كبرياء أنثى الحلقة 11 بقلمي/ منى لطفي

ابدأ من البداية
                                    

ثم اغلقت الباب ووقفت هنيهة حدثت نفسها قائلة بمرح :

- عروسة ؟ انت عاوز ريما اختي تقتلني ؟!

ثم هزت برأسها يمينا ويسارا وهى تبتسم بمرح قبل ان تسير متجهة الى مكتب عصام لتبشِّره بما تحمله له من انباء سعيدة!..

******************

" مراد ممكن تفهمني انت بئالك ساعه عمال تتكلم كلام انا مش فاهمه ... هسألك لآخر مرة انت عاوز ايه بالظبط ؟"

زفر مراد بعمق ومرر يده في شعره الأبنوسي الناعم قابضا على خصلاته من الخلف ونظر الى عصام وقال :

- عاوزك تفهمني اسلام فيه ايه ! اسلام اخوك معرفش مالو بئالو فترة حاسس انه بيتهرب مني ! فيه حاجه هي ايه معرفش والمفروض انكم توائم واللي اعرفه ان التوائم بيكونو اكتر ناس حاسين ببعض واكيد هو قالك على اللي مضايقه ؟!

نظر اليه عصام وقال بابتسامة صغيرة :

- ما تشغلش بالك بإسلام انت عارفه هو بيختفي كدا لوحده وبيظهر لوحده وعلشان اريحك آه طبعا قال لي على اللي شاغل باله بس للاسف مش هقدر اقوله لحد لانها حاجه خاصة بيه هو مش انا فلَوْ عاوز يقولك عليها يقول هو !!

زفر مراد بضيق وقال :

- يعني انا بئالي ساعه معاك وفي الاخر تقول لي لو عاوز يحكي لك.. يحكي لك هو ؟! ... دا كفاية انك لغاية دلوقتي ما عزمتنيش على حاجه!.. دا ايه البخل دا انت طالع لمين يا بني انت عمى محمود وطنط مها اكرم من الكرم؟!

نظر اليه عصام وقال بتفكه :

- عاوز تفهمني انك سايب شركتكم وجايلي مخصوص علشان تدوق بُن عم رجب ولا اللمون بتاعه مثلا ؟ قول بسرعه ايه تاني شاغلك ومضايقك غير موضوع اسلام اخويا !

هتف مراد باندفاع وضيق كلمة واحده حمَّلها كل ما يجيش في صدره من مشاعر متضاربة بين حزن وغضب و ... حُب ليجيب هاتفا بصوت متهدج :

- همس !!

نظر اليه عصام باستغراب قليل لحرقته التي نطق بها اسمها، ولكنه غير مندهش فهو يعلم تماما ما بين هاذين الشخصين ويستغرب كيف الى الآن لم يُجهز مراد على اسامة خطيب همس ؟

قال عصام بتفاهم :

- مالها همس يا مراد ؟

مراد بيأس:

-هتجنيننَي!!.. مش عاوزة تفهم انها ما ينفعش تكون لحد تاني غيري ! مش قادرة تستوعب اني مش قادر اتخيل حياتي من غيرها ! والغرابة انها بئيت بتتكلم بقوة غريبة همس عمرها ما كانت بتقف قودامي وتتكلم وتتصرف بالثقة دي كلها ..ايه اللي جرى ؟ معقولة اللي اسمه اسامه دا قدر يغيرها بالشكل دا ؟

عصام وهو ينتقل للجلوس بجوار مراد على الاريكة العريضة :

- بص يا مراد همس اللي بتتصرف دلوقتي هي دي شخصية همس الحقيقية واللي كنت مش شايفها ! ايوة ما تستغربش همس الحقيقية مش شخصية خنوعه أبدا اللي تشتغل من وهى لسه في اولى جامعه وتحط أهلها قودام الامر الواقع وخصوصا واحد زي عمي نزار وانت عارف شخصيته عاملة ازاي على أد ما هو حنون ومتفاهم لكن غيور جدا على مراته وبناته وبيخاف عليهم ومش ممكن يسمح لحد فيهم انه يخطي خطوة واحده من غير مشورته .. اللي تقدر انها تعمل كدا عمرها ما تكون شخصية ضعيفة ابدا .. لكن المشكلة انها ابتدت تتنازل عن شخصيتها شوية بشوية علشان ترضيك لكن للأسف انت اخدتها من المسلَّمات زي حق مكتسب ليك ما حاولتش تفهم همس نفسها واتعاملت مع ارتباطكم على اساس انه شيء مفروغ منه لكن لما همس فاقت لنفسها وحسِّيت ان شخصيتها خلاص قربت تتلغي وقفت وهي اللي اجبرتك انك تشوف شخصيتها الحقيقية بالعافية!! الشخصية اللي هيا بردو بإرادتها هي كانت مستعدة تتنازل عنها بكل حب علشانك.. ساعتها انت قلت دي اتغيرت.. لا يا مراد همس ما تغيرتش انت اللي اتغيرت !!

كبرياء أنثى (سلسلة نساء متمردات - الجزء 2 ) بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن