- من المؤسف انه لا يوجد كاهن ليقوم بمراسيم الزواج .

خاصة و انت جاهزة لمناسبة كهذه .

كان تعليقه فيه تهكم آلمها ، لكنها امسكت عن البكاء .

و احتارت بين ان تتهدده او تتوسل اليه و لما رفعت نظرها و رأت سحنته المتحجرة ادركت تفاهة محاولتها . فهمست سائلة :

- ما هي نيتك تجاهي الآن ؟

فقط لو تكف عيناه عن

التطلع فيها بسخرية .

ضحك قليلا ثم تكلم بجد :

- هذا سؤال سخيف يا عزيزتي . نواياي تعرفينها جيدا ... هذه اول مرة تكون نيتي فيها شريفة حقا : اني اريد ان اتزوجك .

كان و هو يتكلم ينظر الى وجهها الجميل و رأسها المنحني و قوامها الرشيق و يديها اللتين كانت تفركهما بعصبية .

- يجب ان تفخري و تشعري بالسعادة لا ان تكوني بائسة حزينة كأن مأساة حلت بك .

و فجأة تحول صوت الغريب الى لهجة فيها شدة وعزم و شيئ من الحدة :

- هل تريدينني ان ارغمك على الابتسام ام انك ستبتسمين طوعا ؟

كان جوابها دموعا تسيل بغزارة :

- ارجوك ، دعني اذهب . اتوسل اليك ، ! ارجعني ، ارجوك ! ارجوك !

أتعيدني الى البيت اذا وعدت ب ... بعدم ابلاغ الش ... شرطة ؟

- هل قمت بهذه العملية الخطرة حتى تأتي انت و تقنعينني بان اعيدك ؟

- الا قلب لك ؟ كنت على وشك الزواج ... و الذهاب الى شهر العسل .

كن رحيما معي و دعني اعود الى الرجل الذي احب .

قالت هذا و يداها مضمومتان و مرفوعتان امام وجهها تتوسلان .

عبثا حاولت .

ظل واقفا غير متأثر بتوسلاتها و كانت عيناه تنظران اليها بلا شفقة و لا تتحركان . تذكرت كيف سحر عينيها في احدى المرات بجاذبية مغناطيسية و جعلها تخضع لارادته .

- تعتقدين انك تحبين ذلك الشاب ، ولكني اؤكد لك عكس ذلك . و ان زواجك سيكون نكبة عليك . انا انقذتك و ستشكرينني يوما على ذلك .

قالت بصوت تخنقه العبرات :

- لن اشكرك ابدا . من اين لك الحق ، انت الغريب ، تتدخل في حياتي ؟

- لن اتدخل في حياتك فقط بل سأتحكم بها ايضا .

صدمها هذا القول . من هو حتى يعين نفسه طاغية على الغير ؟ ثار فيها شعور بالغضب نسيت معه خوفها و بؤسها و أملها الضائع .

- اخرج من هنا و اتركني وحدي ! اخرج و لا تعد مرة اخرى !

و لكنه على العكس مما كانت تأمل ، اقترب منها و تناول يدها .

أريد سجنكWhere stories live. Discover now