أقنعة الفتاة المجهولة

324 16 7
                                    

🔸 سبق و أن حادثت نفسي بخصوصهن . أولئك الفتيات اللواتي لا يربطني بهن أية صلة... سوى المظهر الخارجي.
قد يبدو للذين لا يعرفوني جيدا أنهن أنا ، قد يخطئون في التمييز بيننا ، و قد يفضلون إحداهن على الأخرى. و لكن ، أنا الوحيدة التي تدرك كل الإدراك أنهن لا يشبهنني.

فهل حقا يفعلن ؟ أ تلك هي الحقيقة ؟


اعتدت السماع من الأشخاص المحيطين بي بما يروقونه في من صفات. لا يهمني إن كانت مجاملة فقط، فالأهم من ذلك ،أنها ليست خاصتي !

و على غرار ذلك ، قد أسمع من نفس الأشخاص أو غيرهم ما يكرهونه في . قد تكون عيوبي تلك حقيقية واجهوني بها قصد إصلاحها، أو قد يكون كلامهم ناتجا عن مشاعر مخفية على هيئة حقد و حسد... فلا يجدون متنفسا لإخمادها سوى بإلقاء كلامهم القاسي في وجهي أو حتى خلف ظهري.
كلاهما لا يعبران سوى عن مدى ضعف شخصيتهم ، و عن محاولاتهم الفاشلة لتقليدي ... أو بالأحرى ... لتقليدنا .

هناك فوضى عارمة يمر بها قلبي ، في خضم معركة إثبات وجودي على حسابهن.
يقال أن المراهقين يخوضون هذه التجربة كضرورة محتمة لبناء الشخصية.

أ يعقل أن سبب معاناتي مقرون بمرحلة ستمضي ؟
أ يفسر هذا سبب احتياجي لهن كي أنتهي بإيجاد من أنا ؟
هل سأكون نفسي و أودعهن في النهاية ؟ سأودع ... أقنعتي ؟!

فتاة مثلي بعينين واسعتين ، شفتين صغيرتين و شعر أسود كان طويلا إلى أن قمت بقصه إلى حدود كتفي بدعوى إيقاف استعمالي للأقنعة، و البدء في مواجهة العالم بشخصيتي الجديدة ... الأنا الجديدة !

أحاول إقناع نفسي أنني غنية عن أقنعتي الكثيرة ،و أنني أستطيع التعايش مع الناس من دونهن.

فهل اللوم يقع على نفسي لأنني أدمنتهن ؟
أم اللوم يقع عليهن لأنهن استغللنني ؟
أم ... لا أحد منا مذنب بفعلته ؟


من بين الأقنعة التي أرتديها قبل مخالطة الناس هو قناع السذاجة و البراءة; فقد أكون عالمة بنوايا الشخص الواقف أمامي مهما كان ، و رغم ذلك أدعي أنني إنسانة مثالية يمكن الاعتماد عليها...

أما القناع الٱخر فيمثل الوجه المضاد للقناع السابق، بحيث لا يتم استعماله إلا في حالة مصادفتي لأشخاص غير مرحب بهم في قلبي و حياتي. فأضع ذلك القناع ذي الملامح المبتسمة، الذي يخفي أفكارا سيئة نحو ذلك الإنسان.

 Anonymous Girl Where stories live. Discover now