31

33.4K 348 162
                                    

و أن جيتني هلّيت , ونسيت ذنبك ..
و أقول .. أنا المخطي أنا كلّي ذنوب .. 

في بيت أبو أحمد
جالسة في غرفتها , تفكر .. عبدالعزيز خطبها من أبوها , يبغى يتزوجها , حطت يدها على راسها بتفكير , وش بيكون ردّها , تفكر وتقلب الفكر من جهة لـ جهة , لكن اللي تحس فيه أنا مبسوطة بـ طلبه لها , لكن فيه شي موقّف بينها و بينه , يمكن محمد , غمضت عيونها وهي تسترجع ذكرياتها مع محمد , تبتسم مع كل ذكرى حلوة , كيف بتتزوجين يا جمانة وأنتي ذكرياتك مع محمد للحين مازالت ترسم بسمة على وجهك ؟!
لفت براسها لـ الجوال اللي جالس يرن , رفعته وهي تشوف الرقم الغريب ..
عبدالعزيز :.................
جمانة حطّت الجوال على اذنها : الـوو
عبدالعزيز أبتسم بهدوء وهو يسمع صوتها :............
جمانة أبتسمت بشويش , ممكن يكون اللي في راسها صحيح : عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز لازالت أبتسامته على وجهه و بصوت هاادي : كيف عرفتي ؟
جمانة سكتت لـ ثواني , يالله يا صوتك يا عزيز , رجّع لها أشياء كانت غايبه , أشياء فيها مشاعر كثير تتحرك داخلها , قالت بـ لهفة غير واضحه : عرفت ..
عبدالعزيز أبتسم : حسد ولا توقّع ؟
(حسد : شعور متوقع عن طريق المشاعر ) (توقع : عن طريق الـصدفه )
جمانة رفعت كتوفها و بصدق : حسد ..
عبدالعزيز : اشتقت لك يا جمانة ..
جمانة سكتت وهي تسمع كلامه , وقلبها يرفر من كل حرف يقوله
عبدالعزيز بـصوت هادي : أبغى أشوفك ...
جمانة : تشوفني ؟
عبدالعزيز : خليني أشوفك .. فيه حاجه بقولها لك
جمانة بلا ممانعه : طيب وين .. يعني ..
عبدالعزيز بـ نفس الهدوء والأبتسامة : خليني أشوفك في الـسوق اللي ورا بيتكم
جمانة بـ أستغراب : فتح ورا بيتنا سوق ؟
أبتسم عبدالعزيز : قامت الدنيا و انتي برا
جمانة أبتسمت : خلاص .. أشوفك ..لكن .. ما ابغى أطول
عبدالعزيز بـ مزح : الله يرحم ايام بولندا ..
أبتسمت بعد ما عرفت وش قصده : ترحم عليها .. ميب راجعه
عبدالعزيز وهو مبتسم : يمكن ترجع قريب ؟ وش يدريك
جمانة تجاريه : يمكن .. يجوز
عبدالعزيز أخذ نفس : بعد ساعه .. أشوفك عند بوابة 1 ..
جمانة : أن شاءلله .. فمان الله
عبدالعزيز : فمان الكريم ..
نزّل الجوال من أذنه , كيف ما أسألته شلون جاب رقم جوالها !
جلس على الـكرسي وهو يبتسم , أخيراً بعد وقت بالنسبة لـه طويل بيشوفها ..
وقّف وهو ياخذ غترته و عقاله , لبسها ونزل لـ سيارته الجديده المهداه من أبو راشد , متوجهه لـ السوق..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في بيت خالد ..
تشتغل في الـمطبخ من الساعه 1 الظهر بعد ما بلّغها خالد أن نورة اخته بالرضاعه بتجي , طلع لـ صلاة الظهر وللحين ما رجع ..
تقطع الأغراض من هنا , وتتبل الأشياء الثانية من هنا , وتشيلك على الحلا اللي في الفرن من هنا
دخل خالد وهو يقول : ديــــم .. ديـــــم ...
لفّت ديم على صوته وهي ترفع شعرها عن وجهها : تعال أنا في الـمطبخ
خالد دخل وهو يقول : وش هالحوسه .. وش تسوين قالبة المطبخ
ديم ناظرت فيه : جابك الله .. شمّر عن كمومك وتعال
خالد ناظر فيها : نعم .. وش أسوي
ديم حطّت عنده طبق فيه بطاط , وطبق فيه بصل : شف البطاط قطعه طول و البصل قطعه دوائر
خالد ناظر فيها بعدها ناظر في البطاط و البصل : تستهبلين .. وش يعرفني أنا
ديم حطت يدها على كتفوها لحد ما جلّسته على الـطاولة : محد ولد من بطن أمه عالم .. شف بوريك وسو مثلها بالضبط
قطعت له ديم عينه عشان يشوف : شفت .. كذا بالضبط
خالد رفع كموم ثوبه وهو يقول : لا حول ولا قوة الا بالله ..
توجهت ديم لـ باقي الأغراض تشتغل عليها ..
بعدها رجعت لـ خالد
ناظرت في الأغراض , شهقت وهي تقول : خاااااااااالد .. حرااااااااااااااام عليك وش هذا
البطاط بـ أشكال هندسيه مختلفه , و البصل كل وحده أعرض من الثانية
خالد ناظر فيها : وش فيك .. تقولين لي قصصهم
ديم رفعت حبه بطاط : كنت ابيهم طول .. صاروا مربعات كيف
خالد نطل السكين بـ ملل : هذا اللي طلع معي وش أسوي ..
ديم ناظرت فيه : تسويهم من جديد .. يعني صغّرهم .. و البصل ليه كذا
خالد ناظر فيها : عيوني عوّرتني منه .. هذا اللي طلع معي
ديم جلست على الـكرسي وهي تتحلطم : ما منك فود .. طيب أقلها شيّك على الـصينية اللي داخل الفرن
خالد ناظر فيها : توني أدري أنك طبّاخه يا نذله .. تذكرين يوم أقولك سوي باستا ولا عرفتي
ديم ناظرت فيه : أنت تستهبل تبيني أسوي باستا وأنت مروعني ..
خالد وقّف وهو يقول : المطبخ مالي فيه , عطين يشي ثاني
ديم أبتسمت في وجهه وهي تقول : حبيبي الصاله .. رتّبها
خالد ناظر فيها , بعدها لف متوجهه لـ الصاله : لا حول ولا قوة الا بالله ..
نظّف خالد الصالة على السريع ..
طلعت ديم من الـمطبخ وهي تتوجهه لـ الصاله
خالد ناظر فيها وهو يقول : ترى خلصتها
دخلت ديم لـ الصالة , ناظرت فيها : وش وين نظّفتها
خالد لف عليها : نظيفه .. توني مرتبها
شايل المخاد و ناطلهم بـ اهمال على الـكنب , و أوراقه حاطها على الـطاوله الكبيره , والفرشه مايله .. و بلوزته و بنطلونه اللي محطوطه على الكنب
ديم لفت عليه وهي تبتسم : هذا ترتيبك ؟
خالد ناظر في الصالة : وش فيه ..
ديم حطّت يديها على صدره وهي تطلعه من الصالة : ولا شي حبيبي .. رح نام لحد ما أصحيك أنا .. رح
خالد ناظر فيها وهو يضحك : والله رتبتها بكل ما أوتيت من قوّة
ديم نزلت يدينها وهي تتوجهه لـ الصالة : واضح حبيبي ما يحتاج تقول ..
جلس خالد على الـكنب وهو ييقول : طيب لو فيه شي ثاني تبيني أسويه قولي
ديم وهي تعدل المخاد : أبيك تنام .. تريح
خالد وهو يحط رجل على رجل : مافيني نوم ..
رتّبت ديم الـصالة من جديد , طلعت كأنها صاله ثانية عن ترتيب خالد
خالد ناظر فيها : يعني رتبتي الحين ؟ نفس ترتيبي
ديم ضحكت : مره ما يفرق شي ..
خالد ناظر فيها , بعدها أختفت أبتسامته وهو يقول : حامد و امك و نورة .. سافروا لـ أمريكا .. بيستقرون هناك .. أمك باعت البيت حقّكم أنتي وياها لان العقد لـها النص , وحق أنك بنتها خلاها تقدر تبيعه ..
ديم لفّت عليه , سكتت لـ ثانية بعدها أبتسمت وهي تقول : دربهم لـ السلامة
خالد أبتسم لها : ما أنتي بـ متضايقة
ديم جلست على طرف الكنب : لا .. ما يفرق معي .. لو بيضيق صدري بس عشان صلة الرحم اللي بيني و بينهم ... يالله .. الله سهل عليهم حياتهم
ديم ناظرت فيه : بما أنك فتحت هالسيرة .. الشركة .. ما عاد أبي أداوم فيها ..
خالد ناظر فيها : يعني وش ؟
ديم ناظرت فيه : يعني .. اذا ما عليك أمر ترجع لـ الشركة .. أنت وتديرها بدالي ..
خالد : لا ..
ديم وقّفت وجلست جمبه : ليه يا خالد .. عشان خاطري .. ودي أبيع نصيبي فيها لكن أذا تذكرت انها شغل وتعب أبوي طول عمره يضيق صدري ولا أبي أسوي فيها شي .. خالد تكفى .. اذا لي خاطر عندك الله يخليك لي .. لا تردني .. انت نصيبك فيها , مع نصيبي صرت أنت السهم الأكبر ..
خالد ناظر فيها , حس بـ صدق أحساسها أتجاه البيع , أبتسم في وجهها وهو يقول : أبشري ..
ديم أبتسمت في وجهك : ربي يبشرك بكل شي يسعدك يا خالد ..
وقّف خالد وهو يناظر فيها : بروح أتروش ..
ديم هزّت راسها .. تتبعته لـحد ما توجهه لـ غرفته
أبتسمت بحب واضح في عيونها , هو الآن مالك كل حياتها بكل المقاييس
وقّفت وهي تتوجهه لـ الـمطبخ تكمّل باقي الـطبخ ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الـسوق ..
واقفه جمانة عند بوابة واحد , عبايتها الجديده عليها , وطرحتها ملفوفه عليها بشكل مرتب ..
أبتسمت بشكل واضح أول ما لمحته , كيف تغير شكله بالثوب و الغتره , كيف طلع أحلا بمراحل منه قبل , يمشي و كأن قلبها يمشي له , أبتسامته اللي على وجهه , و راحة وجهه اللي تبان عليه ..

جت تعلمني الغرام وجيت أعلمها القصيد رحلت كلي حب وراحت أعظم شاعرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن