السيد قش .. والآنسة قداحة !

739 10 2
                                    

كان قريبا جدا ..

يحتضن خوفها ..

يسقي الحقول في صدرها ..

يتقوس متقزحا على أرضها ..

يتلثم ..

يبارز حزنها !

يجعد صفحات ألمها ..

يسفلت الطريق إلى حلمها ..

ولما استخارت .. انصرف !!

كانت تكتب رسائلها الورقية إليه وحده ..

وتعلقها في طريقه على مقبض الباب ..

كان يتجاهلها تماما ..

ويتركها معلقة لأيام ..

حتى تعود و تستردها !

الآن هي تكتب للعالم أجمع ..

ودرجها مزدحم برسائل قرائها ..

تجيبهم جميعا دونما استثناء ..

وتتجاهله وحده !

كان يتجاهل اتصالها ..

ويغلق هاتفه قبل أن تتم جملتها ..

ويسرف في لعبة الغياب ..

الآن هو يستعين بكاهن ..

ويكفر بالله ليتقصى أخبارها !

صفعها ..

فاحمر خدها ..

فقامت و صفعت خدها الآخر ..

ثم خرجت مبتسمة ..

لتوهم الآخرين في الخارج أنه كان يقبلها ..

و أن تلك هي حمرة الخجل !

يحتضنها ..

يدس يده في جيب عمرها ..

يختلس بضع سنوات .. ثم يرحل !

يستمد قوته من ضعفها ..

وتستمد ضعفها من الحب ..

والنتيجة : ورقة خضراء وطفلين في غير حضانتها !

قال : أنت كنز ..

ودفنها !

تجاوزته قبل أن يتجاوزها ..

ظفرت بكرامتها ..

الخيبة أخف وطأ من الإهانة !

قال : أنا شجا ..

وهرب قبل أن ينطق العين ..

لأن ظلا تراءى له من خلفها !

قال : وداعا ..

قالت : كما تشاء ..

لوحت له مبتسمة ..

وأغلقت الباب خلفه بهدوء ..

ثم اتصلت بالإسعاف !

تروقها قبل الثأر التي يقاطع بها حديثها الرسمي ..

تلك التي تفقد معها أحد أقراطها ..

وتسقط من خلفها آنية الزهور و تنكسر !

قالت : أنا شيطان في قلبه رحمة !

قال : بل ملائكة في قلبها قسوة !!

نامت .. ونام ..

واستيقظت تبحث في تفسير الأحلام ..

عن رجل بعثرها وانصرف !

يسألها ساخرا :

_كيف أنت من بعدي ..

_ اطمئن .. لم تكن آخر السيئين !

في عيد الحب ..

قالت له : طلقني لأجد مناسبة سعيدة أحتفل بها العام القادم !

في كل قلب مقبرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن