محمد بن عبد الكريم الخطابي 3/2

430 14 8
                                    

العجيب أن تلك الدول لم تكتفي بتقسيم مملكة المغرب الإسلامي فحسب، بل قسمتها بطريقة خبيثة لم تعرفها شعوب الأرض من قبل، بحيث تضمن تفككها بشكل نهائي، فأخذت فرنسا القسم الجنوبي من مملكة المغرب ( موريتانيا ) ثم أخذت إسبانيا القسم الذي يليه في الشمال ( الصحراء الغربية )، ثم مرة أخرى فرنسا إلى الشمال من الصحراء ( وسط المغرب الحالي ) ثم إسبانيا إلى الشمال أيضا في الساحل الشمالي للمغرب ( الريف المغربي )، وبين هذا وذاك احتلت ألمانيا وبريطانيا مدنا هنا وأخرى هناك، وظن الجميع أنهم بذلك أنهوا الوجود الإسلامي في بلاد المغرب الى الأبد، ولكن الشيخ عبد الكريم الخطابي وابنه محمد جزاهما الله كل خير كان لهما رأي آخر، فبدءا بتجميع القبائل المتناحرة على راية الإسلام الواحدة، ومراسلة الخليفة العثماني في عاصمة الخلافة، عندها قتل الإسبان الشيخ المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه الله، وأسروا ابنه الشيخ محمد، ووضعوه في أحد السجون في قمة جبل من جبال المغرب، وبطريقة أسطورية لا توصف، استطاع البطل بن البطل أن يصنع حبلا من قماش فراشه، ليحرر به نفسه من نافذة السجن، ولكن الحبل ولسوء الحظ لم يكن بالطول الكافي ليصل بالخطابي من قمة الجبل إلى الأرض، ليقفز بطلنا من إرتفاع شاهق على الصخور الصماء، لتكسر بذلك ساقيه ويغمى عليه من شدة الصدمة، قبل أن تكتشف سلطات السجن أمره وتعيده إلى السجن.

وبعد حين من الأسر خرج الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي من السجن ليكون من رجال قبائل الريف المغربي جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل فقط، مبتكرا بذلك فنا جديدا من فنون القتال العسكري كان هو أول من استخدمه في تاريخ الحروب تحت اسم ( حرب العصابات )، وقد استخدم كل ثوار العالم بعد ذلك هذا الفن العسكري القائم على فنون المباغته والكر والفر.
ثم ابتكر الأمير محمد وكانت آخر في المقاومة اعترف العين الفيتنامي ( هوشيمنه ) أنه اقتبسه من الأمير الخطابي في قتال الفيتناميين للأمريكيين بعد ذلك بسنوات، هذا النظام هو نظام حفر الخنادق الممتدة تحت الأرض حتى ثكنات الهدوء وبذلك استطاع هذا البطل الإسلامي تلقين الجيش الإسباني درسا جديدا في كل يوم من أيام القتال. ولما تضاعفت خسائر الإسبان في الريف الإسلامي قام ملك إسبانيا ( ألفونسو الثالث ) عشر بإرسال جيش كامل من مدريد تحت قيادة صديقه الجنرال ( سلفستري )، والتقى الجمعان في معركة ( أنوال ) الخالدة، جيش إسباني منظم مكون من 60 ألف جندي مع طائراتهم ودباباتهم مقابل 3 آلاف جندي مسلم يحملون بنادق بدائية فقط، ولكن هذان خصمان اختصموا في ربهم، فئة تقاتل في سبيل الله، وأخرى تقاتل في سبيل الأرض والصليب، فكان حقا على الله نصر المؤمنين، وفعلا انتصر الثلاثة آلاف مجاهد تحت قيادة الأسطورة الخطابية على جيش كامل من 60ألف مقاتل صليبي، وقتل المسلمون 18 ألف إسباني، وأسروا عشرات الآلاف من الغزاة، ولم يسلم من الهلاك والأسر إلا 600 جندي إسباني هروبوا إلى إسبانيا كالكلاب الفزعة، ليقصوا أهوال ما رأوا في الريف المغربي على ملكهم، ليأسس الأمير الخطابي بعد ذلك ( إمارة الريف الإسلامية ) في شمال المغرب الإسلامي، وخلال 5 أعوام من إمارته قام الخطابي بتعليم الناس الدين الإسلامي الصحيح الخالي من الشعوذة والدروشة، ثم قام لإرسال البعثات العلمية لدول العالم، وتوحيد صفوف القبائل المتناحرة تحت راية الإسلام........
وكما هو متوقع بعد كل صحوة إسلامية..... اجتمعت دول الصليب مرة أخرى ( وهي التي لا تجتمع إلا في قتال المسلمين! )، بعد أن أحست بخطر الدول الإسلامية الوليدة التي لو بقيت لغيرت مسار التاريخ، فكونوا تحالفا من نصف مليون جندي أوروبي بدباباتهم وطائراتهم وبوارجهم الحربية، ليحاربوا به 20 ألف مجاهد فقط، فكانت المفاجأة الكبرى! لقد انتصر المجاهدون تحت قيادة الأمير المجاهد محمد ابن عبد الكريم الخطابي في جميع الجولات التي خاضوها، فأوقعوا الخسائر تلو الخسائر في صفوف الغزاة، مما اضطر جيوش أوروبا المتحالفة أن تشتري ذمم بعض شيوخ الطرق الصوفية المبتدعة، فقام هؤلاء الخونة بقتل الأمير الخطابي الذي كان يحارب من قبل البدع الصوفية من الرقص والدروشة وٱقامة الموالد التي لم ينزل الله بها من سلطان، فأصدروا فتوى تحرم القتال مع الخطابي، قبل أن تقوم طائرات فرنسا وإسبانيا بإلقاء الأسلحة الكيميائية والغازات السامة على المدنيين، في نفس الوقت الذي حاصر فيه الأسطول الإنجليزي سواحل المغرب، لقاتل الخطابي أمم الأرض مجتمعة من خونة وصليبيين.......
_____________________
ستوووب
غدا التكملة بإذن الله
فوت+كومنت

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 30, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ Where stories live. Discover now