كبرياء أنثى الحلقة 26 بقلمي/ منى لطفي

ابدأ من البداية
                                    

ما ان سارت شمس خطوتين في طريقها للخروج حتى أوقفتها صرخة قوية باسمها جعلتها تقف في مكانها بينما ارتعدت فرائصها خوفا. فإسلام الذي تراه أمامها اليوم ليس اسلام الذي عاشت معه عمرها بأكمله تقريبا..

سار اسلام حتى وصل اليها ثم مد يده ممسكا بذراعها ليديرها امامه بقوة وهو يهتف بعنف:

- ايه دا يا هانم؟, انت شوفتي ضهرك؟

وقفت امامه محاولة التقاط أنفاسها الهاربة بعد أن فاجئتها صيحته القوية, كتمت ابتسامة خبث كادت تفضحها واعتمدت البرود وهي تجيب محركة كتفيها بلا مبالاة زادت من غضبه المتأجج:

- ماله؟, فيه ايه ضهري في اليوم الغريب دا؟

مال عليها ناظرا في عينيها بقوة وهتف من بين اسنانه المطبقة:

- انت راسمة حنة على ضهرك؟ .

أجابت شمس ببرود وهي تشيح بنظراتها بعيدا:

- آه.. عادي.. العرايس دلوقتي بيرسموا حنة ايش معنى انا يعني؟, ماليش نفس؟!...

جذبها إليه حتى تلامس جسداهما بينما ضربت أنفاسه الساخنة بشرتها الحليبية وقال بحدة وهو ينظر في عينيها وقبضته تزداد شراسة على مرفقيها:

- ارسمي زي ما انت عاوزة.. لكن تطلعي بالشكل دا مرفوض!, وبعدين.. شيلي الكحل اللي على عينيكي دا و..

بتر عبارته ليدس أنفه في تجويف عنقها مستنشقا رائحتها الجذابة بينما ضعفت ساقيها وأوشكت على السقوط من رائحة أنفاسه التي ضربت وجهها وحمدت الله أنه يمسك بها ماذا وإلا لكانت الآن تفترش الأرض تحت قدميه!, طالعته بغرابة محاولة تمالك نفسها وهي تدعو الله في سرها أن يبتعد عنها فلم تعد تستطيع تمثيل عدم المبالاة أكثر من هذا, بحق السماء انه حبيبها وزوجها!, أبعد إسلام رأسه قليلا وقال وهو يحاول الثبات بصعوبة بعد ان تاه في رائحتها الخاصة التي اتحدت مع عطرها لتصنع عبيرا خاصا بها مثيرا للحواس فهتف مزمجرا:

- وبلاش البرفان دا.. ولا اقولك.. استحمي احسن!

كانت عباررته الأخيرة كفيلة بأن تصحو شمس من نشوة اقترابه منها, فقطبت باستهجان وجذبت مرفقها من قبضته بقوة آلمتها ولكنها لم تبالي وقالت له بحدة بالغة:

- انت شارب حاجه؟, برفان ايه اللي استحمى له دا وكحل ايه اللي اشيله؟, انت في باريس.. عارف يعني ايه باريس؟, واللي انا لابساه دا عادي جدا وبيتلبس عندنا في مصر مش هنا؟, وبُص بأه من الآخر.. هدومي وعجباني ومش هغيرها, والبرفان لو ريحته مش عجباك دي مش مشكلتي.. ليك عليا مش هاجي جنبك.. أي اوامر تانية قبل ما ننزل للناس اللي احنا لاطعينهم بئالنا زمان تحت؟!..

لم تفطن شمس لتغير نظراته التي ازداد سوادها ولم يسمع إسلام اكثر من نصف كلامها فكان نظره وجميع حواسه مسلطة على رؤية شفتيها وهى تتكلم وتأوه داخله مرارا للرغبة الحارقة التي تنهش جوفه تدفعه لقطف هاتين الشفتين والارتواء من رحيقهما ليروي ظمأه اليهما ولكنه حاول تمالك نفسه فهو لن يظهر أي ضعف امامها حتى وان تلوت احشائه كمدا وارهقته فهو لن يتنازل وسيجعلها تعلم جيدا ما معنى ان تلهو بمشاعره كما فعلت ؟؟؟ ...

كبرياء أنثى (سلسلة نساء متمردات - الجزء 2 ) بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن