كشّرَ لوي ملامحه، يستنشِق كميّةً كبيرة مِن الهواء، فهو لَم يشعُر قط بِأنّ الأُكسجين الذي يتنفّسه يكفيه " ماتلى ذلِك كان أشدُّ وجعاً، " أخفض عيناه سريعاً، لا يرغب بِأن يترِك المجال لِآدم لِرؤية دموعه، و لكِن آدم يعلم بِالفعل، هو يعرِف لوي كِفايةً لِيعلم لِماذا هو يفعل ذلِك.

" لا أعلم كيف حدث، أنا وجدتُه ينزِف بِغزارة، لكِنّهُ كان مُتبسِّماً و يهمِس لي بِجُملتين، " إهتزّت نبرة صوته التي حاول جاهِداً إبقاؤها قويّة، ليشعُر بيديّ آدم تُحيط جسده " لا بأس، أنا بِخير! " هو قال، ليبتعد آدم و ينظُر إليه بِتعجُّب " هل أنت مُتأكِّد؟ " هو تسائل جاعِلاً من لوي يُقهقه بِخفّة " كان هذا ما قال لي. "

تأوّه آدم بِحرَج و مسحَ لوي دموعه التي لم يسمح بِنزولها، هو رفع الرِّسالة في يديه لِينظُر إليها و يزفُر " و عِندما إستيقظت، وجدتُ هذهِ هُنا. " هو أشار على الطّاوِلة، ليضع الرِّسالة في حِضن آدم و ينهض مُغادِراً إلى غُرفة النوم، تارِكاً آدم يُحدِّق في الرِّسالة بِخيبة.

لِرُبّما حديثُه كان عِبارة عن غزل، فقط كَكُلّ رسالةٍ أرسلها، لكِن واللعنة؛ هل إحتاج أن يضع تِلك المُلاحظة أيضاً!؟

ما إن إستمع لِصوت باب دورة المياه يُغلَق حتّى أخرجَ هاتِفه لِيتَّصِل بِـهاري، كان غاضِباً و خائِب الظنّ " مرحب- " تحدّث هاري و فوراً قاطعهُ آدم " مالذي تظنُّ أنّك تفعل بِحقّ قاع الجحيم؟ " مرّت لحظة صمت حتّى أطلق هاري ضِحكةً صاخِبة " هل أنتَ ثَمِل؟ "

أدار آدم عيناه بِغضب " ماذا عن أن تتوقّف عن إيذاء الفتى المِسكين لِأنّهُ سيواجه صعوبات كثيرة غداً؟ نحنُ يجب أن نعمل معاً لِحمايته كَـفريق. " هو أنهى حديثه، و إستمع لِلآخر يتثائب بِصوتٍ عالِ " آسِف، فقط أشعِر بِالنِّعاس.. همم؛ حظّاً طيّبًا لكُم. " هو تحدّث و أنهى المُكالمة.

فتحَ آدم فمه دهشةً مِن تصرُّفات هاري، حَتّى رِسالتُه، لَم تكُن تحمِل الكثير مِن المشاعِر كسابِقاتها؛ حتّى لو كان مُحتواها غزلاً، وكأنّهُ كتبها لِأنّهُ أراد تعذيب لوي وحسب، لَم تكُن تُعبِّر عمّا يشعُر بِه حقّاً.

آدم لَم يستسلِم، لكِنّهُ يعلم أنّ هاري لَن يُجيب على إتّصالُه مرّةً أُخرى، لِذا هو وضع هاتِفه فوق الطّاوِلة و عاد ناحية الغُرفة مُخرِجاً بعضاً مِن ثيابه الجديدة مِن الخِزانة الّتي رتّبها لوي، ليرتديها على عجلةٍ و يخرُج حامِلاً هاتِفه و مِفتاح سيّارتُه في يديه.

هو طرق باب الجَناح المُقابِل بِقوّة، فيخرج كولِن سريعاً بِخوف " اللعنة؛ ماذا تُريد في الصباح الباكِر؟! " هو تذمّر و كان يرتدي ثياب النوم " إرتدِ ملابِساً مُلائِمة، و تعال معي. " هو دفع كولِن نحو الدَّاخِل كما نطق " ستجدني في الأسفل عِند سيّارتي! "

إستدار آدم و ذهب ناحية المِصعَد " إلى أين نحنُ ذاهِبان؟ " تسائل كولِن بِصوتٍ عالٍ ليسمعه آدم البعيد، ضغطَ آدم على زِرّ المِصعد؛ يستدير لِينظُر إلى كولِن الذي يقف أمام باب جَناحُه بِثيابه الفِضفاضة " ذاهِبان إلى جنازة هاري، أسرِع. " هو قال، و دخلَ المِصعد.

CONDITION 2 - l.sWhere stories live. Discover now