الجزء 05

705 6 0
                                    

تلك الليلة المشهودة التي اعطت ابعادا كثيرة لمجريات التحقيق واوضحت الكثير من الغموض الذي لازم مجريات الاحداث ولكم أن تتخيلوا احساس ضابط شرطة يقف عند مسرح جريمة في منطقة مكشوفة ونائية علي شاطئ نهر يشاهد جثة لفتاة في مقتبل العمر ومجهولة الهوية ولايجد أي خيط أو دليل حتي لمعرفة هويتها ناهيك عن كيفية موتها وتزداد الأمور تعقيدا بتقرير الطب الشرعي والذي يكشف ان اسباب الوفاة ليست الغرق وأنما نتيجة لانسداد مجري التنفس نتيجة الخنق إضافة إلي ان القتيلة حامل في شهرها الثاني ، ولاكثر من اسبوع لاجديد يذكر وليس هناك أي ادلة ولكن سرعان ماتتوالي الاحداث عاصفة لتكشف كثيرا منها فيتغير الاحساس من احباط الي احساس بالتفاؤل يدفعك دفعا لبذل مزيدا من الجهد في سبيل الوصول الي الحقيقة الكاملة وما ان اشرقت الشمس معلنة رحيل تلك الليلة المشهودة وجاء صباح مليء بالمشاكل والمصائب ، كنت متعبا للغاية مما ادي لحضوري متأخرا للقسم بحوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا ، فسلمني الرائد شرطة / احمد عبد الوهاب وهو نائبي بالمحلية ظرف مكتوب عليه سري للغاية ، فقلت له اهو احالتي للصالح العام أم نقلي لولاية اخري ، فضحك وقال لي والله سيؤلمك محتواه اكثر مما يؤلمك أي من الخيارين اللذان ذكرتهما ، فتحت الظرف بأيدي مرتجفة بالفعل كان كارثة بمعنى الكلمة ، فقلت له لن انفذ هذه التعليمات الجائرة ولو ادي الي ايقافي عن العمل ، فقال لي انه تحدث مع السيد/ مدير شرطة المحافظة حول الامر رغم انه غضب جدا اﻻ انه قال له دي تعليمات السيد / مدير شرطة الولاية

والله حقو الواحد في اللحظة دي يديكم.................. (يتبع) ما زعلان.

الكارثة هي التعليمات بتسليم محضر التحري بكامل محتوياته لفريق التحري الخاص بادارة شرطة المباحث المركزيه لمواصلة التحريات.

اخذت محضر التحري وذهبت لنيابة الخرطوم شرق وقابلت الاستاذ/ النور حمد وكيل النيابة بمكتبه ورحب بي وقال انت أبن حلال والله كنت اتكلم الآن مع السيد رئيس نيابة الخرطوم شرق وشرحت له جهودكم في بلاغ قتيلة بحر الجريف وعملكم المنظم الدقيق في يومية التحري فقال هل يوجد عمل احترافي لدي الشرطة بالمستوي الذي تحدثني عنه ؟ وانه طلب عرض المحضر عليه ، بس غريبة ماتم عرض المتهم (x) علينا مع محضر التحريات بصباح اليوم وارجو ان لا تقع في خطأ تجاوز فترة الحبس القانونية له فقلت له افرجت عنه بمساء امس وشرحت له كل الاحداث بتلك الليلة المشهودة ، وابلغته بامر التعليمات الصادرة بتسليم ملف الاجراءات للمباحث المركزية لمواصلة التحريات ، فقال لي لا تسلم هذا المحضر لأي جهة كانت وبنص قانون الاجراءات الجنائية التحقيق حق اصيل للنيابة العامة وتمارسه الشرطة بالتفويض ولاتخشي شيئا حتي مدير عام الشرطة او وزير الداخلية ليس لهما سلطة يفرضاها علينا في محاضر التحري ابق المحضر في مكان آمن وإذا سئلت عنه ابلغهم انه بطرفي وواصل عملك ، ومن جانبنا سنرفض تدخلهم في التحقيق وخاصة وأن هنالك اصابع اتهام تشير الي احد منسوبي ادارتهم ، عدت للقسم منشرح الصدر وجدت ضابط برتبه نقيب من المباحث المركزيه ينتظرني يرتدي الزي المدني وقام بتحيتي وجلست علي مكتبي فقال لي حضرنا لاستلام بلاغ القتل وأن شاء الله ما أكثر من ثلاث ايام نحل ليكم الموضوع كامل ضحكت وقلت له أن شاء الله، بس البلاغ ماعندي عند وكيل النيابة فقال لي طيب ارجوك ياسيادتك تمشي ليهو تجيبه منه ، قلت له الافضل ان تذهب بنفسك وعرفه بنفسك واطلب منو البلاغ فانا علاقتي به متوترة وبيننا مشاكل واستأذن للانصراف وخرج ، طلبت كل من النقيب شرطة / عادل أبو عاقلة والملازم شرطة / محمد آدم لمكتبي وكلفتهما بالعمل علي قبض المدعو(E) بهدوء دون ضجة علي ان يتم ايداعه بقسم شرطة سوبا وهو احد اقسام شرطة محليتنا يرأسه الملازم اول شرطة / بهاء الدين ادريس وهو بجوار مستشفي سوبا الجامعي واوكلت لهما مهمة التحقيق معه ، فاجأني النقيب شرطة /أبوعاقله انه عند السادسة صباحا قبض علي المذكور وتحفظ عليه بقسم الجريف غرب وعليه حراسة مشددة من ثلاثة افراد من المباحث وجميعهم داخل حراسة واحدة بتكتيك مسبق ولتشتيت افكار المذكور مع عدم ذكر اي تفاصيل له عن الموضوع وكل فرد منهم يظهر التذمر من الحبس

ولماذا هو بالحراسة وعلي الفور تحركنا ثلاثتنا لقسم الجريف غرب لمقابلة (E) وبدء التحري معه.


يتبع....

قتيلة بحر الجريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن