(((((((((الفصل الرابع))))))))))

557 14 0
                                    



~~**أخفضي جناحيكي..**~~

الخميس...
19-7-2007...

فتحت عيني وقمت مفزوعة... جلست أناظر المكان... وتذكرت إني ببيت أبوي... لاحظت لزق جروح على يدي ووجهي إلي لامسته... فجأة إنفتح الباب ودخلت منه شغالة جايبة معها كاس عصير... ابتسمت لي وأشرت على أكل كان محطوط على الكومدينة... هزيت لها راسي وطلعت... كنت محتاجة للأكل والشرب... وحطيت يدي على الصينية... رغم جوعي ما أكلت إلا شوي وحسيت نفسي برجع الأكل إذا أكلت أكثر... تركته وشربت العصير... وأنا أسند نفسي على الوسايد... شو صار لي؟؟ ومن حطني بالسرير؟؟...

قمت من سريري أخذت دوش ولبست جلابية بسيطة... كان الوقت الساعة 7... فتحت الباب ونزلت السلالم... مشيت شوي شوي لأني كنت تعبانة... وقفت عند مدخلها وسمعت أصوات هرج ومرج... أصوات ضحك وسوالف... لاحظت المطبخ فـ رحت له... حصلت الخدامات جالسات يسولفن... عددهن كان 6 ... ثنتين منهن قاموا لما شافوني... إلي كانت جايبة لي العصير جابت لي كرسي أجلس... والثانية جابت شاي بالنعناع...
وهي تقول بإبتسامة حنونة وشفوقة وعيونها تتنقل على وجهي المعفوس: ماما هذا واجد زين...
أبتسمت لها وهزيت راسي... وراحوا لصاحباتهم يكملوا سوالفهم... أما أنا فجلست شاردة أفكر... وما حسيت باليد إلي إنحطت على كتفي... لفيت وجهي وناظرت حرمة كانت تبتسم بكل حزن...
قالت بصوت هادي رغم إني شفت إستغرابها على وجهي: كيفك الخنساء؟؟
هزيت راسي وأنا ألف الشيلة على وجهي ...
وقالت مرة ثانية وهي تحاول تكون طبيعية: أكيد ما تعرفيني... أنا هدى زوجة عمك سيف...
ابتسمت بضعف... وفاجأتني لما تكلمت بلغة الإشارات: أنا أفهمك يا الخنساء... كلميني...
أشرت لها: أنتي تعرفي تتكلمي بهاللغة؟؟
جلست عالكرسي... وابتسمت وقالت بصوت حنون: أيوه... أمي كانت بكماء وصماء لما صار لها حادث هي وأبوي قبل عشرين سنة... توفى أبوي وصارت أمي تعاني هالمرض... بس ربتني أنا وأخوي وتعلمنا لغة الإشارات علشانها وما كأن شيء صار... بس هي توفت قبل سنتين...
أشرت لها: الله يرحمها... ويسكن روحها الجنة...
قالت لي:آمييين.... أكلتي؟؟
هزيت راسي بأيوه... وقالت وهي تحاول تخترق شيلتي وتناظر الكدمات: أبوك خبرنا إنك كنتي عند خالك وطحتي من السلالم... ونقلك للمستشفى وتميتي كم يوم... كنت أريد أزورك بس هو قال إنك عنده...
سكتت شوي... وبعدين رجعت تقول مترددة: الخنساء...؟!
ناظرتها وأنا أفكر كيف أبوي خبر الكل عن الأيام إلي طلعت فيها من البيت لحد اليوم... والله شيء غريب...

قالت وهي تمسح على يدي كأنها شاكة بشيء أكبر من هالسالفة: محتاجة لشي؟؟ تريدي تقولي شيء؟؟ أنا وسيف موجودين...
ابتسمت بألم وهزيت راسي وأشرت لها.. لا... ما ودي بشيء... وطلعت من المطبخ ورحت لغرفتي... فكرت إني لما كنت محتاجة لسند ما احد وقف معي... ولما طاح الفاس بالراس سألوني عن حالي...

* * * * *

الثلاثاء..
24-7-2007 ...

مرت أيام عشت فيها ببيت أبوي... ورغم إهانات زوجة أبوي إلي أسمعها بصورة مستمرة يومياً.. عشت بإرتياح... أخوتي علاء وعماد أستغربوا وجودي ...عيونهم تفضح فضولهم ورغم كذا كانوا حذرين... ولا مرة تقربوا مني... وأما طارق وليلى فأمهم ما تفارقمم ...وترفض وجودي بقربهم حتى ما أأثر عليهم... أما أبوي فكنت ما أشوفه إلا قله... وإذا طاحت عينه بعيني ...أشوف بنظرته شيء ما أعرف أحدده...
ورغم هذا النفور... كان لي غرفتي إلي كانت ملجأي معظم ساعات وقتي... ووجباتي اليومية كنت أكلها مع أهلي بوجود أبوي... وبغيره مكاني فالمطبخ مع الخدم... وهذا إلي كنت أرتاح له... بس بعدين صارت عادتي أكل فالمطبخ بحضور أبوي أو عدمه... كنت أحب أتمشى فالحوش الواسع... ومن بعيد أناظر المسبح وأخواني الصغار يسبحون فيه وضحكاتهم تملي المكان... وكانت إبتسامتي باسمه مرة... وحزينة مرة... وما تجرأت أتقرب منهم فيوم... لأني وبكل أسف أدري إنهم ما راح يفهمون لخرساء غريبة...

((( أحرف مطمورة بين طيات الورق ...))) Where stories live. Discover now