part 1

8 1 0
                                    

عَرق.
عَرقٍ بارَد يَتكتل أعلي جَبينَه بكثرةٍ ، تَحرُكاتِ جسده مُفرِطة بفراشَه ، أنفاسِه تُهدده بالإنقطاعَ حيث تراقص صَدره بقوة للأعلي والأسفل.

'أنت المُختار'

'انت'

حية ، لَقد إستطاع سماع صوتِ حيةٍ تهمِس لهُ، تجعَدت ملامِحهُ و لهثَ بِقوة حين شَعر بتجمُد أطرافِ جسده ، فقد الإحساسَ بَهم بسبب السَقيعُ الذي يلتهم أطرافَه.

'أ-أبتعدي' حاوَل الهمسَ و الرَكلِ بقدمه لكن لا شيء.

لَقد تجَمد بالكامِل ، المكانِ مُظلم تماماً و لم يَستطع الرؤية حولِه ، هَمساتِ الحية تكثُر و تَرتفع.

شُلّت أنسجةِ جسدهِ و توقف عن المُقاومة ، لكِن قلبهِ مازال يرتجف بجوفِه ، صَدره لازال يهتَز كُلما إنسدلت كومةٍ من الهواء بداخلهُ ، عرقَ جبينَه البارِد قد يَتحول لثلجٍ بأية لحظة.

'انت المُختارِ' همست مَرةٍ أخري مع تعالي نحيب الفَتي هامساً ب'ارجوك' 'تَوقفي!'

مَرت ثوانيٍ معدودةٍ لتَرتَفع درجةِ حرارةِ المكانِ تدريجياً و تَذوب صلابةَ أطرافِه ببطئ ، إنخَفضت إلاصواتِ الهامِسة التي كانت تَحوم حَوله.

إندَفع جَسدِه بقوةٍ كبيرة ليجلس علي فِراشِه ، ملابِسه مُبتلة بالعرق حيث كان القَميص مُلتصقاً بجسدهُ ليُبرز جُزئهُ العُلوي المُمتلئ بالوشوم ، وجهِه يحمل ملامِحاً هَلعة و عرقاً بارداً علي جبينه ، دَمعٍ تناثَر أسفل أعينهُ القلقة.

صَدره لازال يَعزف ذلك اللحنِ بتناغُم مع هُبوطه و إرتفاعِه ، عُروقِ جبينه تنافرت و أصبحت ظاهِرة

'ما كان هذا؟' ردد تِلك الجُملة و هو يَنظر حولِه بهلعٍ ، أعينه تراقصت حولِ آثاثِ غُرفته المُظلمة ، باحثاً بمقلتيهِ حولها بترقُب

شَعر بجسدهِ لازال مُتجمداً لكن مليئ بالعَرق ، وجنتهُ باردة بسبب الدموعِ التي ملأتها لكِن أُذناهِ تآكلت باللونَ الاحمر دليلاً علي سخونتها.

بارد مع ساخِن ، لاهِثاً مع باكيٍ ، ينظر حولِه بريبةٍ و ترقب ، عَقلهُ يحاول فِهم الأمر لكن لاشيء ، ذَهب أخيراً لذكري تمتمتهُ بتلكَ الكَلماتِ ، حديثه بأنهُ سيذهب هُناك لذلك العالم و سيبقي حياً و سيفوز.

مالذي ادخل نَفسهُ به؟

أنزل قَدماه بحذر و هُو يتفقد آثار أي تحركاتِ بالغرفة ، تقدم ببطئ للخارج ، مَد يداه إلي الحائِط عندما وَصل خارجاً ليُضيء الغرفة ، تنهَد بعدما نظر إلي الفوضي العارِمة بها.

تَقدم أكثَر إلي الداخل لكنهُ تَعثر و سَقط بقوة أرضاً ، تآوي بألم و هو يَفرك كَتفهُ النَحيل ، بنيانِه كان هشاً و عظامِه كانت بارِزة ، جسده آلمه بشدة بسبب سَقطة بسيطة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 30, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زاندرلاند - zonderlandحيث تعيش القصص. اكتشف الآن