01

496 38 10
                                    

بين زوبعة أفكاره و الواقع هو تائه ...
أيقظه ذلك الصوت مجدداً
" ألن تخرج لمقابلة زائرك؟ "

حرك جسده النحيل بصعوبة و خرج من الزنزانة ،
أخذ يتبع الشرطي إلى حجرة الإستقبال
التي كان يسمع بها ، فمنذ دخوله السجن
لم يزره أحد.

تركه الشرطي مع الزائر و رحل ، و إذا به
رجل في مقتبل العمر شاحب الوجه أشعث الشعر
متوسط القامة ضخم الجسم على عكس بيكـتون السجين فهو شاب طويل القامة نحيل الجسم بشعر مبعثر و وسيم المظهر.

كان الوضع بينهما يسوده الصمت فإفتتح الرجل
الحديث بإبتسامة مصطنعة :" أهلاً سيد بيكتون لقد حدث و سمعت عنك الكثير "

" يحدث أن تسمع في بلادنا عن القتلة أكثر من السياسيين" أجاب الآخر بعدما أراح ظهره على الكرسي.

مسح الرجل المقابل له مؤخرة رأسه بتوتر ثم قال:
" أنا في الحقيقة كاتب و جئت لزيارتك يا سيد بيكتون لأطلب منك طلب "

إبتسم بيكتون بإستفزاز ثم أردف :
" لا أعرف إن كنت سأستطيع تلبية طلبك يا حضرة الكاتب فأنا كما تعلم أعيش حياة الرفاهية هنا "

" إنه ليس بالشيء الصعب فقط كتابة مذكراتك " رد الكاتب.

تردد بيكتون للحظة و لاكنه وجد في الأمر تسلية بالنسبة له فقرر قبول عرضه .

◆◆◆◆◆◆◆◆◆

بين السماء و قبضان الزنزانة كان يسبح بأفكاره...

تعجبه السماء بجميع حالاتها ، كانت الأمطار عندها
تنهمر بغزارة ، هذا اليوم يفكره بـ 42 يوماً حيث كان يمارس طقوس جنونه و سعادته.

دون أي سابق إنذار شعر نامجون برغبة كبيرة
في كتابة مذكراته ، سحب كرسي طاولته
و أخذ يكتب بشغف و كأنه سيؤلف كتاباً.

++ مرحباً أدعى كـيم نامـجون ألقب بـبيكتون
أبلغ من العمر 22 سنة يطلق الجميع
علي المختل السفاح ، الجميع يجيد إطلاق
الألقاب و الإستهزاء ! في حين أنهم لا يتعبون أنفسهم في التساؤل عن السبب الذي جعلني أصير كذلك!

و لكن الممتع في الأمر تواجد شخص يشعر بالفضول حيال ذلك ؟
أليس كذلك أيها الكاتب؟

هذا الجزء مخصص لک

أما الباقي فهو لقرائك الأعزاء ، أتمنى لهم
أن يستمتعوا.

العاشر من أغسطس من عام 2015

أتذكر هذا اليوم كتذكري لأول يوم لي
في المدرسة.

كنت أخذ بخطى يو هانا و أتتبعها ، في ذلك
اليوم لا أعرف لما كنت أتبعها!
وصولاً إلى ذلك الزقاق الضيق الذي من الأرجح
يؤدي إلى شقتها ، و في بضع لحظات
هطل المطر بغزارة ، هرولت مسرعتا لتصل
إلى شقتها و لكنها لم تصـل...

عند هطول المطر على ضوء القمر عند التاسعة ليلاً ... يبدأ كل شيء.

كانت رائحة الدماء قوية و شهية ، كانت كالسمفونية مع إنبثاق ضوء القمر و دقات ساعة المدينة عند التـاسعة مساءًا.

و بهذا كانت يو هانا أول ضحايا " بيكتجون "
و بيكتجون يعني آخر حروف إسمي + أول حروف إسم الشخصية الثانية التي تترأس جسدي
من بعدي طبعاً .

فأنا الذي يجب أن يتحمل مسؤولية أفعال بيكتون بعد الساعة التاسعة من كل عملية يقوم بها .

أطلق على القتل مجرد عملية عابرة
لأنها بنظري عملية فمصطلح القتل أو الإجرام
يطلقه الإدعاء و الشرطة و فئة من النـاس
سادة السلم الذين يؤيدون العدالـة!
و يتظاهرون للمطالبة بمعاقبة المجرمين!

أي عدالة هذه و أي سلم؟

يسكتون عن ظلم الضعفاء و عديمي السلطة و يطالبون بالسجن من أقام العدالة على الوجه
الصحيح! أجل هكذا هي الإنسانية
و ستبقى هكذا .

كنت أنظف خلفه ، و لا أترك أي دليل
كان ذلك لا يستغرق مني إلا 10 دقائق.

و أقف عند مقدمة الشارع أنتظر سيارة الإسعاف
فـ يو هانا لم تمت عندها ، فقد إتصلت بهم
عند التـاسعة و دقيقة أردت أن أمنحها
الفرصة التي لم تمنحها لنا في
ذلك اليوم ...

مرة بالفعل 30 دقيقة و لم يأتي أحد
عندها كان علي الإعتذار لـ يو هانا
فهم من إختاروا مصيرها و لست أنا.

| زنزانة بيكتون | نامجون Where stories live. Discover now