5~| مِنطقة اللا مَكان |

Começar do início
                                    

وسرعان ما اشتدت الحرارة بالمكان؛ وبدأ وِسعه شيئاً فشيئاً بالتقلص، إلا أن الفتى لَم يلحظ ذلك ! فهو وكلما تقلص السقف أعلاه كان يتقلص بدوره !، حتى وأخيراً توقفا ليحس الفتى ببعض النسيم؛ عند بابٍ خشبي مزخرف ذو مقبضٍ على شكل برسيم ..

وقبل أن يدخلا، تساءل بعدما زحف التردد لقوله:" ما الذي يوجد خلف الباب؟ " فهو قد بدأ بالفعل يشك من كل هذا الهدوء الذي اخذ ينعم به؛ وبالضبط مع كون إحدى أهم ما استنتج عن هذه البلاد أن وبكل جزءٍ منها تقريباً .. يوجد مُجرم.

-" انظر خلفك " بدلَ ذلك أجابه، ليفعل بعد ثانية تعجب، ازداد مع ما التقطه عينه وقد كان حقاً الأغرب ..

السقف الترابي أعلاه ! وكيف هو يتصاعد ويتصاعد أكثر فأكثر مَع ابتعاده بنظره إلى الما لا نهاية، بل ولا يوجد أي طريقٍ خلفه ! وشبح أشعة يتسلل مِن أعلى، مع لمحه للصخور سبق ومرَّ عليها على احد حَواف هذه الحفرة موضوعة بمكانها عموديا ومثبتة بما بدا أنها قد هَزمت الجاذبية !.. فعلى حِين غرة انطلق صوت الأرنب يقول:" لا تجرب فهم هذا المكان، قد تنتهي بلا عقلٍ لتكمل ما تبقى لكَ من الزمان "

-" ولن أحاول حتى " همس بها لنفسه، ومجددا بدأ بتتبع الذي أكمل فتحَ الباب.

بابٌ ماهي إلا ثواني؛ وأخذهما إلى ما شبهه لوبين وبقوة بالسراب !

فقد كانت مدينةً كاملة من اقل ما يقال عنها مِن خيال، بدءًا مِن أبنيتها الخشبية اللولبية وحتى شعبها الذي تصّنف من إنسٍ إلى حيوانات وأشياء طائرة لكَثرتها لم يعرف ماهيتها ! والجميع؛ مِمن امتلكوا أفواهاً على الأقل، تبلورت وجوههم بابتسامات سعيدة.

لَم يعلّق لوبين على ما يرى بل اخذ يُحلل، فهل هو بقصةٍ ما جديدة لَم تكن سابقاً بمجال معرفته؟ أم هو ببلاد أليس للعجائب التي لَم تقلّ غرابةً عن هذه؟ أو علّها هذه نفسها أرض العجائب التي رُمي إليها ولَم يدري كُنهها للحظة !

بعد ثواني انتبه الفتى، لوجوه الإنس التي كانت بالواقع من صوفٍ أشبه بالدمى !

وكان المنظر كلما تقدما يختلف عما سبق ولاحظا، ما يطير اسوّد وما كان يمشي توقف وكل الأعين على وجهه تركزت، أعينٌ سوداء اقرب منها لأزرار القُمصان، وبسمةٌ مُحاكة وجهت نحوه تماماً مِن كل شخصٍ بهذه المملكة..

-" مُرعب " همس بها، فقد شعر انه قد يتلقى هجوماً بأي وهلة بين الفِينة والأخرى !

-" المظاهر خداعة، لكن إياك والنظر بعيونهم حتى نصل ! "

-" تقول هذا بعد ماذا " همس به وراح يجر عينيه نحو الأرض التي كانت بدورها كلما تقدما تزداد بشاعة، فيتهدم بلاطها الأبيض وينبثق مِن جوفه مع المشي أكثر سائلٌ عفنٌ احمر وشقوقه ديدانٌ زاحفة دعسَ الأرنب على بِضعٍ منها مخلفاً مكانها عُجةً خالطها مزيجٌ وردي اخضرٌ فاحت رائحته الكريهة حتى أنفه ..

أرضُ العجائبOnde histórias criam vida. Descubra agora