على ضفاف الراين ..النهاية ♡

525 11 1
                                    


إنتهى كل شيء ، لم يبق امامها غير إغلاق حقيبة ملابسها وإنتظار سيارة الجرة ، خلال ساعات قليلة ستكون في فيينا ، لكن الفكرة لم تثرها ، بل وإعتقدت أن الناس هم مبعث الفرح والحزن وليس الأماكن ، جلست على حافة الكرسي المجاور للنافذة ، كانت عيناها ثقيلتين مستسلمتين لما سيأتي بعد التخلص من ثورة الروح والعاطفة ، إلا أنها ما زالت تشعر بالحزن والأسف اللامجديين وإستسلمت للأحساس بأنها ستحتاج وقتا طويلا للتخلص من ذكريات الأيام الأخيرة ، لو انها لم ترتبط في ذهنها بمرأى جوردان بلاك لآخر مرة في المدفن ، حيث نظر اليها مرة واحدة ، نظرة غريبة ، منعزلة وباردة ، ثم إنصرف بصحبة رجل لا تعرفه ، جاء ليعزي بوفاة هوارد دوريل وتساءلت بمرارة إذا كان إحساسه بالسف حقيقيا ، تحت ذلك القناع البارد.
نهضت بقلق ونظرت الى ساعتها وحاولت إجبار نفسها على التفكير برحلتها ، أرسلت برقية الى امها بعد سماعها الخبر مباشرة ، لكن والدتها كانت في زيارة بعض الأصدقاء والى ان عادت وإستلمت البرقية كان الوقت متأخر لحضور مراسيم الدفن واتصلت بجيردا هاتفيا مساء اليوم ذاته وهي في حالة يرثى لها من الحزن ، اتفقت مع جيردا على السفر مباشرة للبقاء الى جانبها .
تفهم ميرك مشاعرها وإكتفى بالقول:
" إذهبي ، أنت بحاجة الى الراحة".
ولم تخبره عن رغبتها في الرحيل الدائم ، بل فهم ذلك تلقائيا.
كان من الغريب كيف قسمت الحياة نفسها الى أجزاء منفصلة : الطفولة والمدرسة والبيت ونهايتها المؤسفة بفقدان والدها ، ثم بحثها عن العمل وتطلعات المراهقة ومواجهتها لأول ازمة في حياتها وقبل إغلاقها باب تلك الفترة ، لقاؤها ببليز .... ربما كانت والدتها محقة ، ربما حان الوقت لعودتها الى البيت ولكن اين البيت؟
وبدات تتفقد حقيبتها : الجواز ، بطاقة السفر ، العملة الأجنبية والنقود في محفظتها لدفع اجرة التاكسي ....... وإنتابها الإحساس بنفاد الصبر والرغبة في المغامرة باسرع وقت، وإذ سمعت قرعا على الباب حملت كل شيء وألقت نظرة اخيرة حولها قبل أن تتوجه نحوالباب.
وإرتسمت في ذهنها صورة سائق التاكسي ، وهي تحاول فتح الباب ، واعاق حركتها وجود الحقيبة فدفعتها قليلا واخيرا نجحت وإمتدت يد اليها:
" يمكنك إعادة الحقيبة الى مكانها".
وكان تاثير المفاجأة كبيرا الى حد انها أطاعت الأمر بلا تردد وسقطت الحقيبة على الرض.
تناول جوردان بلاك الحقيبة ودخل الشقة بعد أن اغلق الباب خلفهما,وواجهها قائلا:
" من الفضل لو تجلسين ، غذ يبد أنني اصبتك بصدمة".
" انا، انا.........".
ولم يطعها صوتها ، بل بقي لسانها ملتصقا بلثتها ونجحت أخيرا في نطق إعذارها المتكسرة:
" لكنني لا استطيع ........ إذ علي الرحيل بعد فترة قصيرة ، إنني ذاهبة الى النمسا".
وتخلّصت من آثار الصدمة ، وواصلت حديثها :
" إنني ذاهبة للبقاء مع أمي وستصل سيارة الجرة في أي لحظة ، ووقت الطيرا ن....".
" اعرف ذلك".
وسحب حقيبة يدها وحقيبة السفر من كتفها ووضعهما جانبا.
