الجزء 02

828 8 0
                                    



واثناء خروجي من مكتب المدير شاهدني العم المقدم شرطة /ختم عبد النبي فقال لي (ود ام زقدا مالك ياتبيدي يا ولدي من الصباح ماشي وتكلم نفسك وتأشر بيديك زي المجنون المدير ده أصله قال ليك شنو ) قلت له الشغل كتير ياعم ختم فقال لي انت لسة ماشفت حاجة الله يعينك محليتكم دي تجنن الجن ذاته!!

عدت للقسم ولا أعلم كيف يمكن التوصل لخيط يكون بصيص امل لمواصلة التحريات ، الغموض الذي اكتنف وقائع هذه الواقعة جعلني أحس بأن تسجيلها ضد مجهول وقفلها لعدم معرفة الفاعل هو اكبر هزيمة وخذلان لي طيلة فترة خدمتي وستكون نقطة سوداء في سجل سيرتي المهنية ،أين أنا ياوالدي العزيز من الفاروق رضي الله عنه والذي سميتني تيمنا به أن لم اجد هذا القاتل سأكون قد خذلتك يا ابي واهنت هذا الأسم الذي قال صاحبه (والله لوعثرت بغلة بأرض الشام لكنت مسؤول عنها لم لم أسو لها الطريق) شحن ذاتي ومحاسبة النفس للنفس جعلتني افرغ كل طاقتي وجهدي واهتمامي وتركيزي في هذه القضية ، عند نهاية اليوم انصرف الجميع بقيت بمكتبي ، أحتاج للهدوء والتفكير لوضع نقاط انطلق منها وأول ماخطر ببالي أن عمر الفتاة يشير الي انها من المفترض أن تكون في اول سنين دراسة جامعية.

ثانيا : احتمال سكنها بداخلية طالبات وهو مايبرر عدم الشعور بغيابها لدي اهلها ظنا منهم انها بالداخلية خاصة وإن كانت من بنات الاقاليم.

ثالثا: التنسيق مع المباحث المركزية لمدنا بصورة من يومية الحوداث الموحدة لمراجعة بلاغات التبيلغ عن فقدان وغياب الاشخاص عن ذويهم.

رابعا: مراجعة كل الصحف اليومية بدقة عن حالات (خرج ولم يعد ) وقمت بصياغة تقرير كالآتي

التقرير :

١/يكلف ويفرغ النقيب شرطة/ عادل أبو عاقلة بحصر الجامعات الحكومية والخاصة وذلك لحصر الداخليات (سكن الطالبات) بولاية الخرطوم والتركيز علي السكن الواقع بمنطقة الأختصاص وذلك بالاتصال بعمادة شؤون الطلاب بكل جامعة.

٢/ يكلف الملازم شرطة/ بدوي محمد أحمد بمراجعة الصحف اليومية بدقة عن حالات(خرج ولم يعد)

٣/ يكلف الملازم شرطة /محمد آدم بمراجعة يومية الحوداث الموحدة لشرطة السودان للبحث عن حالات التبليغ بفقدان الاشخاص.

٤/تكثيف عمل المباحث والاستعانة بمصادرهم وسؤال العاملين بالكمائن (كمائن الطوب) بالنيل اﻻزرق عن رؤيتهم لاي أشخاص ترددوا علي الشاطئ بيوم الواقعة وهل يمكنهم التعرف عليهم لاحقا.

٥/تحفيز كل شرطي يقوم باحضار معلومات تفيد سير التحقيق.

٦/الاستمرار في تكثيف الدوريات علي منطقة الشاطيء والجروف يوميا صباحا ومساء

بعد قيامي بتلخيص هذه النقاط بدأت احلل بيني وبين نفسي عن الاسباب التي يمكن أن تؤدي لهذه الجريمة وهو تحليل افتراضي فتقرير الطب الشرعي اكد ان الفتاة حامل بشهرها الثاني وغشاء بكارتها تم إزالته قديما حسب ماابلغني سيادة العميد شرطة /عمر جعفر إذن فهي جريمة شرف واغلب جرائم الشرف مرتكبوها هم الأهل فأن كانت جريمة شرف فلن يسعي الاهل للتبليغ عنها ولابد من نشر صورتها بصورة مكثفة عبر وسائل الاعلام ربما تعرف عليها صديقاتها أو جيرانها بمكان السكن وأن كانت فتاة جامعة من الاقاليم ربما ننجح في معرفتها عبر نقاطنا اعلاه أو ربما تعرف ايضا عليها اهلها عبر وسائل الاعلان أذن لابد من إقناع السيد مدير شرطة المحافظة بضرورة الاسراع في نشر صورتها عبر وسائل الاعلان.

خرجت من مكتبي في حوالي الساعة الخامسة مساءا للمنزل ، ومازال تفكيري مستمرا لم يبارح الامر مخيلتي ولا برهة واحدة ، وفي صباح اليوم التالي اجتمعت بالضباط الذين اخترتهم في تقريري اعلاه وتلوت عليهم التقرير واستلم كل منهم مهمته وقلت للنقيب ابوعاقلة مهمتك كبيرة وشاقة فقال لي أنا لها

تحركت نحو رئاسة شرطة المحافظة لاقنع سعادة السيد المدير بالنشر عبر وسائل الاعلام وموقف تحرياتنا وخططنا


يتبع....

قتيلة بحر الجريفWhere stories live. Discover now