-5-

8.1K 422 32
                                    








"الفصل الخامس"
"جمانة"





في أحد الأيام و بعد أن انتهيت من الدراسة في الظهيرة, صعدت لغرفتي لأرتاح قليلاً بعد التعب و الاجهاد من الدراسة و المذاكرة
و قبل أن أتمدد حتى أظفر بالنوم, طرقت جوان الباب و دخلت بسرعه و هي تقول بتوتر, و تفرك يداها بقلق
"آآه سيدتي, في الاسفل"
نهضت بسرعة عن السرير بقلق و اقتربت منها لأقول بارتباك
'ماذا هناك جوان؟, ما الذي حدث بالأسفل أخبرني"
ازدردت لعابها وقالت بصعوبة لأنها خشيت من ردة فعلي
"انها الآنسه جمانه, لقد اتت لهنا'
لا تعلمون ما الذي شعرت به عندما سمعت كلامها, كنت اعلم من هي جمانه هذه فهي ابنة عم جهاد التي تحبه و يرغب والدها من جهاد أن يتزوجها, شعرت بنار تحرق صدري من فكرة انها هنا, لم اكن مرتاحه قط من زيارتها المفاجئة المثيرة للريبة
و شعرت بالخوف و القلق من دخول جمانه المفاجئ لحياتي و دعوت الله أن يكون ظني خاطئ
استدرت اخفي مشاعري التي بدأت تخنقني و قمت بالتأنق لآجل الضيفه الغير متوقعه
نزلت للأسفل مع جوان بتردد و عندما كنت انزل عتبات الدرج سمعت جهاد وهو يقول مرحباً
' اهلا بك جمانه, مر وقت طويل لم أرك فيها, اتمنى ان تكوني في افضل حال"
شعرت بالغيرة تنهش جسدي و تخنقني بمجرد انه قال لها هذا
و سمعت صوت ناعم انثوي به بحه مميزة يرد عليه
'اوه اشكرك جهاد, انا في افضل حال رغم أن ما علمت به ازعجني و انت تعلم ماهو"
صمت جهاد و لم يرد بينما وصلت أنا لأخر عتبه من الدرج
عندها إلتفت إلى جهاد و رأيت الفتاة التي تقف أمامه عند الباب الرئيسي, فتحت عيناي بدهشة و أنا أرى امرأة فاتنة وجذابة التقاطيع
كانت فتاة بشعر اسود طويل مموج مثل شعر الغجريات, بشرتها برونزية مثل بشرة البرازيليات
تمتلك عينان واسعتان كحيلتان بلون بني و رموش كثيفة
تملك جسد نحيل وجميل منحوت و مرسوم بدقه و كأن رسام قام برسمها بدون أن يخطئ
ترتدي ثوب عربي بلون ذهبي زادها جمالا و فوق رأسها شال شفاف مع قلادة متدلية فوق جبينها
زمت شفتيها بلون التوت الاحمر القاتم عندما رأتني أما أنا عندما رأيتها شعرت بأن ثقتي بنفسي طارت للمريخ
شعرت بالهزيمة و انا اقف امام هذه الفاتنه العربيه فأنا لا املك اي من مقومات الأنوثه مثلها
اه مؤكد أن جهاد يمزح عندما رفض ان يتزوج بهذه ؟اي رجل احمق يفعل هذا
اذا كنت مكانه لما جعلتها تطير من بين يداي!
ابتسم جهاد عندما رآني أتقدم إليهم بهدوء و قال لجمانه
" جمانه اعرفك بزوجتي هيلاري براون"
و التفت لي ثم اكمل
"و هذه جمانة ابنة عمي الأكبر عاطف, و اخت جلال "
ابتسمت بتوتر فهي كانت تنظر إلي بحدة شرسة
'اهلا بك جمانه تشرفت بمعرفتك, انا هيلاري براون"
مددت يدي لأصافحها بتردد و أخذت هي تراقبني عن كثب من رأسي لأخمص قدمي و بعدها قالت وهي تمد يدها مغصوبه
" تشرفت بمعرفتك هيلاري, انا جمانه '
ابعدنا ايدينا عن بعضهما بهدوء حيث قال الأخر
"لما لا تجلسان في غرفة الضيوف و تتحدثان, انا لدي بعض الاعمال عندما انتهي سوف انضم لكما'
كدت ان اجيب على كلامه لكن سبقتني جمانه وهي تقول بصوتها المميز
"بالتأكيد يا جهاد, سوف نفعل ذلك وأنت لا ترهق نفسك كثيراً بالعمل اتفقنا, فأنت دائما تجهد نفسك"
شعرت بالغيض كيف تجرؤ على الرد بدل عني فأنا زوجته هنا وليست هي...
تبا لها إنها تريد أن تغيضني فقط
ابتسم لها وقال بلباقه و رجوله
" لا بأس ياجمانه لا تقلقي فأنا اتدبر اموري, ارجو المعذرة منكما سوف اذهب الان"
نظر إلي بنظرات قلقه من تركِ مع جمانة وحدنا فهو بالنهايه لن يستطيع فعل شي لي
تنهد و استأذن بعدها حيث ذهب منسلاً لمكتبه و ظللت أراقبه بعيني الى ان اختفى خلف الباب الذي أغلقه خلفه
عندها قالت لي جمانه وهي ترمقني بعداء
"اذن انت هي زوجة جهاد!"
التفتت لها و قلت بهدوء
' اجل انا... تفضلي من هنا نجلس بغرفة الضيوف'
أعادت شعرها الغجري للخلف بغرور
' اعرف الطريق عزيزتي, فأنا اعرف كل زاويه بالقصر اكثر منكِ, لا تنسي انا ابنة عمه و سوف اكون زوجته قريباً"
انصدمت من وقاحتها, تقول زوجته و أمامي أيضا تباً لها
امسكت اعصابي و اخذت نفساً عميقاً اهدئ نفسي و استغربت فأنا لا اغضب بسرعه هكذا, لا اعلم مالذي يحدث لي بحق الربمؤخراً
كل هذا غيرة على جهاد ااه. اجل انا اغار بشدة فأنا احبه و هو ملكي أنا و لن أسمح لأحد بأخذه مني حتى لو كانت جمانه هذه
سارت لغرفة الضيوف و سرت خلفها بخطوات بطيئه
جلست على الأريكة و هي تضع قدم على الاخرئ ثم جلست انا مقابل لها بعد أن طلبت من جوان تحضير العصير
نظرت جمانه الي و قالت بحاجب مرفوع
" كم عمرك انتِ, و كيف تزوجك جهاد؟, فأنا لا أصدق أن فتاة مثلك اصبحت زوجته بالكاد ارئ امرأة أمامي"
أجبتها بلذاعة و انا اشعر بالحنق من كلامها و اهانتها
" هل لديك مشكلة في ذلك؟, فأنا زوجته الآن و نحن نحب بعضنا البعض وهذا الأهم"
رأيت الغضب في عيناها البنيتان فصاحت بوجهي
"مستحيل ان يحب جهاد غيري و خاصه فتاة مثلك من الإنجليز, انا وحدي من ستكون لجهاد فقط'
رديت بسخريه
" كنتِ امامه دوماً و رفضك, و لكنه فضل هذه الانجليزيه عليكِ, لهذا لا تتعبي نفسك في معركة خاسرة"
ضغطت على يدها بقوه و ردت علي بابتسامه متحدية
" سوف نرى حيال هذا, سوف اجعله يطلقكِ و يرميكِي خارج حياته لتعودي للقمامة التي اتيتِ منها يا صغيرة, و عندها سوف اكون وحدي زوجته و ملكة قلبه"
شعرت بالخوف من كلامها فأنا لطالما كنت اقلق من هذه الفكرة
ان يطلقني جهاد و يتزوج من جمانه فهي بالنهاية ابنة عمه
لكنني احببته و لن اقدر ان اعيش بدونه, فأنا مستعدة بأن ادوس على قلبي و اتركه ليعيش حياته لكن سأرضى أن ابقى خادمته حتى أكون بقربه دائما و ابداً
استغربت جمانه صمتِ فقالت بسخرية
" ماذا بكي صمتي هل اكل القط لسانك؟, ام استسلمتي للحقيقة أن جهاد سيكون لي"
نظرت لها بحده و قلت بحزم
" يا للوقاحة يا امرأة, ألا تملكين بعض الحياء, انا لن اسمح لك بأخذ جهاد أبداً فهو زوجي أنا, و ايضاً دخولك بحياة جهاد يعني ان حياته ستدمر, وانا لن اسمح لكي بتدمير حياة جهاد ابداً, هل سمعتي ذلك"
انصدمت جمانه من ثقتي بنفسي و قالت بازدراء
" بل منذ دخولك انتي بحياته تدمرت, انتِ لست منا و لن تكوني أبداً فأنت غريبه و ذات دم فاسد, و نحن لن نسمح بدخول دم فاسد لعائلتنا"
كلماتها هذه حطمتني لقطع حيث شعرت بالضيق والاختناق من كلمه أنتِ غريبه و ذات دم فاسد
شعرت و كأنني في ظلمة دامسه لا احد معي فقط نفسي الغائصة بالعتمة المخيفه...
معها حق أجل فأنا غريبه عنهم لست عربيه و لم اعد إنجليزيه بعد أن تخلى عني أبي لأجل المال
شعرت بوحده قاتله و تمنيت لو كان جهاد معي ليحميني ولكن عبثاً احاول
دخلت جوان و قدمت العصير لنا ثم بعدها قالت بلباقة
" الغداء جاهز بغرفة الطعام, و السيد جهاد قد سبقكم للمائدة و يطلب منكم ألا تتأخروا"
انحنت و خرجت بعد كلامها أما أنا شعرت ببعض الفرح لآنني لن اضطر للجلوس معها لوحدنا اكثر لكي لا أسمع المزيد من كلامها الجارح و اللاذع

 معها حق أجل فأنا غريبه عنهم لست عربيه و لم اعد إنجليزيه بعد أن تخلى عني أبي لأجل المال شعرت بوحده قاتله و تمنيت لو كان جهاد معي ليحميني ولكن عبثاً احاولدخلت جوان و قدمت العصير لنا ثم بعدها قالت بلباقة" الغداء جاهز بغرفة الطعام, و السيد جهاد قد سب...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نهضت بدوري و نهضت من خلفي جمانه وهي تنظر لي بغرور و بعدها سارت للخروج قبلي
تمنيت من أعماق قلبي أن اخنقها من الخلف لتموت و ارتاح منها
تنهدت بعمق و لحقت بها بعد فترة لأنني لا أرغب في رؤية وجهها سريعاً, وجدتها تتبادل الحديث مع جهاد حيث كان يبتسم لها بلطف
حزنت و انتابني الوهن بشده لأن ابتسامته هذه من المفترض أن تكون لي فقط أنا و ليست لتلك المغرورة
نظر لي جهاد و ابتسم كعادته.فـ ابتسمت بصعوبة ارد عليها رغم العلقم العالق بحلقي
بعدها جلست على المائدة بصمت وانا اتجنب النظر لهما خاصة جمانه التي تتعمد إرسال نظرات ساخره إلي
ظللت أغصب نفسي على الأكل و أنا اسمع حديثهما الودي و كأنهما زوجين
قبضت بقوة على الملعقة وأنا أشعر بأنها ستتحطم من قوة قبضتي عليها
أتى بعدها كريم و الذي انصدم من وجود جمانه فتملكه التوتر والقلق فهو يعرفها جيداً لن تترك فرصة كهذه تضيع منها و خاصة اذا كان جهاد محوره
جلس بقربي بعد أن ألقى التحية على ابنة عمه بكل لباقة
اخذنا نتناول أنا وهو الطعام بصمت مطبق بينما استمرت احاديثها مع جهاد, بات الأخر يرمقهم بعبوس قاتل
عرف كريم بشعوري و همس لي وهو يأكل دون أن ينتبه احد
" لا تهتمي أبداً يا هيلاري, جمانه تتعمد هذا و جهاد يعطيها على جوها وليس و كأنه مهتم بها'
نظرت اليه مصدومه كيف عرف انني اشعر بانزعاج من مما يحدث أمامي
نظر لي وابتسم ابتسامه مشجعة, شعرت بالامتنان له لأنه معي ويساندني فابتسمت له بدوري وبعدها اكملنا الطعام بشهية معدومة
لم اكن انتبه لتلك العينان العسليتان اللتان تنظران الينا بحده و كأنه صقر عربي وجد فريسة ينقض عليها و يبدو انه لم يعجبه ابداً ما كنا نفعله أنا و كريم ...
بعد ان انتهينا من الغداء طلبت جمانه من جهاد أن يأخذها في جولة على ظهر الرعد فهي اشتاقت لذلك كما تقول
تصلبت بمكاني من شدة الحنق, تمنيت ان يرفض جهاد طلبها و لكنه و لسوء الحظ وافق بكل رحابة صدر
شعرت بالامتعاض من تصرفه هذا وكأنني لست موجودة بل يهمشني بكل برود
نظر جهاد نحوي و قال بهدوء
"هل تريدين القدوم معنا يا هيلاري؟"
أجبته دون أن أنظر إليه حتى
' لا ليست لدي رغبة... كما انني يجب ان ارتاح قليلاً و استذكر دروسي بعدها, استمتعا معاً و ارجوا المعذرة منك انسه جمانه فأنا استأذنك بالذهاب لغرفتي"
ردت علي بعدم اهتمام
"لا بأس فأنا لست غريبة, يمكنك الذهاب"
تبسمت ساخرة على ذلك ثم نهضت وخرجت من قاعة الطعام و صعدت لغرفتي
اصبحت ملجئي عندما انزعج او اتضايق من شي ما
دخلتها وقفلت الباب خلفي بقهر يتأجج شراييني, و عندما هممت بالتمدد على السرير سمعت صوت بالأسفل فنظرت من النافذة
كان جهاد مع جمانة فوق الرعد الذي أخذ يركض و يعدو في فناء القصر الواسع, يقومان بنزهة لطيفة مع بعضهما
تمنيت لو يوقعهم الرعد من شدة الغيرة و السخط, اشحت بنظري عنهم بغضب و جلست ابعد زينتي و اغير ثيابي
بعدها تمددت على السرير و ألقيت بتفكيري في جهاد و جمانه و غيرتي منهما عرض الحائط و ذهبت لعالم الأحلام حيث الراحة و السلام

<آهواكْ يا رجُلي..🖤>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن