أغمضت عيناها بتعب الساعة الأن 10:00 مساءً ، لم تجد الشقة المناسبة بعد ، أصبحت أصابعها الصغيرة تمسح على معدتها المنتفخة جزئياً برفق

قررت الإبتعاد عن لندن فهي لا تريد رؤية هاري حتى و لو عن طريق الصدفة البحتة ، أخذت نفساً عميق و أمسكت بباب المبنى تدعو داخلياً أن تكون هناك شقة فارغة

* * *

بعد مرور خمسة أشهر

أشعلت المروحة و قامت بالوقوف أمامها تلتقط أنفاسها ، معدتها أصبحت منتفخة بشكل متوسط ، لا تنكر كمية التعب و الإرهاق و لكن هي تفعل ذلك من أجل طفلتها ، أصبحت تعمل في مخبز صغير يبعد القليل عن منزلها ، لم تفلح أن تكون نادلة أو حتى تقف خلف الكاشير نظراً لأنها صَمّاء و المدير لا يريد مشاكل و هي أيضاً

عوضاً عن ذلك أصبحت تعد المعجنات و الطلبات التي يطلبها الزبائن و تسلمها للنادل

- ماريآن المدير يريدك لأخذ يوميتك

أومئت لإيلاجا زميلها في العمل ، لتأخذ خطوات صغيرة تتجه إلى مكتب المدير لتأخذ يوميتها ليقول المدير

- اليوم هو دورك في تنظيف المخبز و إغلاقه

- حسناً سيدي

* * *

أخذت نفساً طويلاً لتقوم بتعليق معطفها و تتجه بخطوات كسولة إلى غرفتها لتفتح خزانتها الصغيرة و تخرج تلك العلبة الصغيرة، قامت بإغلاق باب الخزانة لتجلس على ركبتها ، قامت بوضع جزء من المال بداخله و هي تمسح بيدها اليسرى على معدتها المنتفخة و تهمس 

- تبقى القليل فقط عزيزتي لأكمل تكاليف ولادتك

أغلقت الصندوق و أصبحت تمسح على معدتها برفق ، تنهدت بقوة بينما تلألأت عيناها بالدموع عندما توجه نظرها على خاتم زواجها الذي لم تنزعه

أقنعت نفسها بأنها ترتديه لتظهر للجميع أنها ليست عاهرة ، و أن طفلتها ليست غلطة كما تزعم بعض النفوس المريضة

أطلقت العنان لدموعها الماسية فهي لم تعد تقدر على حبسهم بعد الأن ، لا تنكر أنها أحبته و أنها توهم نفسها أنها في كابوس سوف تستيقظ منه قريباً و لكنها يجب أن تتعايش معه إلى أن يحين موعد إستيقاظها

صَمّاء |H.S|Where stories live. Discover now