حكايات عالمية

الصديق الوفي#2

ذات ليلة ،وبينما كانت البطة تعلم صغارها السباحة،أخذ فأر الماء يحدثها عن قيمة الصداقة والوفاء للأصدقاء... وسمع طائر ما يقوله الفأر ،فقرر أن يحكي لهم قصة عن الصداقة ،وأخذ يروي قصة عامر الذي كان يعيش من بيع الزهور والفواكه...

كان لعامر صديق اسمه سامر،وكان طحاناً غنياً،كان سامر يأخذ الزهور والفواكه من حديقة عامر ولا يعطيه ثمنها،رغم أنه كان يمتلك حظيرة مليئة بالحيوانات .. ولم يكن عامر يرى ذلك غريبا ،بل كان يحب أن يستمع إلى صديقه وهو يتحدث عن التعاون بين الأصدقاء... وفي الشتاء كان عامر لا يجد ما يبيعه فكان يعاني من الجوع والبرد،ولم يكن سامر يزوره في الشتاء أو يدعوه إلى بيته كي لا يحسده على ثرائه،وفي الربيع ذهب سامر ليزور صديقه عامر،وعندما علم أن عامر باع عربته ليشتري طعاماً ،وعده بأن يعطيه عربته القديمة...

وطلب سامر مقابل تلك العربة القديمة أن يملأ له عامر سلته بالزهور ،فكر عامر في النقود التي يمكن أن يحصل عليها إذا باع تلك الزهور، لكنه لم يستطع أن يرفض طلب صديقه... وبعد فترة عاد سامر ومعه جَوَال ٌمن القمح،وطلب من عامر أن يحمله له إلى السوق ،قائلاً بثقة: هذه هي الصداقة....

ورغم أن عامر كان منشغلاً فإنه لم يرفض طلب صديقه... عاد عامر من السوق متعباً جداً حتى إنه نام على الفور... .. وفي الصباح جاء سامر ليأخذ ثمن القمح ووبخَ عامر لأنه وجده نائما،ثم طلب منه أن يصلح سقف بيته،ولم يرفض عامر ذلك أيضاً،وظل الطحان يطلب من عامر خدمة تلو الأخرى إنه لم يعد يهتم بزهوره،لكنه كان يرى أن الصداقة أهم من كل ذلك... وفي ليلة عاصفة طلب الطحان من عامر أن يأتي بالطبيب إلى بيته لعلاج ابنه ،طلب عامر من صديقه مصباحه ليسير به في الظلام،لكنه رفض ذلك... اضطر عامر أن يسير في الظلام والأمطار حتى وصل إلى بيت الطبيب،ذهب الطبيب على حصانه يتبعه عامر على قدميه ،فضلَّ الطريق وسقط في حفرة عميقة وغرق فيها... وعندما علم الطحان بما حدث لعامر لم يفكر سوى في أنه كان سيعطي عربته لشخص لم يعد يحتاج إليه .

قال العصفور الصغير:

-إن الصداقة مهمة جداً،لكن الأهم هو من تصادق
_______________________________________________________
لا تنسوا:
تسعدني متابعاتكم وتعليقاتكم وتصويتاتكم لي فلا تنسوها من قائمة أعمالكم في الواتباد
^_^