حديقة الزهور

1.6K 186 107
                                    

حديقة الزهور

انتهى يوم جامعي عادي ... لكن المختلف هو أنني قررتُ زيارة مكان ما قبل العودة ... اعترف انني اشعر بالقلق و الارتباك ... في نفس الوقت اشعر بالحماسة و السعادة ... تماما كتلك الأيام ... مشاعر متداخلة لكنها جميلة ...

ها أنا اشتم رائحة الزهور ... اقتربت من وجهتي و اخذ نبض قلبي يزيد ... البوابة كما كانت دائما ... بوابة حديدية قصيرة تلتف بها الأزهار الوردية الجميلة ...

رائحتها تذكرني بمشاعر الدخول للحديقة ... سأفتح الباب كما كنت افعل ... و أدخل قاصدة ذلك المقعد الذي احبه بجوار ازهار الزنبق البيضاء الجميلة ...

الحديقة صغيرة لكنها تتضمن الكثير من انواع الأزهار و اشكالها ... عبيرها ينتشر و يتداخل ليعطي لهذه الحديقة رائحة مميزة ... رائحة في غاية الجمال ...

جلست حيث اجلس دائماً ... ربما من المفترض أن أكره المكان و هذا المقعد لكنني لم استطع ذلك !!

حسنا لا زلت اعشق هذا المكان و احب رائحته المميزة ... لا زلت اذكر كيف كنت ألتقي هنا بالشخص الذي احببته دائما ... كنا نستمتع كثيراً ... نتحدث كثيراً ...

احببته من كل قلبي و في كل يوم كنت اتمنى ان يقضي يومه سعيداً مبتسماً و أن أراه بأفضل حال ... كنت اثق بحبه دائما !! اعلم انه يبادلني المشاعر بمجرد تشابكنا الأيدي !!

كان يخاف فقداني كثيراً ... يرغب بحمايتي من ابسط الأمور ... يريد أن يراني سعيدة و إذا كنت حزينة أو محبطة كان يفعل أي شيء لإضحاكي و جعلي اعود لطبيعتي ... اصبحت اسمي هذه الحديقة باسمه !!

و بات موعد اللقاء هو أمر أترقبه كل يوم !!

بحماسة شديدة كنت أجلس على هذا المقعد و أراقب أزهار الزنبق ... لكنني لن أنسى آخر لقاء لنا ... لقد كنت انتظرك كالعادة و انا اتأمل جمال الزهور و استنشق عبقها ...

تمتعني العصافير بتغريدها العذب ... و الأشجار بحفيفها اللطيف ... حتى اصدرت البوابة الحديدية صريرا اتبعها وقع أقدام ... إنه هو بلا شك !!

وقفت بسرعة و نظرت إليه بدى شاحباً حزيناً ... نظر إلي بجدية و كأنه ينتظر لحظة الإفصاح عما يجول في خلده ... حاولت أن ابدو طبيعية رغم تلك المشاعر القلقة التي انتابتني ...

اريد أن أتماسك ليستطيع أن يتكلم بسرعة و دون مقدمات ... ظهرت ابتسامة باهتة على شفتيه و هو يقول لي : مرحبا ... آسف على التأخر ...

نبرته المرتجفة و نظرته الحائرة زادتني توتراً ... لا أعلم لماذا يبدو هكذا ... لا حل سوى أن استجمع شجاعتي و اسأله مباشرة ... نظرت لعينيه و قلت : لستَ بخير ... ماذا هناك ...

أجابني بارتباك : لا شيء ...

ثم أردف بجدية : بل ... لأكون صادقاً لدي ما اقوله لك ...

حديقة الزهور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن