قهقهتُ لِتعقد حاجِباها " لا، سأبقى هُناك لِفترة ثُمّ سأعود. " إبتسمتُ لها وهي زفرت ماسِحةً دموعها التي لم تنهمر " ولكِن لِماذا؟ " عضضتُ شفتيّ و إبتلعت " لديّ وصيّة عليّ تنفيذُها. " أراها تتجمّد لِثوانٍ " وصيّة؟ هل هي خطيرة؟ " رفعتُ كتِفيّ " من يعلم؟ "

هي إعتدلت في جلستها و صفعت رأسي لِلمرّة الثانية لهذا اليوم " لن تذهب إن كانت خطيرة. " هي قالت بِحزم و رمشتُ لِأقهقه بعدها " لن تمنعيني، أنا راحِل. " وقفتُ لِآخذ خطواتي نحو الباب لكِنّها أمسكت بي و سحبتني لِلخلف، هي إحتضنتني بِعُنف حتّى كادت عِظامي تتكسّر.

أرى آدم ينزل السلالم فإستنجدتُ بِه كالمرّة السابِقة، كان يرتدي بِنطالاً قطنيّاً واسِعاً و عارِ الصدر، همست في أذن بيث بِأنٰه يبدو مثيراً لِإغاضتها، هي إعتصرتني أقوى حتّى لِأصرُخ مُتألٌِماً " أتركِ الفتى وشأنه " هو قال مُقهقِهاً " مالأمرُ الآن؟ " تسائل.

هي إبتعدت عنّي بعد أن قرصت مؤخٌِرتي لِتتحدّث بينما عيناها تنظُر إليّ " هو سيرحل إلى بيرو لِوصيّةٍ ما، و الوصيّة خطيرة؛ لكِنّني لا أعلم ماهي بعد! " مسحتُ على مُؤخِّرتي لِتخفيف الألم هُناك بِعبوس وهو ينظُر إليّ بِحدّة " ماذا ستفعل؟ " يسأل فأعضُّ شفتي السُفلى.

" إن أخبرتُك ستمنعُني لِذا أنا لن أفعل. " قُلتُ و خطيت نحو الخارج ليتبعني " لا، توقّف؛ لن تذهب لِوحدك، أنا سآتي كذلِك! " إستدرتُ إليه فوراً حين إقترب مِنّي " لا أستطيع، أنا يجب أن أُنفِّذ كُلّ شيءٍ بِنفسي! " نطقت ليُدير عيناه مُستهزِءاً " و كأنّك تستطيع فِعل شيء بِهذا الجسد الهزيل. "

صفعتُه على وجنته ليُمسِكها بِصدمه و يُحدِّق بي " لِماذا فعلت ذلِك! " هو قال سريعاً و بيث فتحت فمها بِصدمه لِأنظُر إليه بِحدّة " أستطيعُ فِعل أكثر مِن هذا بِالجسد الهزيل الذي تسخر مِنه. " رددتُ ليُتمتِم بِكلماتٍ ما بِصوتٍ خافِت و بيث تُقهقه بِخفّة " متى الرِّحلة؟ " إستفسر ماسِحاً على وجنته " بعد ساعةً و نِصف. "

▲▼

رتّبتُ الأغراض في المنزِل و بِنفس الوقت أنا أخذتُ لي بِضعة ملابس أخرى لعلّي سأتأخّر في المكوث هُناك، آدم ينتظِرُني أسفل السلالم، لا أشعُر بِأنّي أرغبُ في توديع المكان هُنا لِوقتٍ طويل، المكان يحمل ذِكرياتٍ كثيرة؛ لا أستطيعُ الإبتعاد فقط!

نزلتُ السلالِم و بِداخلي حنينٌ شديد لِلمنزل بِالرُّغم مِن أنّي بِداخله، و لكِن المنزِل ليس الوحيد الذي يحنُّ إليه قلبي، بل صاحِب المنزِل ذا العينان الخضراء أيضاً، فَـمُغادرة المنزِل كَـمُغادرتُه حين تركَ قلبي وحيداً في الليالي البارِدة أشتاقُ إليه و لِكُلِّ ما يخُصّه.

زفرتُ كما أخذتُ خطواتي نحو آدم الذي يبتسِم إليّ فبادلتُه بِصعوبة " دعني أحمِلها عنك. " هو قال و أخذ حقيبة الأمتِعة مِن بين يداي و لم أستطِع أن أمنعه فَـبِالكاد أحمل نفسي!

CONDITION 2 - l.sWo Geschichten leben. Entdecke jetzt