معجزة الثانية الاولى وتعدد الاكوان

Start from the beginning
                                    

هذه الآية تحدثت عن خلق الكون (السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وتحدثت عن سرعة تنفيذ الأمر الإلهي بقوله تعالى (كُنْ فَيَكُونُ).

وهناك العديد من الآيات التي تؤكد هذه الحقيقة العلمية، قال تعالى:

(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل: 40].

كذلك نجد قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس: 82].

لقد أخبر القرآن عن خلق الكون (خلق كل شيء) وفق نظام مقدر أي بقوانين محكمة ومنظمة، وفي الوقت نفسه ذكر أن عملية الخلق تتم خلال لمح البصر.. أي خلال جزء من الثانية، قال تعالى:

(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر: 49-50].

وسبحان الله، كيف يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يتكلم عن عملية خلق الكون ويعتبرها قد تمت بلمح البصر.. مع العلم أن العلماء فقط اليوم (2015) بدأوا يتحدثون عن سرعة بداية الخلق.. من الذي علمه، أليس هو الله تعالى ؟

ولكن لماذا ذكر الله هذه الحقيقة العلمية؟ ليدلنا على أن الذي خلق الكون بهذه السرعة الفائقة قادر على إعادة الخلق يوم القيامة بنفس السرعة.. بل بسرعة أكبر!! قال تعالى متحدثاً عن قدرته في إعادة الخلق يوم القيامة:

(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النحل: 77].

وبذلك يكون القرآن متفقاً مع المنطق العلمي عندما تحدث عن خلق الكون بلمح البصر، وتحدث عن نهاية الكون بلمح البصر أيضاً، لأن العلماء يؤكدون أن الكون سينتهي بنفس الطريقة التي بدأ بها، ولكن بشكل عكسي (الانسحاق الكبير).

والآن دعونا نتساءل: من أين جاء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، بهذه المعلومات الدقيقة، كيف علم أن كل شيء قد تم بلمح البصر.. وكيف تنبأ بأن كل شيء سينتهي بلمح البصر، وبما يتفق مع ما يقوله العلماء اليوم؟

إنه الله تعالى القائل في حق هذا النبي الأمي:
(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4]..

تعدد الاكوان

هل نحن وحيدون في هذا الكون؟ وهل هناك عوالم أخرى نجهلها؟ وهل أشار القرآن إلى وجود عدد كبير من العوالم؟ ....

نظريات كثيرة يطرحها العلماء اليوم بهدف تفسير وجود الكون، فنظرية الكون الواحد لم تعد كافية لتفسير نشوء الكون بهذا النظام المذهل. فالحسابات الرياضية تقول إن النظام الدقيق في الكون وبخاصة في خلق الإنسان والكائنات الحية لا يمكن أن يكون قد جاء نتيجة سلسلة من المصادفات العشوائية!

فلو فرضنا أن الكون قد جاء بنتيجة انفجار عشوائي فإن المنطق الرياضي يفرض أن يكون لدينا عدد لا نهائي من الأكوان حتى نصل إلى كون مثالي كالذي نعيش فيه، ولكن لماذا؟

لقد تم اقتراح نظرية الأكوان المتعددة المتفاعلة مع بعضها “Many Interacting Worlds”
 وهذه النظرية ضرورية لتفسير وجود الكون من خلال افتراض وجود أكثر من عالم "عوالم تفاعلية". وكذلك نظريةMany-Worlds Theory  .

إنها ضرورة فيزيائية ورياضية لفهم أفضل للكون، أن يفترض العلماء وجود عدد كبير من الأكوان أو العوالم، هذه العوالم تتفاعل مع بعضها وتتمتع بشيء من التشابه.. الملحد يقول إن المصادفة هي التي خلقت الكون، من دون أن يخبرنا ما هي المصادفة وأين توجد ومن أين جاءت... ونحن نقول إن الله تعالى هو خالق كل شيء وهو رب هذه العوالم سبحانه وتعالى.

نحن المسلمون لسنا بحاجة لنظريات تفسر لنا نشوء الكون، فلله الحمد أنه ليس لدينا تلك الحَيرة التي يتميز بها الملحدون! فكل شيء لدينا واضح والقرآن يفسر لنا كل شيء من حولنا، ولكن وجود هذه النظريات تزيدنا إيماناً بأن كل شيء في الكون منظم وجاء بتقدير من العزيز الحكيم.

فالله هو خالق كل شيء، والقرآن فيه تبيان لكل شيء: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]. إن وجود أكثر من عالم Worlds، هذا شيء من عقيدتنا لأن الله تعالى قد أشار إلى ذلك في بداية القرآن في سورة الفاتحة: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 1-2].

هذه الآية الكريمة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) تحوي إشارة لحقيقة الأكوان المتعددة أو العوالم المتعددة Many-Worlds من خلال كلمة (الْعَالَمِينَ)، هذه الكمة هي جمع كلمة (عالَم) وبالتالي فإن ما يقترحه العلماء اليوم وما يحاولون استكشافه، قد أنبأ عنه القرآن العظيم قبل أربعة عشر قرناً.. فسبحان الله!

معجزات كونيةWhere stories live. Discover now