في القهوة

146 2 0
                                    

١:١٧
المقهى مكتضٌ بالمدخنين ، شيشةٌ تخرج ليأتي مكانها اثنتين ، ترفعُ يدك فلا تراها من كثافة الدخان ..
عبد الحليم يجودُ بألحانه ( بأمر الحب ، افتح ألبك واتكلم ، بلاااش نبعد ، بلاااش نهرب ، تعالا نحب ونسلم بأمر الحب ) ..
لا أحد يستمعُ له ، لا أحد يعترف بشيئٍ اسمهُ الحب ..
البؤس يملأُ المكان ، بؤسٌ يملأ العالم ..
كبيرٌ في السن يضعُ رأسهُ فوق يديه وهو مغمضُ العينين ، يبكي على عمرٍ قد فاته ..
شابٌ مغترب يحفرُ اسم وطنه فوق الطاولة ..
أحدهم يشربُ الشيشة بسرعةٍ هائلة ويفكر كيف يجني أموالهُ غداً ..
وأحدهم ينظرُ الى السماء ويفكر في حبيبةٍ قد خانته ..
النادل لا يخدمُ المكان جيداً ، يقول أن الليلة آخر يومٍ له ، فقد وجد عملاً جديداً يحافظ لهُ على كرامته أكثر من هنا ..
وأنا ... أرى بهؤلاء سكني .. أنفثُ السجائر باستمرار ، لا أريد الذهاب الى المنزل ..
١:٥٨
الساعة اقتربت من الثانية بعد منتصف الليل ..
قم .. هيا الى المنزل ، أنت تتثائب كثيراً ..
الجو باردٌ جداً ، الضباب يملأُ الشوارع كما يملأُ الدخان المقهى ..
لمَ كل هذا الحزن ، الحزن يملأ البشرية ، حتى الجو بطبيعته قد اتفق علينا ..
أتكاسل .. لا أريد الذهاب الى النوم ، المقهى يحملني أكثر من الفراش ، يستمعُ لحزني وأنيني وانكساري ..
والشيشة تقتلني رويداً رويداً ..
لمَ النومُ إذاً !؟
٢:٢٠
الفراش لا يعطيني الدفئ ، السقفُ مظلمٌ كما العادة ، أنا جائعٌ جداً ..
أفكر بك .. لا أريد التفكير بك مجدداً ..
لن أندم على ما فعلتهُ معك يوماً ، فلو لم أفعل لكنتُ ندمت أكثر ..
أعلم أنك استرحت مني الآن ، وأن وجودي كان يقلقك ، وغيابي لا فارق لهُ عندك ..
قلبك لم ينبض لي يوماً ، وكل ما شاهدتهُ كان تمثيلاً بارعاً قد فعلتهُ مع غيري ..
ولكني أحببتك ... وهذا ذنبي وليس ذنبك .. 😔
فأنا أحبك .. فكر كيف ستغفر لي ذلك !؟

مجدداً النوم لا يريدك ..
الطيف يقتل المكان من حولك ..
أحببتك ،، وليتني لم أحبك .

تمتمات ليلية Where stories live. Discover now