منضدة الرخام وتماثيل الإوّز

1.9K 148 22
                                    

لماذا ياجوشيكا؟ انت تعرفين انني حمقاء لا تجيد سوى الآنين ولا تقَدر على العيش بلا مؤنس لها، لا زلت ابكي كل يوم وكل ليلة وكلما اصدر الباب صريراً علت دقات قلبي وارتعدت متلفهة بمن سيأتي وكأنما جوشيكا ستعود لتحتضنني او تصرخ علي؟ كلا.
مرّ على رحيلها ثلاث ليالٍ، لا اعرف ماذا حل بجثتها او بمراسيم دفنها ابداً فلقد بكيت ليلتها إلى ان نمت والامرأتان لا تزالان في المنزل يتحدثن كلاماً عجيباً لم استطع ادراك حرفٍ منه بسبب سرعة حديثهن واصواتهن الهادئة.

هل خطر في بالكم انني لم اتجول في البلدة لاسأل الباعة؟ بلا لقد ذهبت، ولا اعلم لما الباعة لم تنفر انفسهم كارهةً لي ولأسئلتي التي لا نهاية لها وكأنما تتصف بالخلود الابدي.

في الليلة الرابعة تحديداً اتت إلي امرأة ترتدي رداءًا اسود وقلنسوة كما كانن يرتدين تلك السيدتين وخصلات شعرها الذهبية منطرحةً على كتفيها، وكانت جالسة في عربة تجرها خيول بيضاء
كبياض الثلج، امرتني ان اتيّ معها لكنني رفضت-ولم تكن تلك سجيتي لكنني قررت ان اهتم بمزرعة جوشيكا واتمام مابدأنا به سويّا- صرخت المرأة أمرةً لي بالركوب وانها لم تطلب مني موافقة او رفضاً، لم اكن خائفةً كثيراً فالبتأكيد انهم يعرفوا جوشيكا وجوشيكا تعرفهم وانا اثق بجوشيكا ومعارفها لذا صعدت العربة معها.

عندما ابتعدنا من البلدة اوقفت العربة ورمت بين يداي رداءاً كردائها حيث كان بنطالاً اسود مخمليّ مزكرش وقميصاً ابيض رسمت عليه بجعات وردية بإسلوب صاخب وغريب وبالتأكيد! ذلك الرداء الاسود الغريب الذي يحمل قلنسوة مدببة، ارمرتني ان ابدل ثيابي ولمَ ظهرت ملامح التعجب علي ضحكت وقالت ألم آمرك؟ هيا اجيبي!
ارتديتهم وعدت أعتلي العربة فقالت لي وملامح الدهشة تهشم وجهها: من أين لك هذه!!؟ بينما تمسك بقلادة الدم القرمزية
اخذت تنهيدة حيث بالكاد تكلمت: من صديق ما! وابتسمت ببلاهة توضح إلى اي مدى كذبت.

اخذت تضحك وتارةً تتوقف مصدومة وأردفت:ومن هذا الصديق الاحمق؟

وعندما ضم الصمت المكان أضافت على سوالها: أهي أمك المتوفاة؟ وبدأت تضحك وكأنما حل بها الجنون!

فقلت بإستهجان: أمي؟ متوفاة؟ هه، هل تمزحين؟

فقالت بكل برود: أمك سترينها بعد قليل وستبدي لك أنها لا تعرفك لكن لا تقلقي ياعزيزتي سأعرفكما على بعضكما فالبكاد تتحمل شوقها لرؤيتك يا إبنة ميثيور الأعظم!

انزلت رأسي وبالكاد استوعب ماقالته لمَ الصدمات تتوالى علي هكذا ألا ترأف علي قليلا؟ ولو بعضاً؟

بينما كانت تجرنا عربتنا بين الاشجار المخضرة حتى بدأت تصفر وثم تشحب وثم اشجار ذابله وسرداب ضيق طويل وللوهلة الأولى تظن ان لا نهاية له حتى تبرز تلك البوابة الضخمة الحديدية المدببة ونقش عليها تنانين وكتابات غريبة وبجانبها تمثالين ضخمين لتنانين بأجنحتها الضخمة المنفردة كان في منتصف البوابة دائرة ضخمة وبلورة بنفسجية اللون تتوهج وهجاً هادئاً وقاتماً وكلما اقتربنا زاد ذلك الوهيج الغريب، توقفت العربة وترجلنا من على العربة حيث انزلت المرأة القلنسوة عن رأسها وقالت لي ان انزلها عندما ادخل مقر ثيودرستيما-أيّ شجرة الدم- بحيث انه يمنع التخفي هناك واستخدام اي نوع من انواع السحر بلا سبب، لم اصغي كثيراً لحديثها فقد كانت

بوكالتورانوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن