كبرياء أنثى الحلقة 30 بقلمي/ منى لطفي

Começar do início
                                    

-حاضر يا حبيبتي مش هجيب سيرة الكلام دا تاني, بس لو ليا عندك معزة علشان خاطري تاكلي معايا.. معلقتين بس يا يارا.

هزت برأسها إيجابا فأبعدها عن صدره ناظرا إليها بابتسامة وأردف وهو يقرب منهما صينية الطعام:

- ياللا يا قلبي مدّي ايدك وسمِّي بالله..

مدت يدا صغيرة لتتناول طعامها فيما كان يراقبها ليلاحظ شرودها التام بينما لم تكن كمية الطعام التي تأكلها تكفي عصفور صغير!, لا ينكر ان القلق يكاد يفتك به.. فمنذ انهيارها في المستشفى وعودتها بعد تشييع جنازة والدتها الى مثواها الأخير وهي تلتزم الصمت التام ولم تذرف دمعة واحده!, هو يخشى من هذا الصمت المطبق الذي تعتمده, حتى عندما قدم المشيّعون لمواساتها كانت كالتائهة ولم تكن تتكلم او تجيب على من يقدم لها واجب العزاء وما زاد من قلقه ان والدته قد أخبرته انهما عندما كانا في قاعة عزاء السيدات الملحقة بمسجد عمر مكرم – حيث أقيم سرادق العزاء - كانت تتعامل بغرابة مع المعزيين, فكانت شاردة على الدوام لا تكاد تنتبه الى أي شيء مما حولها, كانت لا تمد يدها لمصافحة أحد منهم الا عندما تلفت هي انتباهها كما انها كانت تنظر طوال الوقت بغرابة وكأنها منومة مغناطيسيا!, مما جعله يهرع الى الطبيب مستفسرا منه فأكد له ان ما تمر به هو أمر طبيعي فهو ردة فعل الصدمة نتيجة لفراق والدتها ولكنه شدد على عدم تركها بمفردها, والآن هو يدعو الله أن توافق على الانتقال للعيش مع والديه بينما سينتقل هو للسكن في منزل الزوجية الخاص بهما, وذلك لحين مرور وقت كاف تجعلها توافق على إتمام الزواج فهو لن يطمئن له بال حتى تكون تحت ناظريه وبصفة دائمة..

********************

- خالي ادهم انا طلبت من حضرتك اننا نتقابل برّه علشان أفهم ايه حكاية موضوع مهدي ولبنى بالظبط؟, كل اللي مهدي قاله انها متطلقة وعندها ابن وان حضرتك اللي عارف الحكاية كلها لانها حكيت لك انت, ممكن بعد إذنك تعرفني الموضوع بالظبط أصله ايه؟, عشان لما أتكلم مع ماما أبقى فاهمه انا بقول إيه!!...

سكت ادهم قليلا مفكّرا ثم هز برأسه إيجابا وقد اقتنع بوجهة نظر همس ليميل فوق الطاولة التي تفصل بينهما في ذلك الكازينو المطل على النيل وهو يجيب بجدية:

- مع ان المفروض دا مش موضوعي أنا علشان أقوله.. لكن انا هقولك على كل حاجه مع وعد منك ان اللي هقوله دا ما يخرجش برّانا احنا الاتنين..

أومأت همس برأسها بحماس قائلة:

- اكيد يا خالي.. لا أرى, لا أسمع, لا أتكلم..

اطمئن أدهم لوعدها وسرد عليها ما سبق وسمعه من لبنى كاملا حتى إذا انتهى من حديثه نظرت اليه همس معلّقة بحيرة:

- الموضوع صعب فعلا يا خالي.. هنقنع ماما ازاي؟

نظر أدهم الى همس بتركيز زافرا بعمق ثم أجاب بعزم:

كبرياء أنثى (سلسلة نساء متمردات - الجزء 2 ) بقلمي/ منى لطفيOnde as histórias ganham vida. Descobre agora