" إذا كنت محظوظة فستصلين في الوقت المحدد للطيران ، إما إذا تأخرت ففي أستطاعتك السفر بعد ذلك وساقوم بما يجب".
" لكنك لا تستطيع ، ووالدتي ستقلق لأنها تتوقع وصولي.......".
"قلت ساقوم بالضروري ، لدي ما أود الحديث عنه ، وإذا لم نتحدث الآن ، فلن نفعل ذلك ال الأبد ، ارج وان تجلسي ولا تجادليني".
خطت نحو الكنبة ، لكنها بقيت واقفة حين سمعت جرس الباب يقرع ، فاسرع معيقا حركتها وذهب بنفسه يطلب من السائق الإنصراف.
" كانت تلك سيارة الأجرة وسأ....".
" سمعتك وفهمت ما قلت ، والان انا بحاجة الى بعض الشراب".
أشارت بيدها الى الخانة الصغيرة في المطبخ ، بينما جلست على الكنبة محاولة السيطرة على إرتعاش ساقيها.
" لا افهم ما يجري ، ماذا تريد مني؟ الم يكفك ما فعلت ؟ لماذا جئت الى هنا؟".
وراقبته حين عاد حاملا بيده كأسه ، جلس الى جوارها وإستدار يتفحص وجهها ن ولاحظ وضوح الظلال السوداء تحت عينيها.
" لا تنظري إليّ هكذا ، كما لو أنني .... لماذا لم تخبريني الحقيقة منذ سنوات ؟ لم تركتني مقتنعا برايي تلك الفترة كلها ؟........كان في إمكاني قتل شخص ما ..... كم كنت مخطئا ، طوال الوقت ، وبقيت أنت صامتة بسبب سلوك طفل اناني وصبي أحمق ترك فتاة بريئة تعاني إرضاء لغروره ورغباته ، الا تفهمين ؟ لم أستطع تركك ترحلين دون ان أعتذر اليك ، دون محاولة إعادة المياه الى مجاريها ، حاولت أن أجدك طوال الأيام الماضية ، إتصلت بك عدة مرات يوم السبت ثم جئت بنفسي يوم الأحد ، وكدت أجن لأنك لم تكوني موجودة ، ثم رايتك عند حضوري مراسم الدفن ولم اتحدث اليك مخافة جرحك تلك الآونة وفضّلت ان أترك لك بعض الوقت لتستعيدي قواك ، ثم ذهبت جينغفوردز وسمعت هناك بأنك ستغادرين لبلد ، فلم أستطع إنتظار عودتك ، هذا إذا عدت ، نعم ، إنني اعرف كل شيء الآن ولا اعرف ما الذي ساقوله بإستثناء إنني ىسف".
وبدا وكأن كلماته صادرة من مكان بعيد ، ثم اضاف ببطء:
" نعم ، اعرف الان انك لم تكوني مع ستيوارت في السيارة أثناء الحادث ، وأعرف لماذا".
" هل أخبرك ستيوارت؟".
" كلا ، أخبرتني سوزان ".
" سوزان ؟ ولكن متى علمت ، لم يكن من المفروض...........".
"كلا ، اخبرتني قبل الزواج بدقائق ، لم تعرف فيما حدث إلا بعد ان أخبرها ستيوارت ، وإرتبكت حينئذ الى حد انها رغبت بإخباري ، وما زلت بحاجة الى معرفة بعض التفاصيل : لماذا حدث المر بالدرجة الأولى ؟ ولماذا كان خداعي ضروريا ؟ لماذا اراد ستيوارت الكذب وقبلت انت كذبته؟".
تنهدت ونظرت الى يديها ، وإذ أزيل عن كاهلها الأحساس بالذنب شعرت براحة عجيبة تنتابها ، ربما وصلت الى مرحلة لم يؤثر فيها اللم ، ربما خلّصها موت هوارد من مشاعر تملكتها فترة طويلة ، ولم ترغب في العودة الى التفاصيل القديمة إذ يكفيها الان ، معرفته الحقيقة.
قال :
" اعرف أن سوزان كانت تقود السيارة ، وأنها كانت في الخامسة عشرة من عمرها وأنها لم تكن حائزة على إجازة على إجازة للقيادة وانها اصيبت بالرعب ، افهم ذلك ، كما استطيع تخيّل رد فعل والدها ، فيما لو تدخّل رجال الشرطة في المسألة ، ولكن لماذا سمح لها ستيوارت بقيادة السيارة بالدرجة الأولى ؟كان يعرف أنها دون سن البلوغ وليس لديها إجازة ولا تجيد القيادة ، لا بد أنه كان مخرقا".
" كانا قد غادرا إحدى الحفلات لتوهما ، وكان الطريق هادئا وتوسلت اليه ان يدعها تجرب القيادة ، كانت سوزان مغرمة به حتى في ذلك الحين وإستحوذت على إهتمامه ، كانت صغيرة جدا ومدللة ، لأنها الطفلة الوحيدة في العائلة ، غذ تزوج هيوبرت في سن متقدمة ، ووفّر لها كل شيء ولم يمنعها من تحقيق أي شيء رغبت فيه ، فكيف تتوقع منها التغير بسرعة ؟ غلا أن ستيوارت لم يشجعها ، لمتكن له علاقة خاصة بها........ كانت طفلة اثارت إعجابه اكثر من أي شيء آخر".
" بإمكان أي انثى شابة وجميلة أن تثير إعجاب ستيوارت ولكنني لا افهم حتى الآن لم تركها يقود السيارة؟".
" لا أظن ستيوارت نفسه يفهم ذلك".
" أعني إخفاءه المتعمد للحقيقة عني".
" كان خائفا وكان مجروحا".
قالت بهدوء:
" نعم ، إلا أنه لا يزال خطأه اساسا".
ولم تلن ملامح وجه جوردان القاسية فتنهدت جيردا ، لو أن جوردان قادر على نسيان ما حدث وما فائدة التذكر الآن ، وإذا كانت هي قادرة على غفران خطأ ستيوارت وكذبته فلماذا لا يستطيع جوردان تناسي كبريائه المجروحة والمه بسبب كذبة أخيه ؟ أخذت نفسا عميقا وإستدارت الى الجهة الأخرى ، إذا كانت مقتنعة بان ستيوارت دفع ثمن خطاياه كاملا.
" اراد حماية سوزان ، وكان مغمى عليه في المستشفى ولم يعرف ما الذي قاله".
" بل كان يعرف جيدا ، إذ كان أول شيء تلفّظ به : اين هي ؟ هل هي بخير؟ وهكذا علمنا بوجود شخص ىخر معه في السيارة ، وقت الحادث ، إذ ظننا في البداية ، انه كان وحده ، ولكن حين سألته عن هوية الشخص الاخر ، بدأ يتذكر ثم تظاهر بالحيرة والتلعثم وقال بأنه كان وحده ، حينئذ إستدعاني الطبيب ثم البوليس وسمعت تصريح سائق الدراجة النارية عن رؤيته لفتاة تهرب من مكان احادث ، وبالتأكيد كان المكان مظلما ولم يستطع السائق التأكد بأنها خرجت من السيارة / وغذ عدت لرؤية ستيوارت طلبت منه إخبارنا الحقيقة وإذا ما كانت هناك فتاة الى جانبه عند وقوع الحادث ، إذ ربما كانت تعاني من صدمة الحادث وهربت الى مكان ما ، لكنه خاف ثانية ، وكان إسمك اول ما تبادر الى ذهني ، وإذ ذكرت إسمك إكتفى ستيوارت بإدارة وجهه جانبا ، الم أكن محقا في تصديقه ؟ الم تكوني خطيبته ؟ ثم أكّدت أنت ما حدث ، لماذا؟".
" لا أدري ، ربما لنني شعرت بالذنب ، لا ادري إذا كان ستيوارت اخبرك ، لكنه عرض عليّ الزواج قبل الحادث بأسبوع ، وتألم كثيرا حين رفضت ، ثم علم أنني لم احبه وهكذا واصل اللتقاء بفتيات أخريات وكنت ...... حين جئت للبحث عني تلك الليلة ، كنت في البيت طوال الوقت ، وصل بليز قبل وصولك بنصف ساعة ، لو أختلفت الأمور ، لو كنا خارج المنزل مثلا لحظة وصولك لما صدّقت ستيوارت ..........".
وترددت فجلس جوردان الى جانبها محدّقا في وجهها بعينين متعبتين .
" لو لم أكن متطرفا لأدركت أن صدمتك كانت حقيقية ، ولكنني تقبلت فكرة وجودك اثناء الحادث وهربك ، وبدا لي وجهك الشاحب تعبيرا عن الذنب ، وإذ بدأت إخبار بليز بألا يقلق وأنك ستصحبينني لزيارة ستيوارت ، ايقنت بصواب فكرتي وظننت بانك تحاولين إخفاء الحقيقة عن بليز أيضا".
" لم أرغب بإثارة قلقه ، وكان هذا احد الأسباب الداعية لمرافقتي إياك فورا ، ولكن حين بدأت الحديث عن شاهد رىني اهرب مرتدية فستانا أبيض......".
" وكنت انت مرتدية فستانا ابيض تلك الليلة ".
أومأت براسها إيجابا:
" شعرت بالخوف ثم حين رايت ستيوارت شعرت بالسف الى حد أنني رغبت بالبكاء ، هل تذكر أنه أمسك بيدي وطلب منك الإبتعاد ؟ ولم ترغب انت بذلك، لكنك رضخت أخيرا ، فاخبرني حينئذ عن سوزان ، كان مرعوبا ، لم يعرف ماذا حدث لها ، وكل ما فكّر فيه هو إحتمال إثارة الفضيحة ونتائج ذلك إذا ما عرف رجال الشرطة هويتها ، وطلب مني البحث عنها والإطمئنان عليها وإخبارها بأن تلزم الصمت وانه سيقسم أمام رجال الشرطة بانه كان وحده اثناء الحادث ، وهمس بأنها ستعاني جحيما لا نهاية له لو علم والدها أوعلمت أنت ، ثم اخبرني عن الشاهد وكيف بلغك بأنني كنت معه".
وأطلق جوردان تنهيدة غاضبة ، فأحنت راسها بإستسلام:
" توجب عليّ ذلك ، نظر اليّ بعجز وكان مريضا ثم قال لي بأن ما حدث كان بسبب خطأ ، ولحسن الحظ لم تقتل سوزان ، ولم أستطع تركه وحده ، لذلك دفعتك للإعتقاد بانني كنت معه وأنني ركضت لإستدعاء النجدة ، وكنت واثقة بأن هذا ما فعلته سوزان ، ثم بعد ان اخذتني الى المنزل وبعد المشهد العاصف بينا ، إتصلت بسوزان في بيتها ، طلبت منها البقاء هادئة ونقلت اليها ما قاله ستيوارت ، إلا أنني كنت مرعوبة ما فيه الكفاية حينئذ".
" توهمت بأنه يرغب بحمايتك ولم أظن بانك تستحقين ذلك ، وحتى ذلك الوقت لم يخبرني بأنك رفضت الزواج منه ، لذلك قبلت وواصلت أنت صمتك".
نهض وخطا خطوات مسرعة في الغرفة ثم إستدار قائلا:
" لا بد أنني آلمتك كثيرا".
" كنت محقا في سلوكك لأنك لم تعرف الحقيقة ، إلا ان كل شيء انتهى الان وما أرغب فيه هو النسيان".
" لا استطيع ذلك".
" إنه الشيء الوحيد المتبقي لي ، انا ممتنة لأطلاعك على الحقيقة ، لكن......".
" هل تعرفين لماذا شعرت بالمرارة؟".
" إنه امر طبيعي ، لأنك تحب ستيوارت وتركه الحادث مقعدا ، لوكنت مكانك لتملكني الحساس ذاته".
" إنك متفهمة جدا ، لكن لم يكن ذلك السبب الوحيد".
وأشعل سيجارة لنفسه وتامّل القداحة قبل أن يعيدها الى جيبه.
" لم اتحمل مواجهة الواقع ........ انت".
" أنا؟".
" لم أرغب بتصديق كل شيء ، لم اصدق بانك خدعت رجلين أحدهما اخي ثم كنت مستعدة للتمتع بعلاقتك معي ، وأكثر الأشياء إثارة لمرارتي هو هذا ".
وسحب من جيب سترته مظروفا وضعه الى جانبها متحاشيا في الوقت نفسه النظر الى وجهها.
" من الفضل ان تعديها لتتأكدي من وجودها كاملة".
نظرت الى المظروف وإرتجفت ، إذ عرفت ما الذي ستجده ، وأحست وكأنها اصيبت في قلبها بسكين حادة ولم تستطع التحرك لتناول المظروف.
" عديها , أو هل يجب أن اقوم بذلك بنفسي؟".
وتناولت المظروف وعدّت المحتويات ، إثنتا عشرة صورة مع الفيلم الكامل ، وأحست بالدوار واصبحت حركاتها خرقاء الى حد أن بعض الصور وقعت على الرض كشاهدة إتهام ضدها ، تصلّبت في مكانها ونظرت بعيدا.
" آه ، بحق السماء! يجب الا تخجلي مما ترين ، إنها صور جميلة ، الى حد أنني أرغب ....بحق..... إذا كانت كلها هناك فدعينا.......".
وجمع الصور كلها ووضعها في المظروف بحركات عنيفة وغاضبة ...
" تعالي سآخذك الى المطار".
" كلا ، دع لي الصور ، غذ يكفيني ما جرى لي من المتاعب بسببها ، اعطني غياها وسأتخلص منها...".
" كلا ، سأتلفها بنفسي وهكذا ساتاكد بأنه لن تتاح لأي رجل آخر فرصة رؤيتها".
وإبيض وجهه لشدة الغضب ثم بدأ بتمزق الصور والمظروف:
" والان في مستطاعك حرقها".
ثم حاول جهده إستعادة هدوئه وقال:
" إذا كنت مستعدة...".
دهشت لغضبه وشعرت بالعجز حياله ، فهمست:
" بدا عليك الأهتمام !".
" الاهتمام ؟ نعم ، يهمني المر ، وأهتممت بذلك منذ ثلاث سنوات وتحول إهتمامي الى جحيم حارق لي !".
ومل عنفه الغرفة ، فوقفت الى جوار الحقاب دون ان تجرؤ على الإنحناء لحملها ، ثم أحسّت بإقترابه منها :
" نعم ، احببتك طوال الوقت ، تنحيت جانبا لن أخي كان يحبك ، او هذا ما توهمته ، ثم إكتشفت زواجك برجل آخر ، حتى قبل معرفتي بإنتهاء علاقتك بستيوارت ، والآن اصبحت تعرفين سبب إحساسي بالمرارة ، قد لا يكون لك تعزية كافية للالآم التي عانيتها ولكن قد يهمك أن تعرفي أنني عانيت الكثير والان ، سآخذك الى المطار...".
وتردد صدى صوته في الشقة عدة مرات بعد أن توقف عن الكلام ، واحست بالدوار وإنتظرت عدة دقائق لتستعيد وضوح الرؤية.
" كلا , كلا....... قل ذلك ثانية ، هل كنت أحلم ؟ هل قلت........؟".
" إنك غير مقتنعة بصدقي وإخلاصي وبأنني أكره نفسي قدر ما تكرهينني ؟ ما الذي أستطيع قوله إذن؟".
هزت رأسها:
" كلا ,كرّر ما قلته من قبل ، عن إهتمامك بي لأنني لا اصدق ما قلته عن حبك و........".
ونظر اليها فترة طويلة ولاحظت الألم واضحا في عينيه فتنهدت وتقدمت نحوه بسرعة فوجدت ذراعيه بإنتظارها.
همست في اذنه :
" جوردان....... جوردان.....".
ولم يجبها بل نظر اليها بحب هامسا:
" هل تصدقينني الآن؟".
" نعم ".
" جوردان يجب أن أخبرك ، أحببتك منذ البداية ، لهذا لم أقبل عرض ستيوارت بالزواج ، وتأكدت من الأمر حين كنا سوية قرب الساحل و.....".
"ومع هذا تزوجت رجلا آخر؟".
" اعرف ذلك ، أذ ظننت بأنك لم تهتم بي ، ولم احلم بإسترعاء إنتباهك ، ربما لو أنني كنت أكبر سنا أو اكثر حكمة ....... لا ادري........".
تمت..💎💓

🎉 لقد انتهيت من قراءة "لحظات الجمر " 🎉
"لحظات الجمر "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن