<P>قال الزهر آه</P>
<P>مارغريت روم</P>
<P>روايات عبير القديمة </P>
<P> </P>
<P>الملخص </P>
<P>عندما يتوه الانسان في بحار الظلمات فاقدا بصره , هل يلتمس طريق الحياة معتمدا </P>
<P>على حواسه الاخرى ؟ ام يبحث عن انسان اخر يكون له بمثابة العصا ؟ </P>
<P>الكونت الفرنسي الان تريفيل حين تزوج فلورا الفتاة الانكليزية الرقيقة . هل منحها لقب </P>
<P>كونتيسه كثمن لقيامها بمهمة العينين للجسم ؟ </P>
<P>سولانج الخطيبة السابقة والتي تسببت بوقوع الكارثة هل تشعر بالذنب أم بمزيد من الحقد؟ </P>
<P>وما هو موقفها من فلورا الطيبه التي يعمل لويس ابن عم الكونت على انقاذها من الامها . </P>
<P>فلورا سمعت في زواجها من الكونت الى اسعاده وقررت ان تكون الشمعة التي تنير طريقه . </P>
<P>هل تستطيع الشمس محو ظلام القلب ؟ وهل يكون لعطر الزهور الدور المهم في قيادة الاعمى الى الحب والخلاص ؟ </P>
<P>1-رجل لا يحتمل </P>
<P>الحديقة مسترخية بفعل الحرارة الثقيلة المعتادة كل عام في شهر أغسطس( آب) , الأزهار تحتفظ بعطورها المختلفة في أنتظار هطول المطر الذي يطلق أريجها في كل مكان , وفي هذا الجو الجامد , لا صوت, سوى طنين نحلة ضخمة يدوي في رتابة وضجر ما لبث أن أنتهى بعد فترة قصيرة. </P>
<P>توقت فلورا مينارد لحظات عن تفصيص البازلاء الموضوعة في وعاء أزرق على ركبتيها وراحت تتأمل النحلة , الهدوء شامل , سقطت في مقعدها وأزاحت بيدها خصلة من شعرها كانت متهدلة على عينيها , السلام ! لكن من يرغب به؟ وتبين لها أن حياتها دائما تتبع مسيرة واحدة هادئة , حتى ولا حدث... أرتسمت على شفتيها أبتسامة صغيرة. </P>
<P>يا ترى , ماذا ستكون ردة فعل أبناء رعية والدها القسيس , لو عرفوا أن الفتاة الشابة التي يعتبرونها اليد اليمنى لوالدها , الفتاة الهادئة والمتواضعة , التي أصبحت أمرأة شابة مشرقة, الخالية من العقد, تحلم أن تعيش حياة أكثر أضطرابا , وأن تستطيع الخروج عبر حدود القرية الصغيرة النائمة في منطقة ساسكس , حيث أمضت كل سنوات طفولتها ومراهقتها , وتتعرف الى العالم الواسع من حولها؟ </P>
<P>تحركت والدتها في المقعد المجاور لها , وفتحت عينيها الناعستين في كسل ,وسألت فلورا في ريبة قلقة: </P>
<P>" هل عاد والدك يا حبيبتي؟". </P>
<P>أبتسمت فلورا, فالعاطفة العميقة التي يظهرها ولداها تؤثر فيها دائما وترسخ فيها الأطمئنان , أنهما في سن ناضجة , لكن حبهما لها أقوى مما كان عليه في أيام الصبا , وما زال الأحمرار يداهم والدتها عندما يمدحها زوجها, وبدوره كان والدها يحب الأستماع من زوجته الى كلام المديح , أنه رجل رائع وسكان غيلينغهام محظوظون بقسيسهم الطيب, وكانت فلورا تعرف أن والديها زوجان لطيفان وبريئان , لا يريان الشر في أي مكان , حتى الذين يخطئون في حقهما يلقون منهما كل مساعدة مطلوبة , ولا يجدون أي أدانة من قبلهما لما يمكن أن يفعلوه , وربما لذلك كان الأشخاص المتصلبون يخرجون من الرعية وعلى شفاههم أبتسامة بعرفان الجميل وثقة مجددة لطبيعتهم الأنسانية. </P>