هل يوجد كون موازي حقاً #٢

4.7K 229 112
                                    

فريق من الباحثين يعتقد أن الأكوان المتوازية تتحرك بمحاذاة كونِنا و أحيانا تنطبق عليه، وأن الأشباح بالحقيقة ما هم إلا سكان من أكوان أخرى ظهروا بسبب انطباق بين كوننا والكون الذي يعيشون فيه، بينما يعتقد آخرون أن الفراغ الكبير في الكون الفسيح يحوي بنفس الوقت أكوانا أخرى لكننا لا نستطيع إدراكها بحواسنا البشرية.

في حين ذهب صنف ثالث إلى افتراض أن هذه الأكوان توجد في أبعاد أخرى غير الأبعاد الأربعة التي تكوّن عالمنا الّذي يعيش فيه الإنسان والتي هي الطول والعرض والارتفاع والزمان، وافترضوا وجود أحد عشر بعداً في تلك الأكوان أو خمسة أبعاد، وهناك من يقول أن هناك سبعة أكوان، لكنها جميعها تبقى أرقام افتراضية ولا يوجد أي دليل على صحة أي منها.
هناك رأي يقول بأن الكون الموازي ما هو إلا انعكاس لعالمنا الحالي حتى يحدث التوازن بين العالمين، فما يقع في جهة اليمين في عالمنا يكون بشكل عكسي في العالم الموازي ويقع في جهة اليسار، كمثل المرآة العاكسة، بل إن الانعكاس قد يكون حتى في الجوانب النفسية أي أن مواقع الخير والشر معكوسة أيضاً!!
في حين افترض آينشتاين أن العالم عبارة عن كتاب مكون من عدة صفحات وكل صفحه عبارة عن عالم " كون" مستقل بذاته، فلو أن عالمنا مدون بالحبر فالعالم الآخر في الصفحة الثانية مدون بالحبر السري أو غيره وبهذا فإننا لا نراه لأنه مختلف عنا بمواد تكوينه، وهناك أقاويل عن بعض نظريات آينشتاين في هذا المجال التي وجدت في بعض مذكراته، حيث قال أنه قام بحرق ما دونه من هذه الافتراضات، وقال " أن العالم الآن ليس مستعداً لمثل هذه النظريات !!"

المثير للعجب أكثر في هذه النظرية ليس فقط احتمالية وجود أكوان أخرى من عدمها، وإنما الفكرة التي تقول بأن في كل كون من هذه الأكوان يعيش أناس شبيهون بنا، بمعنى اخر أنا لكل واحد منا شبيه أو نسخة في الأكوان الأخرى، فبينما نعيش نحن في كوننا هذا، فأشباهنا ونسخنا في نفس الوقت يعيشون في كونهم الخاص ولكن بأشكال مختلفة.
فمثلا أنت في الوقت الذي تقرأ فيه هذه الكلمات، الآن قد تكون في الكون الأخر تشاهد التلفاز أو في تأكل وجبة وفي الكون الثالث ربما غارقاً في نومك أو في كون رابع تلعب كرة القدم!!    ولو كنت  في هذا الكون تعمل مدرسا فقد تكون في كون اخر مهندساً او محامياً أو ربما طبيب أو شي أخر !!

ويعزي العلماء سبب وجود شبه لكل شخص، أن كل الخيارات التي يُواجها الإنسان في حياته هي في الحقيقة  تنفذ على أرض الواقع بالرغم من عدم إدراكنا واختيارنا إّلا لطريق واحد من الخيارات المطروحة، حيث أن لكل خيار بديل طريق ومسار مختلف، فمثلا بعد إنهاءك الدراسة الجامعية قد يكون أمامك ثلاث خيارات، إما أن تكمل دراستك العليا أو تتوجه إلى سوق الشغل مباشرة أو تسافر إلى الخارج ؟؟ وفرضا أنك اخترت أن تتوجه إلى سوق الشغل، ففي كون اخر سيختار شبيهك الدراسة العليا وفي اخر سيختار الخارج...أي جميع الخيارات الواردة تنفذ على أرض الواقع بعد أن تختار أنت خيارك الأول، و كل خيار أو قرار جديد نتخذه في حياتنا يولّد مسارات بديلة في الأكوان الأخرى.
نظرية الأكوان المتعددة غيرت نظرة العلماء للكون وتكوينه، وأطلقت العنان للخيال الواسع في السينما حيث تهاطلت أفلام الخيال العلمي التي جعلت من هذه النظرية محورا لها، ونذكر على سبيل المثال الفلم الأمريكي
" The One 2001  "

،  وفلم الأرض الأخرى-
2004 "Another Earth  ،
للمثل الشهير Jet - Li
وفلم " تأثير الفراشة 2011- 
The Butterfly Effect ".

الأكوان الموازية ، هل نحن وحيدون في هذا الكونWhere stories live. Discover now