4..رجل لا يعرف الرحمة

14.7K 311 11
                                    

4-رجل لا يعرف الرحمة

عاد بول مبتسما:

" حسنا كل شئ على ما يرام نحن أحرار في الخروج متى شئنا ..لا تنسي أن تحملي معك كتابك.سحبت باميلا الكتاب من حقيبتها ورفعته ليراه بول.

جلست معه بهدوء وهو يقود السيارة بعيدا عن ضوضاء المدينة على محاذاة نهر التايمز .فتساءلت الى أين يصطحبها ياترى؟ربما الى مطعم فخم يقع خارج المدينة.

تقوقعت على نفسها وهي تفكر في أنها ستظهر ثانية أمام الجميلات في ثيابها المزرية المظهر.

ولكنها تعرف أنه لن يغير عاداته من أجلها.تابع المسير حتى أصبحا في ضاحية بعيدة عن لندن.وهناك انعطف بسيارته الى أقدم مجمع سكني في تلك المنطقة .

وهو مجمع لمشاهير سكان لندن فيه شقق للعديد منهم.على الرغم من قدم المبنى ، إلا ان ثراء مالكيه جعلهم يحافظون عليه وكأنه مبني حديثا.

كان ديكور الشقق المنفصلة يجدد ليتلاءم مع حاجيات الساكنين ، وكذلك الحال بالنسبة للمساحات الخارجية التي حافظت عليها وفرة المال.تساءلت باميلا ماذا يفعلان هنا، فهي تشك في أن يكون في هذا البناء مطعم .

أوقف بول سيارته في موقف مرقم ، ودار حول السيارة ليفتح لها الباب:- لقد جعلت طباختي تحضر لنا العشاء . فكرت في أننا هنا سنجد الراحة والهدوء اللذين يخولاننا الإقبال على الدرس بروية.

فأنا لا أعرف مطعما فيه الهدوء والإنارة الكافية لإتمام الدراسة.عندما كان يقودها الى المصعد يضغط على الزر المشير الى الطابق الأخير ، فشرع المصعد في رحلته الطويلة البطيئة الى أعلى طابق في المبنى .دخلا الى ردهة صغيرة أنيقه لها باب واحد .جدرانها مكسوة بالحرير المذهب وأرضيتها ممتدة على هيئة قطع شطرنج .

كان في الردهة أثاث فرنسي أثري رفيع المستوى .وهذا الأثاث مطلي بالعاجي الخفيف الذي يشوبه الورق الذهبي .

وضع بول يده على خصؤ باميلا ليقودها الى باب عاجي مذهب.وما عي إلا لحظة حتى كانا دخلا الى غرفة الجلوس التي أحتلتها مدفأة فخمة محفورة في الجدار.كانت الغرفة أيضا غنية بالنباتات الخضراء على الرغم من حرارة الصيف .

- سأعلم مدبرة المنزل بوصلنا . استريحي ، لن أتأخر.توجهت باميلا الى صف من الأبواب الزجاجية المحكمة أقفالها للمحافظة على البرودة التي يؤمنها المكيف .ولمنع حرارة شهر آب اللاهب من الوصول الى الغرف .

 ولكن تلك الابواب الزجاجية المغلقة كانت تطل على منظر أشجار وزهور منزلية تملأ الشرفه الخارجية.وكان وراء هذه الزهور منظر متكامل للندن التي يقسمها نهر التايمز الى نصفين.فذهلت باميلا وهي لا تصدق أن حديقة كهذه قد تكون موجودة في مثل هذا المكان .

نصف القمر◆روايات احلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن