ليلة رأس السنة

225 25 39
                                    

في غرفة.... بين أربع جدران أكتستها الآلام..... ذات طلاء قديم ومهدد بالإختفاء..... بين ذرات الهواء المختنقة.... والقليل من بصيص الشمس النافذ عبر شباك قديم تم استبدال زجاجه ببلاستيك بسبب كسره.... وباب خشبي صامد من أيام الأجداد... في ذلك السرير الوردي والبنفسج البارد المرتكز في زاوية الغرفة... كانت جالسة وضمت رجليها بقرب بعض و دنى جسمها إليهم وأخفضت رأسها... والدموع تنهار كشلال ماء..... ليأخذ من وجهها طرق للسريان ويصب مائه في كل جزء من وجهها الناعم..... يكاد ينفلق الصخر من بكائها..... وترجف النيران من برودة حياتها..... ويذوب الثلج من شهقاتها.....
الأب : أياكي أياكي أن تفعلي ذلك مرة أخرى وألا سوف ترين مني أكثر مما تتوقعين
ريم: (في نفسها تستهزء من داخلها وتتسائل وهل يوجد أكثر من ذلك )
تركها في هذه الزاوية على حالها مثل العصفور الصغير المنتوف ريشه ويرتجف
لتراجع ما حدث وتحاول أيجاد سبب لهذا
كانت ليلة رأس السنة الميلادي الموافق
31. 12. 2012
جالسة هيي وأختها في نفس الغرفة المذكورة أعلاه المحتوية على سريرين مشابهين..
وتستمعان الى برنامج يعرض على أذاعة الوطن
... الذي كان يقر عن الأوضاع في الشوارع وأستعداد الناس لاستقبال عام جديد.... والتجمعات في منطقة الجندي (الجندي منطقة في قطاع غزة عادة ما يأتي الناس إليها لترفيه ورؤية الخضار من الطبيعة فهي مليئة بالخضار والأعشاب الجميلة وتوسطها بركة جافة التي بالأساس هيي بركة ماء وسميت بذلك الاسم  بسبب وجود صورة لجندي على شكل مجسم من الأسمنت والرمل مرتكز على ثلاث درجات)
وهذه هي صورة الجندي

 والتجمعات في منطقة الجندي (الجندي منطقة في قطاع غزة عادة ما يأتي الناس إليها لترفيه ورؤية الخضار من الطبيعة فهي مليئة بالخضار والأعشاب الجميلة وتوسطها بركة جافة التي بالأساس هيي بركة ماء وسميت بذلك الاسم  بسبب وجود صورة لجندي على شكل مجسم من الأس...

Oups ! Cette image n'est pas conforme à nos directives de contenu. Afin de continuer la publication, veuillez la retirer ou télécharger une autre image.


تسمع ريم و نسيم أصوات المرفقعات النارية وأصوات الضحكات الرنانة التي تبتسم لها ذرات الهواء فرحا.... والمذيع يبث الأوضاع الحية بشكل مباشر الغزيين يتجمعون تدريجيا أصبحت الأعداد كبيرة والكثير الكثير من الناس متجمعين في المقاهي والكافيهات.... معظمهم يلبسون لون الأحمر... وتدخل الآهالي والعائلات المقاهي..... 
والابتسامة لاتفرق شفاه الأختان من سماع هذه الفعاليات الذين لم تحظى بهم اي من الأختان في حياتهم... هل تتسائلون لماذا؟!؟!؟!؟
لأن من يسكن في هذا البيت لا يرى النور أبدا
.... فهذا الشئ أعتادوا عليه ولا يفارقهم أبدا... هذه هي الحياة شئت أم أبيت... تتحكم بنا كما تشاء..  وترمي بنا في دوامة قدرها ومتاهات ليس لها بداية أو نهاية.... لذلك يجب أن نعيشها.. نقبل بها بفم ساكت وروح مجروحة وقلب ممزق وعيون دامعة ولكن مع مرور الأيام حتى هذه الدموع سوف تجف من بكائها فهي لم يبقى منها لمزيد لتذرفه على ما يعانيه صاحبهم... وبعد فترة ومن بعد أقناع العينين بالكف عن البكاء فهو لا يجدي... غير أوجاع في الرأس ومشاكل أخرى.... في وقتها يفهم العقل أنه لا يوجد شيئ ولا حتى أنسان يستحق دمعة تذرف من هذه الدموع البريئة التي طغى عليها الزمان مهما كان السبب موجع ولا يتحمله صخر بذاته... وفي الوقت ذاته يشعر القلب كأنه هو الصخر اليابس بلا مشاعر أو أحاسيس لأنه كيف... كيف  .....  لعينين لا تبكي من شدة ما تعانيه..... والمتؤلم دائما هو النفس سواء بكى الشخص أو لا... أو أظهر ألمه أم لا....  فأن النفس هيي التي تتوجع تتألم من الداخل... تزيد أسى مع الأيام.... آلام تكتنزها من الداخل.... نعم هذا الوجع من الداخل...  فما أصعبه من وجع.. يا الله
قطع استماع الأختان الي المذياع صوت فتح باب البيت بمفتاح... هنا علمت ريم أن أخاها الكبير رامي قد عاد الي البيت وذهب الي غرفته في الطابق الثاني.... فجاءت فكرة في عقل كل منهما بأن يذهبا لأخيهم ويقولون له كل عام وأنت بألف خير وسنة سعيدة عليك وعلينا....
ذهبن يمشين بخطوات خفيفة جدا وهما حافيات الأقدام خوفا من سماع أبيهم لهم.... وصعدن الدرج وهكذا وصلتا الي غرفة أخيهم
ريم ونسيم : كل عام وأنت بخير أخي
وهما مبتسمتان وكانت هذه أول مرة في حياتهم يفعلونها فهم لا يعتبرون المناسبات شيئ مهم لهم فهم ليس بمقدورهم عيش لحظتها أبدا الأمر محتوم عليهم وليس لهم يد بالتحكم ولو بالقليل في حياتهم البائسة
الأختان ورامي سمعا أصوات من خلفهم... ما كان ألا أباهم
قال كلامه موجها الخطاب الي ريم :ماذا تفعلين هنا....  ومن سمح لك بذلك... قولي لي ماذا تريدين أن تخبري أخيك... ماذا كنت تنوين... أكنتي تحاولين أخباره يا وسخة...  وضربها كفان على وجهها فأصبح وجهها أحمر من قسوة الضرب... وشدها الي الطابق الأول.... رامي : يا أبي ماذا تفعل أتركها.... ما ذا تفعل بهااا.... هي لم تفعل شيئ.... لا تكن ظالم....
الأب : لا تتكلم أخرس
رامي :انت ظالم وتظلم ابنتك وحاول أخذ أخته من أبيه الذي شد على ساقها بقوة فوجه الأب بكف لأبنه
دفع الأب ريم في غرفتها وفي ذلك السرير بالتحديد نعم ذلك السرير  الذي سبق ووصفته وفي تلك الغرفة ذاتها... وألقى عليها أخر كلماته التي أيضا سبق وذكرتها
وفي نفس اللحظات أخذت نسيم تبكي على حال أختها والأم أتت تراضي ابنتها
الأم : يا أمي يا حبيبتي ما تزعلي يا عيني الله يكون بعونك وعونا جميعا الله مع الصابرين حبيبتي يا ابنتي كفي عن البكاء
وأصبحت تهدأ في ابنتها وتهدأ من روعها وتوجه لها بالنصائح للصبر على هذا البلاء..وهلم جرى
وهبت الأم وتركت ورائها أربع عيون في هذه الغرفة يبكيان دم على حالهم التي لاتطاق واطبقت عقارب الساعة على 12 وتعالت أصوات الألعاب النارية والصفير النافذ  عبر شباك الغرفة الذي يتوسط الجدار المقابل للباب... شتان ما بين حال الناس الأخرون المنتشرون في شوارع غزة... مطلقون ضحكاتهم.... ويلبسون اجمل ما عندهم في هذه المناسبة.. والمتزينون في الأكسسورات التي  ناسبت لبسهم...  والبعض الأخر الجالسون في المطاعم والكافيهات يأكلون الحلوى ويرون شجرة رأس السنة ويرون على المسرح رجل يلبس ملابس بابا نويل ويداعب الصغار و يشاركون في مسابقات جوائز.... وبين هاتان الأختان القابعتان في زاوية الغرفة و توخزهم الآلام......
محمد الأخ المتوسط للأختان (يدخل الغرفة والأختان بدأتا يكفان عن البكاء تدريجيا ):ريم أأصورك  صورة؟ ( مع ابتسامة خفيفة على شفاهه)هيا ريم دعينا نأخذ صورة معا
ريم رفعت رأسها مبتسمة ودمعة عالقة في عينها اليمين (فهي تعرف اخاها)
محمد نزع حذائه وأقترب منها وجلس بجانبها على السرير وكانت نسيم جالسة على الطرف الأخر من السرير وجهها مواجه لهما......
محمد رفع جزمته بيده اليسرى وشد ريم من رقبتها لتقترب من رأسه وقرب الجزمة من واجهة وجههما
محمد: ريم أبتسمي دعينا نأخذ صور ويضحك بأعلى صوته... ريم أنظري الي الكاميرا هيا... هيا الصورة لا تصبح جميلة وأنت عابسة....  هيا تشيييييز هههههه... (وأصبح يضغط على جزمته من جنبها على  أعتبار أن الجزمة هيي لكاميرا)
ريم:أذهب من هنا...  يا غليظ الدم... ما أشد خفة دمك (وارتسمت بسمة على شفاهها حتى بانت اسنانها الجميلتان )

.............................
هيك بكون أنتهى كتابتي لهاي المرة حابين تعرفوا الأب عن شو كان يهدد بنتو ما تحكي لأخوها...؟؟؟
أكيد في شي عميئ ومخبى والأب يحاول ما يخلي بنتو تحكي لأخوها رامي والسر كبيييير.....  وهيك بكون راس السنة على الأختان من أسوأ أيام حياتهم....  وكل سنة بتزكروا شو صار في هداك اليوم عند ما يجي وئت راس السنة
خلينا في المهم.... حابين تعرفوا السبب الغامض واللي حيكون صاعقة ما تتوقعوها.... أعطوني وفوت وكومنت حتى كمل البارت الجاي بشوفكم حبايبي.....  وتصبحون عل واقع جميل♥♥♥♥♥

♥قارورة ممتلئة♥Où les histoires vivent. Découvrez maintenant