« أَلفُ أُربعمِئة وَ سِتون. »

9.5K 408 256
                                    

•••

1• ‹ حِينمَا وَصلتُ إلى هُناكَ، وَجدتُكَ مُتَأرجح بِحبلٍ يَلتفُ حَولَ عُنقكَ يَمتدُ لِلسقف.

2• ‹ قَرأتُ رِسالتَكَ دُميَتي، قَرأتُها بَعد رَحيلكَ بِخمسُون دَقيقة. وَصلتُ مُتأخرِاً جِداً لِأنّي لَم أَستطِع القِيادة بِشكلٍ جَيّد.

31• ‹ هَل مِنَ الطّبيِعي أَرآكَ أَسفَلِي بَينمَا أَكتبُ لَكَ تِلكَ الرّسَالة..؟

40• ‹ كِيڤين أَخبرنِي اليَومَ أنّي بِحاجةٍ للذّهابِ لطبيبٍ نَفسيّ؛ لأنَّ رَحيلُكَ جَعلني لَعيناً بِرأيِه. لِمَ لا يُصدّقُ أنّي أَرآك..؟

55• ‹ حِينَما ذَهبتُ لِأضعَ الرّسالةَ السّابقةَ فِي الصُندوقِ المَصنوعِ مِن خَشبِ الزّان الّذي تُفضلهُ قُربَ قَبرك، وَجدتُ امْرأة فِي عِقدها الخَامِس، لَقد صَفعتنِي، وَ بَعدها سَحبَتني فِي عِناقٍ طَويل وَ هِي تُبللُ الكِنزة الصُوفيّة الّتي حِكتَها لِي فِي عِيد مِيلادي الثّامنَ وَ الثّلاثُون بِدمُوعِها. كَانت تُشبِهُك.

69• ‹ اليَومُ رَأيتُكَ عَاري عَلى الفِراش، كَم كُنت مُشعّاً. اقتَربتُ مِنك، اعتَليتُك، انْهلتُ عَلى جَسدكَ المُقدّس بِقُبلاتِي، أَلثُمُ مِن رَحيق جِلدكَ الشّافِي. كِيڤين صَفعَني! لَقد كُنتُ أَحتضنُ فِرآشكَ الأَرضِي، لَقد كُنتُ أَبكِ بِصوتٍ مُخِيف.

78• ‹ حَلمتُ بِك. كُنتَ تُخبِرنِي أنّك بانتِظاري، لَقد قَبّلتَني، بِكيتَ وَ أَنتَ تَجلسُ أَسفَلِى، حَشرتَ جَسدكَ بَينَ سَاقَاي، أَرخَيتَ وَجنَتكَ اليُمنى عِلى فَخذِي الأَيسَر، شَهقاتُكَ كَانت تُؤلم قَلبِي كَما دَوماً تَفعَل، حَاولتُ تَهدأَتَكَ. أنا وَحيدٌ بِدونكَ سَيّدي. هَذهِ آخر جُملةٍ سَمعتُها مِنكَ قَبل استِقَاظِي.

88• ‹ فَقدتُ الشّعورَ بِساقِي اليُمنى، الطّبيبُ قَال أنّها مَسألةُ وَقتٍ لِأفقِدَ تَحكّمِي بِنِصفي السُفلي مِن جَسَدِي. لَقد وَاجهتُ صُعوبة فِي فَتحِ الصُندُوقِ الّذي أَضمُ فِيه لَك رَسآئِلي جِوار قَبْرك. لَكنّي نَجحتُ بِذَلِك.

90• ‹ حِينمَا ذَهبتُ لِقبركَ حَتى أَسقِي لَك زُهور الأُقحوانِ الّتي تُفضّلها، رَأيتكَ تَجثُو هُناكَ، تَصنعَ طَوقاً مِن الزّهور، ثُم تَضعهُ فَوقَ رَأسِك، كُنت شَبِيهاً بِالمَلائِكة. سَألنِي كِيڤين فِيمَ أَحدّق، أَجَبتهُ فِيك، لَم يُصدّقني، سَحبَني للمَنزلِ وَ هُو يَصرخُ بِأنّكَ مَيت، وَ يجبُ عَليّ التّوقف عَن تِلك الأُمور.

95• ‹ قَضيتُ الليلَة نَائماً قُرب قَبرِك، حِينمَا صَحوت، وَجدتُ بَعض الأَشخاصِ اللّذين يَنظرونَ لَنا، صَرختُ عَليهِم بِأَن يَرحَلوا لِأنّكَ تَكرهُ هَذا، لَم يَرحلوا، لَكن لُويس أَجبرنِي عَلى الرّحِيل وَ هُو يُبعدنِي عَنك.

دمية ورقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن