحد أجهزة استشعار الأدخنة ، ما أن وأشعلها حتى لدء بالتدخين ببرود ، ما ان تصاعد القليل من الدخان للأعلى حتى بدءت أجهزة الإنذار تعمل وهي تصدر أصوات انذار بالحريق ، تبسم أرون وقال : اتمنى أن تنجح الخطة .
بدء جميع الخدم في الهلع والخروج واحد تلو الآن لخارج القصر ، بينما كان ارون يحدق بهم ببرود وهو يتكئ على احد الجدران ويراقب بصمت ، بدءى أن أكثر الخدم قد خرجوا من القصر ، هنا بدأ ارون رحلات الاستكشاف عن الخدم المتبقين بهدوء ، لانه لم يتوقع ان يبقى أحد من الخدم ألدا فيما عدا الخدم القريبين من زيلي والذين سيعتني بهم أوجين .
عندما انطلق جهاز الانذار كانت زيلي في غرفتها المعتادة ، ما ان سمعت زيلي صوت الانذار حتى شعرت بشيء من القلق ، هنا دخل عليها خادم مقرب منها وهو الخادم الذي يقدم لها كوب الشاي المفضل لها دائما ، حيث قال وهو مفزوع : سيدتي يبدو ان هناك حريق ما ، يجب ان تخرجي الآن .
في هذه الاثناء كان أوجين يمشي في الارجاء بكل اريحية وطمئنينة ، بينما كان كثير من الخدم يجرون هلعا وخوفا ، كان أوجين متوجه الى غرف الخدم المقربين الى زيلي ومعه مسحوق تلك الزهرة ، توجه اوجين الى غرفة اكثر خادمة مقربة من زيلي ، حيث دخلها ليجدها وهي تحدق به وتقول بقلق : سيدي ما الذي اتى بك الى مكان متواضع مثل غرفتي ؟؟ هل تحتاج شيء ؟ يجب ان نخرج جميعا من هنا مع السيدة زيلي .
قال اوجين وهو يبتسم لها بخبث : لا تقلقي ، هذه كانت مجرد خدعة .
قالت الخادمة بقلق : ما الذي تقصده يا سيدي ؟؟!
اخرج أوجين مسحوق زهرة انفاس الشيطان من جيبه ونفخ بعض من المسحوق تجاه الخادمة وهو يضع منديل على وجهه بيده الأخرى ، بعدما استنشقت الخادمة عبير الزهرة وقد اتضح اثر مخدر الزهرة عليها قال لها اوجين وهو ينزل المنديل من على انفه وفمه : ستفعلين ما اقوله لك .
قالت الخادمة : بالطبع أي شيء سيدي .
قال اوجين وهو يخرج من جيبه سكين ويضعه في يد الخادمة : اقتلي سيدتك زيلي في غرفتها .
خرجت الخادمة وهي فاقدة ارادتها لتتوجه نحو غرفة زيلي طواعية بدون تردد ، تبسم اوجين وقال : لا اظن انك ستموتين بسرعة ولكنني اريد رؤية دمك وهو يخرج من احشائك لكي يبرد قلبي ويهدء .
توجه اوجين لغرفة رئيس الخدم ليجده نائما بدون أي شعور ، تبسم وقال : قد يكون هذا اسهل بكثير مما يكون متيقظا .
توجه نحو وطبق نفس ما طبقه على تلك الخادمة ليستيقظ الخادم وهو يسهل بشدة ليستنشق عبير الزهرة المخدرة ثم يقول بدون وعي : ما الذي تريد مني فعله لك سيدي ؟
قال له اوجين وهو ينزل المنديل الذي وضعه على انفه لكي يكون على وقاية من المخدر ويخرج له سكين من جيبه : اريد منك قتل سيدتك زيلي بخذه السكين .
مد رئيس الخدم يده ليلتقط السكين يدون تردد ويتوجه نحو غرفة زيلي بهدوء مخيف وسط ابتسامة أوجين الشيطانية .
زيلي وهي تقول للخادم الذي دخل عليها : هل خرج جميع الخدم ؟
قال الخادم : بالطبع سيدتي ، ولكنني لا يمكنني الخروج بدونك .
قالت زيلي بغضب : كيف تخرج بدون ان تتأكد من مصدر الحريق ؟ اتركني واذهب لتعرف مصدر الحريق الآن .
قال الخادم بتردد : ولكن سيدتي ....
صرخت زيلي فيه وقالت : اذهب والآن حالا ولا تجادلني .
خرج الخادم بقلق من الغرفة تاركا زيلي وحدها بالغرفة ، وبعد مدة قصيرة رأيت زيلي خادمتها سوينا وهي تدخل عليها الغرفة بدون اذن حتى بوجه خالي من التعابير ، فقالت زيلي بقلق : ما الذي احضرك الى هنا يا لارا اخرجي ، سأخرج أنا بعد قليل !!
اقتربت منها لارا أكثر واكثر حتى بدء الخوف يدب في قلب زيلي عندما رأت السكين في يدها وهي تقترب منها ، ومع اقترابها اكثر لدءت زيلي تستنجد وتقول : هل من احد بالخارج ؟؟ نولان ...نولان أين انت ؟؟؟؟؟
* * *
شيطانان في قتال حاد مع بعضهما ، حيث كان الشيطان الاول عنيد جدا رغم فرصته الضئيلة في الفوز بهذا القتال ، وبعد عراك طويل سقط فيه الشيطان الأول ارضا وهو ينزف بشدة ليحدق به الشيطان الثاني بابتسامة مخيفة ويقول له : استسلم فقط ، ولا تقلق بشأن من سيكون سيدك ، ستعرف من هو عما قريب .
انتهى النزال باستسلام نولان الذي كان نازف بينما كان ريان مازال يكدق به ويقول : ما ان أضمن الا تخونني انا وسيدي سأساعدك على معالجة جروحك .
* * *
لارا وهي توجه بالسكين الذي تحمله طعنه تجاه زيلي بعنف شديد وسط خوف زيلي الذي استطاعت تدراكه عندما امسكت بكأس زجاجي وضربت به رأس تلك الخادمة لتسقط ارضا ، شعرت زيلي بغضب شديد وخوف اشد عندما أدركت أن هناك شخصا يراقب هذا المشهد بينما هو يدخل الغرفة ، حيث كان تماما مثل لارا التي كان وجهها فارغ من التعابير ليقترب منها وهو يحمل سكين اكبر من السكين الذي كان مع لارا ليهجم عليها بعنف ، هنا بدات زيلي بالقاء طلاسمها عليه ليسقط أرضا وهو يصرخ بشدة حتى انفجر رأسه بدماء لطخت المكان كله ، فقالت زيلي بغضب : هناك مع اراد قتلي واستعمل انفاس الشيطان في ذلك .
ما ان قالت ذلك حتى رايت أوجين وهو يقف متكئ على احد الجدران وهو يبتسم ابتسامة مخيفة ويقول : رغم خوفك الشديد ولكنك مازالتي قوية .
قالت زيلي بغضب : أنت من أراد قتلي صحيح ؟
قال لها اوجين : بالطبع كي اشفي غليل قلبي تجاهك .
صرخت زيلي وقالت بغضب : رغم انني تزوجتك انا ....انا اكرمتك وجعلتك سيد هذا القصر كما ان سيدته ، هل كنت على خطأ عندما فعلت ذلك ؟!!
ضحك اوجين وقال : لا ...خطأك الأكبر كان عندما عرفتني على ذلك المخدر .
قالت زيلي : تقصد انفاس الشيطان !!
قال اوجين : نعم لقد استعملته في جعل هذان الخادمان مثل الروبوتات المعدومة الارادة لقتلك .
صرخت زيلي بغضب وقالت : لقد اردت مساعدتك بينما انت تساعدني ! لقد اردت أن نكون اقوياء معا ، لأنني احببتك ايضا .
ضحك اوجين بسخرية وقال : معا ؟!!! لا يوجد شيء بالنسبة لي معا ، ولا توجد في قلبي كلنة حب .
بدت نظرة الخوف والقلق تعلو وجه زيلي بينما قال أوجين : يقال انه لا يجب ان تثقي بالشيطان لانه لابد ان يخونك يوم ما ، ألا تظنين ان هذه المقولة صحيح ؟؟!
قال زيلي وهي تدمع : هل هذا ما ستفعله بنازلي أيضا ؟؟؟
تبسم اوجين ببرود وقال : لا اعرف ....ولكنه مصير معقول لها مثلك تماما .
صرخت زيلي بغضب وقال : أنت يجب ان يموت يا اوجين ......أنت أكبر شيطان شرا عرفته !!
تبسم اوجين ببرود وقال : زيلي لا مجال في ابقاىك على قيد الحياة ، انت ايضا شيطانة ماكرة ، بصراحة اخاف خيانك أيضا ، لذا قتلك اجمل ما قد افعله حاليا .
جلست زيلي على كرسيها المعتاد ووجهها خالي من التعابير تماما وقالت : لو لم اقاومك سأموت ولو قاومتك سأموت ....انت اقوى مني على كل حال ، ولكنك قوي بفضلي يا خائن .
قال لها أوجين : فقط ما كان عليك الزواج من عدو لك يا زيلي .
قالت زيلي بدموع : نعم ....واظن ان هذه نتيجة افعالي ، ولكن حتى لو قتلتني مازالت أحبك .
قال لها اوجين : الحب شيء سخيف يا زيلي وقد انتهى بك الامر معه بالموت ، يجب ان تفكري اكثر فيه .
قالت زيلي : أحب الحب واحبك ايضا واعشقك ولكن اكرهك حتى لو قتلتني .
حدق بها أوجين وبدى على وجهه تعابير غريبة ، فقالت زيلي بابتسامة : سأذهب للجحيم ما ان تقتلني ولكنك مهما عشت فلن تهرب من الجحيم ، انا بانتظارك هناك .
اقترب منها اوجين اكثر فاكثر حتى وقف أمام الكرسي الذي تجلس عليه وقال : لا توجد توبة بالنسبة لي .
تبسمت زيلي بدموع وقالت : افضل ان تكون نهايتي عاطفية على أن اموت وانا غاضبة .
قال لها أوجين : هذا اختيارك .
توجه اوجين نحوها واقترب منها بينما بدت نظرة الغضب على وجهها شيء فشيء ليحتضنها اوجين بقوة وهو يهمس لها بهدوء لتسقط صريعة ارضا وهي تدمع بابتسامة حزينة ، حدق بها اوجين وقال : هل تلخصين لي أنك للحب معنى ؟؟ هل له معنى ؟؟
استدرا أوجين ليخطو خطوة للأمام ولكنه شعرت بخوف عندما رأى يدا زيلي تحتضنه وهي وتقول له : ليس بعد يا اوجين .
بدء زيلي في عراك قوي مع اوجين بالايدي في بادى الأمر حتى بدء كلاهما في توجيه طلاسم مميتة تجاه بعضهما ، انتهى العراك بسقوط زيلي واوجين ارضا وهما يحدقان ببعضهما بتعب شديد ، حيث فالت زيلي بتعب : هل كنت تظن انني سهلة لهذه الدرجة ؟
ضحك اوجين بارهاق وقال : لا ولكن لا انكر انك خدعتني للحظة .
قالت زيلي : هذا يعني انك مازلت تمتلك مشاعر .
قال لها اوجين : .........
هنا وقفت زيلي بارهاق وهي تمسك سكين وتوجهت نحو اوجين وهي تقول له بنظرة غاضبة : قد تموت انت اليوم يا اوجين .
تبسم لها أوجين بغباء : ...............
بدت زيلي على وشك طعن اوجين بالسكين ولكنها شلت مكانها ثم راى اوجين جسدها وهو معلق على الجدار في لحظات ، قال أوجين : هل هذا انت يا ريان ؟؟
ساعد ريان اوجين على النهوض والجلوس على الأقل بينما كانت زيلي وكأنها تتألم بشدة بينما معلقة على الجدار ، فقال لها اوجين : لا اعرف الغيب ولكنه يبدو ان موتي لم يحن بعد ، بل موت هو من قد حان .
بعد لحظات انزل ريان جسد زيلي ليمسك بجسدها ويفصل راسها عن جسدها ببرود ويقول لاوجين : لماذا جئت اليها يا سيدي ولم تنتظرني ؟ كنت ستموت للحظات لو لم انقذك !
قال له اوجين : لانني كنت اشعر بالشفقة على هذه المرأة .
هنا بدى ريان مفزوعا وهو يحدق بباب الغرفة ، فقال له اوجين بقلق : ما الامر ؟
أشار له ريان لتوجه اوجين نظره لباب الغرفة ليجد اينا وهي مصدومة وقد بدى انها قد شاهدت منظر قتل والدتها العنيف .
* * *
بينما كان ارون يراقب الخدم وهو يهرعون للخروج من القصر وتوجه نحو غرف الخدم ليتأكد من خروجهم جميعا لمح ظل فتاة وهي تمشي عكس الخدم الخارجين و حيث كانت تدخل القصر بشيء من الهدوء الغريب ، تبعها ارون ليراقبها بهدوء دون ان تلاحظ ذلك ، اكتشف ارون انها اينا بعينها ، شعر ارون بغرابة ولكن الخوف والقلق دب في قلبه عندما رآها تدخل الغرفة التي كان اوجين يحاول قتل زيلي فيها ، حاول تدارك الموضوع واللحاق بها ولكنه لم يستطع لتدخل اينا الغرفة على اوجين لترى مشهد قتل امها امام عينيها وسط ابتسامة اوجين القذرة .
