الفصل الاول

Start from the beginning
                                    

تقدمت خطوة الى الأمام وضعت يدها على الجلد الناعم ونظرت نحو وندي تايلور التي كانت ترتدي قميص نوم حريرية حمراء اللون .
على الأقل أنها ليست واحدة من قمصاني فكرت شرلي في ذلك .
ونظرت الى سبانس من جديد وقالت
- هل اعتقدت انك اذا تركت رسالة فسآخذها وامضي الى المنزل الكبير عوضا من الدخول الى الكوخ ؟
قال
- شرلي .
وبدا وكان شيئا صلبا قد سقط على صدره تهدج صوت شرلي بينما اجتاحها الغضب من خلال صدمتها الأولى وقالت
- اللعنة يا سبانس . أفي منزلنا وعلى كرسينا المزدوج .
قال
- لطفا يا شرلي . استطيع شرح ذلك .
كانت المرأة التي تجلس على الكرسي المزدوج ممسكة بذراع سبانس وقد بدت ملامح التوتر على وجهها فقالت - لا . لا يمكنك ذلك يا سبانس .
نظر الى وندي وعض على شفتيه .
قالت شرلي بصوت منفعل
- يبدو ان هناك اختلافا في الرأي ورغم أني امقت قول ذلك فانا أوافق وندي الرأي في هذا الشأن لا أرى كيف يمكنك توضيح الأمر لكنني مصغية إليك دعنا نسمع منك .
بقى سبانس صامتا وتحرك من مكانه متنحنحا لكنه لم يتكلم .
كان صوت شرلي هادئا او يكاد عندما قالت - اليس عندك ما تقوله ؟ اعتقد أني لم افاجا بذلك ثم أدارت له ظهرها واتجهت نحو الباب الخمري اللون وخرجت منه وأغلقته بقوة وراءها ثم ركضت عبر الممر الضيق في اتجاه المنزل الكبير كانت رئتاها تؤلمانها من الإجهاد في الوقت الذي دخلت فيه الى البهو الأمامي وصفقت الباب وضعت معطفها وحقيبتها في خزانة الضيوف من دون ان تحفل كيف وضعتهما ونزلت الدرجتين اللتين توصلانها الى قاعة الجلوس بقفزة واحدة .
ومن الزاوية المضيئة بأشعة الشمس عند طرف الغرفة ومن دون ان تراها قالت شار لوت هدسون
- يا عزيزتي شرلي السيدة المحترمة لا تصفق الأبواب هكذا .
جمعت شرلي نفسها باقتضاب لا يمكنها ان تتصرف بهذه الطريقة وتتوقع من شارلوت ان لا تستاء وتطلب تفسيرا لذلك وألان كان أخر شيء ترغب القيام به هو محاولة تفسير اي شيء للخالة شارلوت لم تستطع هي نفسها بعد ان تتألف معه لو أنها تستطيع الذهاب الى غرفتها لو أنها تستطيع التفكير في ما حصل قبل ان تواجه اي شخص على الإطلاق .
لم تكن لتحصل على مثل هذه الرفاهية فقد فتح الباب بعد لحظة وقال سبانس صائحا
- تبا يا شرلي ألا تريدين حتى الاستماع إلي ؟
استدارت شرلي لتواجهه كان شعره أشعت وتساءلت ان كان دلك سببه الريح او ام وندي مررت أصابعها به في محاولة لإبقائه الى جانبها ؟
قالت له
- هل أتيحت لك فرصة لتؤلف قصة ؟ اعتقدت انك ربما ما زلت تتجادل مع وندي في ما اذا كان عليك ان تحاول تفسير ذلك .
حك سبانس مؤخرة عنقه .
وأضافت
- لا اعرف كيف تتوقع مني ان اصدق ان ما جرى بريئا يا سبانس فانا اعرف
ماذا رأيت .
قدمت شارلوت هدسون من الغرفة المشمسة خلف الزاوية وهي تتكئ على عصا سوداء اللون معقوفة وقالت بلهجة صارمة
- عزيزتي شرلي على حقا ان اعترض على نبرة صوتك السيدة المحترمة لا تتسمح لنفسها بان تبدو كبائعة سمك .
قالت
- مهما كانت الظروف يا خالتي شارلوت ؟ رأت الصدمة في عيني سبانس فرفعت رأسها قليلا وأضافت
- اعتقد ان علي ان أكون مسرورة لأني لم أجدك معها في مخدعنا يا سبانس عدا انك لا تستطيع ذلك بالطبع لأنها لم تسلم بعد هل تم تسلميها ؟
وضعت شارلوت يدها على صدغها وتاؤهت .
غضبت شرلي من نفسها لأنها نسيت ولو للحظة صحة شارلوت المتدهورة نادت مدبرة المنزل فحضرت ليبي على الفور حتى ان شرلي فكرت أنها كانت تسترق السمع من وراء باب المطبخ .
ساعدت مدبرة المنزل شارلوت في الوصول الى الأريكة حيث غرقت بين الوسادات وتمتمت قائلة
- مارتن احضري مارتن من فضلك انه في مكان ما في الحديقة لكن مارتن تبع ليبي قادما من المطبخ كان يرتدي ملابس العمل في الحديقة وعلى رأسه قبعة صيادي السمك قديمة وباهتة اللون انحنى فوق زوجته وامسك بيدها المترهلة بين يديه وقال
- أني هنا . هنا يا شارلوت خففي من غيظك خدي نفسا عميقا واسترخي .
كانت شارلوت مضطربة فعلا هذا ما فكرت فيه شرلي فهي لم تقل لمارتن ان عليه ان يخلع قبعته داخل المنزل خجلت شرلي من نفسها لمجرد تفكيرها بتلك الطريقة لقد كانت شارلوت متضايقة بالطبع لديها سبب كاف لتكون كذلك لكنها كانت محقة في أمر واحد على الأقل بان الصراخ لا يحل هذه المشكلة .
استقامت شرلي في وقفتها واستدارت لتصبح في مواجهة سبانس كان يقف على اعلى الدرج المسطح الذي يفضي الى قاعة الجلوس وكأنه يوازن نفسه على حافتها تقريبا .
قالت
- أني مصغية أليك هيا فسر الأمر .
ابتلع سبانس لعابه وحول نظره عنها نحو الشخصين الجالسين على الأريكة وظهر في عينيه التماس صامت عندما نظر أليها ثانية .
قالت بهدوء
- أنهما لا يعرفان التفاصيل بعد لكن وفقا للظروف الحالية يجب ان يعرفا ما حصل يا سبانس لن أحميك من شيء حتى ولو كان في أمكاني ذلك عليك ان تفسر لهما ذلك أيضا وألان . وتهدج صوتها قليلا وهي تضيف
- اخبرني اذا يا سبانس لماذا كنت في منزلنا مع امرأة أخرى وهي بين ذراعيك ؟
وجدت نفسها تحبس أنفاسها كما بدا ذاك المشهد اللعين أيمكن ان يكون هناك تفسير بري لوجود وندي في الكوخ وهي شبه عارية ولما قاله لها سبانس ؟
نظر ثانية الى مارتن و شارلوت وتقدم خطوة الى الإمام نحو شرلي كان وجهه شاحبا جدا وخاليا من اي تعبير قال - ثقي بي يا شرلي ان الأمر ليس كما تتصورين .
كان ذلك كل شيء انتظرت بينما ساد الصمت الى ما لا نهاية وفيما كان مارتن يهوي بصحيفة على وجه زوجته أسرعت مدبرة المنزل لتحضر كوبا من الماء وبعد ما مرت دقيقة كاملة وكان من الواضح ان سبانس قد قال كل ما يريد قوله استجمعت شرلي قوتها
وقالت بهدوء
- ذلك هو ما تدعوه تفسيرا ؟ مجرد قولك
- ثقي بي يا شرلي ؟
ومن دون ان يتحرك قال
- هذا كل ما استطيع قوله .
قالت بتأمل
- وتقول ان الأمر ليس كما اعتقد اليس هذا ما يقوله كل رجل عندما نقبض عليه بالجرم المشهود ؟ توقعت منك شيئا مقنعا أكثر يا سبانس .
اعتقدت انه لا يمكنه ان يقول اي شيء أخر لكنه قال بصوت منخفض
- هل تحبينني يا شرلي ؟
أنها تحبه بالطبع كانت على وشك الزواج منه .
رطبت شفتيها وسألته
- وأي علاقة لذلك بالأمر ؟
كان واضحا انه لاحظ التهدج في صوتها فقال
- ان كنت تهتمين بي حقا ...
قاطعته قائلة
- فلا أهمية اذا لما فعلت ؟
وكانت تشعر أنها تكاد تفقد السيطرة على نفسها وأنها تكاد تنفجر .
قال
- ان كنت تحبينني كفاية فيجب عليك الأخذ بصدق كلامي .
قالت
- ان كنت احبك كفاية ؟ كيف تجرؤ على جعل الأمر وكأني أنا المخطئة ؟
وعضت شفتها بقوة ثم أضافت
- لكنك على حق يا سبانس ان لم يكن في أمكانك تفسير ذلك فلا اعتقد أني احبك بما يكفي لأصدق كلامك في هذا الشأن .
تجمدت عيناه وقال
- اذا من الأفضل ان ننفصل ألان اليس كذلك ؟
قالت - بالتأكيد .
ولم تنظر شرلي الى خاتمها الماسي الخاتم الذي كانت فخورة به جدا وهي تسحبه من أصبعها لم يتحرك سبانس ليأخذه منها ولم تعتقد أنها تستطيع ان تلمسه لذا فقد وضعت الخاتم على طاولة الغرانيت عند نهاية الدرج المسطح . دار الخاتم قليلا حول نفسه ليهتز الذهب الخالص على الحجر البارد قبل ان يهدا أخيرا .
انتظر ريثما ابتعدت ثم نزل الدرجة الأخيرة والتقط الخاتم وألقاه من دون اهتمام في جيب قميصه .
وقال بصوت متهدج
- لا تزعجي نفسك بمرافقتي الى الباب سأتدبر أمر نفسي .
وفي الوقت الذي استدارت فيه شرلي لترد عليه بحدة كان قد رحل .
فكرت هكذا أفضل على اي حال لم يبق هناك شيء يستحق ان يقال .

انتهى الفصل الاول

روايات عبير / وحدها في شهر العسل Where stories live. Discover now