سرّ فيوليت

113K 4K 436
                                    


كل أسرارك سواء شئت أم أبيت لديها طريقتها في الظهور، وغالبًا في أكثرالطرق التي لا تتوقعها..ُكْن مستعدًا!..

«بدأ الامر قبل انتقالي إلى نيويورك، كنت أشعر في ذلك الاسبوع بإرهاق عام في كل جسدي؛ انخفاض في ضغط الدم، وغثيان وقيء، اجتمعت كلها في ذلك الاسبوع تحديدًا، لم يلحظ أحد من عائلتي شيئا فقد كان الجميع مشغولين بأمورهم الخاصة.

وذات يوم اشتد المرض ، منتصف الليل تحديدًا، حاولت مقاومته ولكن من دون جدوى، الجميع كانوا داخل غرفهم نائمين، لم أُبدل ملابسي، أخذت معطفي وخرجت من المنزل، واستقللت أول سيارة أجرة إلى المستشفى.

كانت الشوارع فارغة تمامًا بلا ألوان فشعرت بأن نهايتي اقتربت.

أخيرًا،توقفت السيارة أمام المستشفى وحاولت بصعوبة الوقوف على قدمّي والدخول،وبعد محاولات ساعدني سائق سيارة الاجرةعلى الدخول. بعد دقائق اختفت الالوان والاصوات تمامًا».

توقفت هنا،خرجت شهقاتها رغما عنها وكأنها خائفة أن تتكرر تلك الليلة لذلك تشبثت به وأكملت: «استيقظت بعد مدة، فتحت عينيّ بصعوبة لارى نفسي فوق سرير والمكان مليء بالبياض فأدركت أنني في إحدى غرف المستشفى الكئيبة وبعض الاطباء حول السرير،وهناك أنبوب موصول بيدي،وجسدي منهك تمامًا.

سألني أحد الاطباء ما الذي أشعر به، فلم أستطع الاجابة. مسح على شعري وقال أسوأ جملة سمعتها، ولاتزال حتى الان تتردد داخل رأسي: يؤسفني أن أخبرك، لكن يا آنسة أنت مصابة بالغدة النخامية (1). 

نظرت إليه وتمنيت لوأنه كان كاذبًا،لوكان أي شيء،لكن ألايكون صادقًا.

أغمضت عينّي بأسى،وتجمدت ملامحي،ولم أستطع التصديق.

كم تمنيت أن أموت ولاأسمع تلك الجملة، تلك الجملة التي دّمرت حياتي،قلبي،وحتى مستقبلي.

نظرت إلى النافذة في نهاية الغرفة، كانت الشمس تخرج من خلف الغيوم باستحياء، وكأنها حزينة على حالي».

«في ساعات الصباح الاولى، اجتمع كل أفراد عائلتي حولي في الغرفة،كانت أصواتهم بعيدة جدًا،لم أستطع سماعها وكأنها ذكريات صعب تذكرها، لم أشعر بهم، أو بمن ذهب ومن حضر، كانت عيناي معلقة في السقف دون حركة واحدة، شعرت حينها وكأن حبهم ُنزع من قلبي، حب الجميع، لم أعد أشعر برغبة في قضاء الوقت مع حبيبي،  لانه اختفى بعد أن َعلم بما أصابني، تركني أواجه قدري بمفردي.

 بعد أيام، خرجت من المستشفى وبحوزتي كثير من الادوية، علمت بعد فترة أن أحد أعراض المرض هو «عدم القدرة على الشعور بالحب» 

الوعد القديم - The old promiseOù les histoires vivent. Découvrez maintenant