* * *
ريان ونظرة القلق تعلو وجهه شيء فشيء ليلتفت اوجين الى اينا المصدومة بصمت ، بعد دقائق صامتة بشكل مخيف قال اينا وهي تكسر صمتهم : هل انتم من قتلتم والدتي ؟
قال ريان بغضب : نعم وماذا ان فعلنا ؟ ليس بيدك شيء يا صغيرة لفعله .
ضحكت اينا وقالت بغرابة أخافت اوجين للحظات : هذا ....واااو هذا رائع ...كم اردت ارى هذا بنفسي .
حدق ريان بقلق تجاه أوجين المصدوم مما كان تفعله اينا ، حيث كانت تضحك بشكل هستيري وغريب ، فقال ريان بقلق : ما الذي سنفعله بهذه الفتاة المصدومة ؟ يبظو انها جنت يا سيدي !
قال اوجين وهو مازال يحدق باينا التي كانت تضحك : لا شيء سوى أن نراقبها .
قال ريان بتجهم : هل انت خائف من فتاة صغسرة مثلها ؟
قال اوجين : لا ...ولكنني سأرافقها للخارج الآن بينما تقوم أنت بتنظيف المكان .
قال ريان : أمرك سيدي .
توجه اوجين نحو اينا واخذها لخارج الغرفة ليغلق باب الغرفة ليجد ارون وهو يحدق باينا بشيء من الصدمة ، حيث بدى وكان اينا لاحظت وجود ارون امامها فقالت وهي تتوجه نحوه ضاحكة : اليس هذا ما كنت تريد فعله يا عمي ؟؟!
ثم التفتت نحو اوجين وقالت : لقد سمعت محادثتك مع عمي عندما كنت في زيارة له ، لا تقلق بشان هذا ، اظن انني أردت فعل هذا بدلا منك لو لم تفعله .
اوجين وهو يحدق بارون المصدوم وقال وهو يتدارك الموقف : نعم .....ولكن لم اكن اعرف انا وعمك عن مرادك هذا ....
قاطعته اينا وقالت : أنت وحش يا اوجين .
قال اوجين : ..........
ضحكت اينا وقالت : وهذا يعجبني كثيرا .
قال لها أرون وهو يتدراك الموقف ويمسك باينا ويقول : لنذهب الآن يا اينا ونعود للمنزل .
قالت اينا وهي تحدق باوجين : هل تشعر بشيء الآن ؟؟
اوجين وهو يحدق بها بتعجب : .........
اينا وهي تبتسم : انا اشعر بشيء ما الآن ...سأخبرك به لاحقا .
اخذها ارون وتوجه مبتعدا عن اوجين الذي كان يحدق بهم وهو مندهش من كلام اينا الغريب .
* * *
بعد هذه الحادثة تم تلفيق امر موت زيلي من قبل أوجين وريان لجميع خدم القصر وكذاك اهل المدينة بأنها ماتت منتحرة ، وانها تركت رسالة ووصية لاوجين توصي فيها بانها تهدي له كل املاكها وممتلكاتها له وحده فقط ، وكان ذلك هو الحديث الساخن والشاغر في كل انحاء مدينة نينوا ، دخل ريان على اوجين الذي كان وحده في غرفته ليجده جالس على كرسيه المعتاد ، حيث قال ريان وهو ينحني لاوجين : مبارك لك سيدي على هذا الخبر المفرح ، اظن ان كل اهل القرية مرحبون بك ويتطلعون اليك .
قال اوجين وهو يبتسم : اشكرك ، ولكن ما هي اخبار ذلك الشيطان العنيد نولان ؟
قال ريان وهو يتنهد : لا اعرف ولكنه بدى عنيد جدا يا سيدي رغم انني وضعت جثة سيدته امامه حتى يصدق بموتها ، ولكنه يبدو أنه مازال مصرا على عدم خيانته لها .
قال اوجين : يبدو انه مخلص لها كثيرا ، لذن لا يوحد سوى شخص واحد يستطيع مساعدتنا في هذا .
قال ريان : ومن هو ؟؟
قال اوجين : اينا .
قال ريان : وما الذي تأمر به سيدي ؟
قال اوجين : انا ايضا اريد لارون ان يكون هنا لذا قم بدعوتهم كلاهما للاقامة عندنا في القصر والعيش فيه .
قال ريان : أمرك سيدي .
في هذه الفترة تقبل اهل المدينة اوجين كسيد لهم ، وبما انها كانت مدينة صغيرة فقد كانت ادارتها امر سهل بالنسبة لاوجين تماما ، حيث بعد عدة ايام من هذا وصل أرون واينا القصر بعدما قبلا العيش فيه بدعوة من اوجين ، حيث وكما كان سابقا فقد عادت اينا للغرفة التي كانت تعيش فيها سابقا ، وكذلك تم تخصيص غرفة مريحة لارون ، وقد وافقت اينا على مساعدة اوجين بشأن نولان الذي بدى عنيد جدا ، حيث اخذها أوجين معه ليدخلها الغرفة التب كان نولان مقيد فيها بالسلاسل ، وما ان دخلوا حتى رات اينا نولان المقيد وهو يحدق بها بشيء من الصدمة ، ثم يقول : سيدتي ما الذي أتى بك الى هنا ؟؟! وكيف أنتي مع هذا القذر !؟؟؟
قالت اينا وهي تترك اوجين الذي كانت تقف بجانبه لتتوجه نولان وتقترب منه : انه ليس كما تظن يا نولان .
نولان وهو مندهش : ماذا!!!!!
قالت اينا : نعم هذا صحيح بشان امي ، اوجين قد قتلها .
قال نولان بصدمة : ولكن لماذا انت معه ؟؟!! لقد قتل أمك ، يجب أن يكون عدوك !!!
قالت اينا : ولهذا السبب يجب ان تنصاع لأمره وتستسلم .
نولان وهو يحدق باينا وشيء من الدهشة ، فقالت اينا : هذا امر يا نولان .
نولان وهو يحدق باوجين بشيء من التردد ، فقالت له اينا : أنا لست راضية عما فعله بوالدتي ولكن يجب ان تتقبل هذا يا نولان ، الآن هو سيد عليك . يجب ان تتقبل أي سيد لك .
قالت نولان وهو يحدق باينا : لا أظن انني أفهمك يا سيدتي ولكنه مازال أمرك ، لذا سأطبقه .
تبسمت اينا والتفتت تجاه أوجين وقال : سيكون بخير ما ان تفك قيده .
انحنى نولان لاوجين وهو يقول : أنا تحت امرتك سيدي اوجين .
اوجين وهو يبتسم وينادي على ريان الذي جاء وقام بفك قيود نولان وهو يحدق به بنظرات حادة ، ما ان تحرر نولان حتى انحنى وقال : انا خادمك يا سيدي .
قال اوجين بابتسامة وهو يحدق باينا : أنت بحد ذاتك يا اينا مساعدة كبيرة لي ، لم اتوقع ان تكوني كذلك .
قالت اينا وهي تبتسم : أشكرك على استضافتي هنا انا وعمي .
قال لها أوجين : على الرحب .
خرجت اينا من الغرفة بينما قال ريان : الآن يبدو ان اعداد اتباعنا يبدا بالازدياد .
قال أوجين : بالطبع ، ويجب ان يكون اكثر من هذا ايضا .
دخل ارون الغرفة وهو يقول : اينا نسخة متطورة منك يا أوجين .
تبسم أوجين وقال : لا انكر أنني ارى شيء مني فيها .
قال ارون : ولكن لا يمكنني السماح بأن تكون مثلك .
قال اوجين : لا اظن انها ستكون سعيدة لو كانت مثلي .
* * *
رومات وهو يدخل علي في غرفتي ويقول : لدي أخبار لك يا نازلي ، اخبار لا يمكن تصديقها !
قلت وانا ابتيم له واشير به بالاقتراب : ما الأمر ، ببدو أنه محمس .
قال رومات وهو يقترب مني : الخبر قد نقله لي دجوار من خلال مراقبته لأحوال اوجين وزيلي .
قلت : اخبرني ما الأمر ؟
قال : أوجين قتل زيلي .
قلت وأنا مصدومة وأتحدق برومات : ماذا !!!!
قال رومات : الأمر بدأ يبدو مخيف .
قلت بابتسامة ماكره : لا يمكن توقع هذا الشيطان .
قال رومات : لا اظن أنني أعرف ما يفكر به أوجين .
قلت : بلى كنت اظن أنه سيفعل هذا ، ولكن هناك شيء واحد انا متأكدة منه .
قال رومات : وما هو ؟
قلت : هو فعل هذا لأنه خائف .
قال رومات : من من ؟؟
قلت بابتسامة : مني .
قال رومات : منك ؟؟
قلت : مؤكد انه يراقب حالي الآن كما انا اراقبه .
قال رومات : نعم يبدو هذا منطقي .
ضحكت وقلت له : اذا قتلها فانه سيصبح رئيس تبك المدينة الصغيرة الهرئة .
قال رومات : وماذا في ذلك ؟ انه حصوله مؤكد وليس مثير للاهتمام .
قلت له بخبث : بل مثير للاهتمام يا رومات .
قال رومات : كيف يمكن ان يكون كذلك ؟،!
قلت بابتسامة ماكرة : أنت كنت تختطف الأطفال قبلا .
قال رومات : .......
قلت : اختطف جميع اطفال تلك المدينة بمساعدة دجوار ، سيشتكي اهل المدينة من ذلك لأوجين ، هو سيشعر بقلق وخوف ، في ذلك الوقت سيكون ساكون عنده مع شياطين الظلام .
قال رومات بابتسامة : لقد اصبحت مخيفة يا نازلي .
قلت وأنا أمسك بشعري المنسدل : لا أظن بأنه سيخاف مني بهذه السهولة ، لأنه مازال قويا يا رومات ، ولكنني أريد اللعب قليلا .
قال رومات وهو يقترب مني ويحتضنني : سأبدء بذلك مع دجوار بدأ من الغد .
قلت وانا وابعده عني بغضب : ابدا بذلك الليلة .
رومات وهو يشعر بشيء من التعجب من غضبي : ولكن لماذا ؟!
قلت بغضب : لأن هدفي واحد الآن ، اريد مصارعة اوجين من اجل تلك العناصر ، اريد ان اخيفه لحد يجعله يشعر بالضعف والهلع مني .
قال رومات وهو يبتعد عني : أمرك يا سيدتي .
* * *
دخل ريان على أوجين وعلى وجهه ملامح القلق ، فقال له أوجين وهو يحدق به : تبدو قلق جدا ، ما الامر الذي يقلقك لهذا الحد ؟
قال ريان : أظن ان الخبر قد وصلك من قبل ولكنني اظن ان ما ساقوله لم يصلك .
قال اوجين : انا استمع لك .
قال ريان : لقد ازداد عدد الاطفال الذين يختفون أكثر فأكثر ، حتى الآن اختفى نصف اطفال المدينة ، هذا امر مخيف جدا .
قال اوجين بشيء من العصبية : هل عرفتم من يختطف هؤلاء الاطفال ؟
قال ريان : ليس بعد .
أوجين وهو يضرب بيده الطاولة التي يتكئ عليها ويقول بعصبية : يجب ان تعرفه في أقرب وقت .
قال ريان وهو ينحني لاوجين بقلق : امرك يا سيدي سيطبق قريبا .
تغيرت ملامح اوجين العصبية الى ابتسامة ماكرة وقال : تريدين اخافتي يا نازلي !!! لنرى من سيخاف قريبا !
* * *
دخلت على مجموعة اطفال في احد غرف منزلي الكبير وهو يلعبون معا ويمرحون ، بينما كان رومات يقف بجانبي ويقول : هؤلاء جزء من أطفال القرية ، بالباقون قد وضعتهم في غرف أخرى من المنزل .
قلت بغضب : اياك ان تؤذيهم او تقتل احد منهم .
قال رومات : بالطبع .
قلت وأنا احدق بهم بابتسامة : يبدون سعيدين .
قال رومات : نعم يبدون كذلك .
قلت وأنا ابتسم : لنستعد غدا لزيارة جميلة الى قصر اوجين .
قال رومات : بالطبع سأجهز لذلك .
* * *
أحدق بالغيوم ليلا وانا على اطير على ظهر رومات الواسع واقول بابتسامة : يبدو انهم وصلوا اليه الآن ، يجب أن يكون الامر مخيف .
قال رومات : مؤكد إنهم وصلوا الى القصر والآن هم يخيفون من فيه في ظلام القصر ، ولكنني اظن ان أوجين لا يخاف الظلام .
قلت وانا أبتسم : أنا من سيجعله يخافها .
* * *
بينما اوجين وهو يجلس على مكتبه ويفكر فيما تخطط له نازلي مع رومات بشأن ما يفعلوه بشان اختطاف الاطفال اطفأت كل أضواء الغرفة التي كان متواجد فيها ، حيث خرج من الغرفة سريعا ليجد ان أكثر انوار الطابق الذي كان فيه كانت مطفأة ، سمع بعدها صوت ريان وهو يقول له : سيدي أظن ان أنوار كل القصر قد أوطفأت .
قال اوجين : تبا ، يجب أن نصلح العطل .
قال ريان : لا اظن ان هذا سيكون مفلح ، الوضع هنا خطر يا سيدي بسبب من دخلوا القصر .
قال اوجين : لا يمكن ان يكونوا !!!
قال ريان : نعم هم بعينهم لذا اظن ان الوضع خطير جدا يجب ان أهرب بك بعيدا من هنا .
اوجين وهو يتوجه نحو غرفته ويقول لريان : يجب ان اعود للغرفة ، تلك القلادة مهمة .
عاد اوجين لغرفته ويأخذ القلادة ليضعها في جيبه ثم يتوجه نحو باب الغرفة ليخرج منها ولكنه تفاجئ أن باب الغرفة مغلق ، حاول فتحه ولكن صوت امراة استوقفه ، شعر أوجين بخوف شديد ولكنه تمالك نفسه ليلتفت اليها ليرى ظل امراة وهي تقترب منه وتقول : عندما ازور مكان مثل هذا يجب ان احظى ببعض المتعة .
اقتربت المراة منه وهي تمسك باوجين بقذارة وهي تقول : لم تأمرني سيدتي بذلك ولكن لماذا أن اريد فعل هذا !!!!
بعدما قالت هذه الجملة صرخت المرأة بصوت عالي وسقطت أرضا وهي تتلوى ألما بينما أوجين يتحدق بالظلام حوله ويقول ببرود : اظن اننا لسنا وحدنا هنا يا شيطانة .
سمع اوجين خطوات تتجه نحوه في الظلام ليرفعه يد تخنقه لتعلقه على الباب بينما سمع بعدها صوت رومات وهو يقول : هل اقول أنني اشتقت لك ؟!
ضحك اوجين وقال بصعوبة : أظن انه مقرف بعض الشيء لتقوله .
قال رومات : لقد مر وقت طويل منذ آخر لقاء لنا ، وانا ارى انك اصبحت بحال افضل بكثير ، انت الآن سيد هذا القصر .
شعر بعدها أوجين بشيء من الصدمة عندما سمع صوت نازلي وهي تشعل مصباح وتضعه على الطاولة تقول : لم فعلت هذا يا أوجين ؟؟!
قال اوجين وهو يتنفس بصعوبة : اعرف ما الذي تفكيرين به منذ أن رايتك .
قلت وانا اضحك : اشتقت اليك كثيرا ، كانت حياتي صعبة بدونك ، لا يمكن ان اتعلق بشخص مثلك يا اوجين ، ولكن مازالت أطرح نفس السؤال ، لماذا فعلت هذا ؟
قال اوجين : لم تكن زيارة مهذبة لي يا نازلي .
قلت بضحكة : زياراتي لك ليست كأي زيارات ، انها مميزة يا اوجين .
قال أوجين وهو يتنفس بصعوبة : هل تريدين الحديث كهذا ؟؟
قلت بعصبية : ابعد هذه الشيطانة من امامي يا رومات ، لا تسمح بدخول احد لهذه الغرفة ابدا .
قال رومات : أمرك يا سيدتي .
ثم ترك عنق اوجين الذي سقط على الارض وهو يسعل بشدة ، حينها أخذ اوجين تلك الشيطانة معه للخارج وتركني في داخل الغرفة من أوجين الذي كان يحدق بي ويبتسم رغم انه كان يتنفس بصعوبة ، حيث قال وهو يقف ويعدل ثيابه بصعوبة : سيدتي !! هذا ما سمعته من رومات !
قلت وأنا احدق به ببرود : لا تتظاهر بانك متفاجئ . اعرف بأنك ارسلت لي مرسول لينقل لك اخباري كما فعلت انا .
ضحك أوجين وقال : مازالت لطيف معك ولم استخدم قوتي بعد .
قلت وانا ابتسم واحدق به وسط ظلام الغرفة وضوء المصباح الخافت : مادمت قد بحث عن طريقك فأنا قد بحثت عن طريقي ، لأنتي لا احب التعلق بالأشخاص ، خصوصا امثالك .
قال اوجين : لست مضطرة لتفسير موقفك ولكنك تفعلين .
قلت : أحب ان اكون في صورة واضحة فقط .
قال وهو يقترب مني شيء فشيء : هل انتي مستمتعة بقدومك الى هنا ؟
قلت وانا اضحك وأمسك بأكتافه : نعم ...جدا ، لأبعد حد تتصوره .
قال اوجين : أنا قادر على قتل كل اتباعك واحد تلو الآخر الآن .
قلت وانا أبتسم له : انت ستفعل ، ولكنك ستتوقف لأنك ستخاف مني .
قال اوجين بضحكة ساخرة وهو يمسك بخاصري : لا يمكن ان اصدق ان فتاة بريئة مثلك اصبحت كحال هكذا !!
قلت بعصبية وأنا ابعده عنه : تلك الفتاة يجب ان ترحل لأنه لا يوجد لها مكان عند شخص شيطاني مثلك .
قال بابتسامة : ولكن الفتاة الجديدة تعجبني اكثر .
قلت وأنا احدق به بغضب : اريد قتلك عندما تقول هذا .
قال وهو يحدق بالمكان : ما الذي يمكنني فعله ؟! لا يمكنني قتلك يا نازلي .
قلت وأنا احدق به بصمت غاضب : .....
قال : اشعر بوجود شخص ثالث في هذه الغرفة .
قلت وانا أمسك بالمصباح وأبتسم بخبث : هل تريد اللعب في الظلام يا اوجين ؟
بعدها رميت المصباح في الارض ليكسر المصباح وينتشر الظلام في المكان بشكل مخيف ، حيث سمعت أصوات عراك بدت عنيفة وسط الظلام لاسمع بعدها صوت رومات وهو يصرخ بغضب وسط الظلام ، وكان احد قد هجم عليه وقيده ، سمعت اصوات اخرى من داخل الغرفة وخارجها ولكنني استطع تمييزها ، شعرت بغضب ، لانني كنت اخطط لشيء إخر ويبدو ان احد ما من اتباع اوجين دخل الغرفة وانقذ الوضع ، رايت اوجين وهو يفتح أضواء الغرفة لأرى رومات مقيد وكذلك دجوار بينما رايت نولان وكذلك احد آخر كان يقف أمام رومات المقيد ، حيث رايت اوجين وهو يبتسم ويقول بسخرية : ما الذي كنت تخططين له ؟ للأسف لقد فسدت تماما ، ما الذي يجب فعله ؟؟
ثم اقترب مني وسط صمتي الغاضب وقال : كل شيطانيك مقيدة الآن ، لا احد منهم قد فر من قيدنا ، ما رايك أن تنضمي معهم ؟؟
قلت بغضب : لست ضعيفة فقط بسبب هذا .
ضحك وقال : افعلي شيئا الآن اذا كنت قوية ، اي شيء ...هيا .
قلت بغضب : أعرف أنك تريد ايجاد العناصر .
قال : نعم بالطبع .
قلت وانا احدق برومات الغاضب : سأساعدك في ايجاده مقابل تحرير شياطيني .
قال اوجين وهو يمد يده ليمسك بخصلات شعري المنسدل : رائع ...رائع هذا ما أردت سماعه منك .
قلت : بما انك تملك عنصر وأنا املك آخر بلا يتبقى سوى واحد .
قال اوجين : لتسلميني الكره حتى اثق بأن شياطينك لن يفعلوا شيئا اذا ما حررتهم .
قلت وانا ابتسم بشيء من الغضب : لم يكن هذا اتفاقنا .
قال اوجين : يجب ان تفعلي ما أمليه لك الإن بدون اعتراض لو اردتي ابقاءهم على قيد الحياة .
قلت : لم أخذ الكره معي الى هنا .
قال : لا مشكلة ريان سيذهب لاخذها من منزلك .
قلت : لا يمكن ان يلمس هذه الكرة شيطان .
قال اوجين : اذن سأذهب الى هناك انا معك .
قلت : جيد انا موافقة .
اخذني أوجين الى هناك لأجد نفسي في منزلي الكبير الذي كان أوجين يحدق بكل ركن اركانه ويقول لي : منزلك جميل ....ولكنني افكر بأخذه لي ايضا .
قلت وانا اقف مكاني بصمت منا جعل اوجين يلتفت الي ويحدق بي ويقول : لماذا توقفتي ؟
قلت وانا احدق به : الكره ساهذب لاحضرها لك .
قال : بالطبع .
توجهت نحو غرفتي وأخرجت من داخل حقيبة جلدية كره مشعة وتوجهت بها نحو أوجين الذي أمسك بها وحدق بها بهدوء مخيف وقال : جيد جدا ، هذه الكره ستساعدني ، لنعود الآن لتقييدك مع اقرانك .
قلت بغضب : لم نتفق على هذا .
قال وهو يقترب مني بعصبية : كان عليك ان تكوني قوية اكثر واكثر اقوى مني بكثير لكي تستطيعي زيارتي في القصر .
قلت : أنا استطيع هذا ، ولكنني لا اريد .
قال وهو يحدق بي : لماذا ؟ تتظاهرين الضعف !! ام ماذا !
قلت بابتسامة حزينة : لماذا تريد جمع العناصر ؟ من تريد احياءه من الموتى ؟
قال وهو يقف مكانه بصمت : .......
قلت : توقف عن جشعك ، كانت ستكون اجابتك واضحة وستقولها بدون تردد لو كنت تعرف ما تريده .
قال بغضب : لا شأن لك .
قلت : من تريد لقاءه ؟ من تشتاق اليه ؟
قال وهو يقترب مني بغضب : لدي .
قلت : من ....من هو ؟
قال وهو يحدق بي بعصبية : لا شأن لسبية مثلك في هذا .
قلت بغضب : هل انا الآن سبية يا خائن ؟
قال وهو يبتسم بمكر : اغمضي عيناك فقط .
شعرت بعدها بدوار افقدني وعيي تماما .
( النهاية )

توائم الشيطان الثلاثة _|| The Twins Of Demons||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن