-1-

11.2K 499 39
                                    







"الفصل الأول"
"زوجي العربي"

كنتُ وقتها في عمري الخامسة عشر فتاة بسيطة و عادية, ذات شعر عسلي مائل للذهبي بطول متوسط حيثُ كنتُ أعشق تجديله من اطرافه ثم وضع شريطة في آخره كعادة لدي ورثتها عن والدتي, أو بكل بساطة أرفعه كله للأعلى في تسريحة بسيطة لآتلافى تساقط خصلاته على وجهي عين...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


كنتُ وقتها في عمري الخامسة عشر
فتاة بسيطة و عادية, ذات شعر عسلي مائل للذهبي بطول متوسط حيثُ كنتُ أعشق تجديله من اطرافه ثم وضع شريطة في آخره كعادة لدي ورثتها عن والدتي, أو بكل بساطة أرفعه كله للأعلى في تسريحة بسيطة لآتلافى تساقط خصلاته على وجهي
عيناي بلون المد الأزرق القاتم بينما امتلك جمال لا بأس به, بسيط مقارنة بغيري ممن يملكن الفتنة و الأنوثة الطاغية
رغم صغر سني إلا أنني أجيد كل شيء, فلقد اخذت مسؤولية المنزل بعد وفاة والدتي الغالية
أنا أدرس في المرحلة المتوسطة و هذه اخر سنه لي لأنتقل بعدها للمرحلة الثانوية, و كم كنتُ متلهفة لبلوغ تلك المرحلة الجديدة لإكتشاف أفاق أجهلها
لقد كنت فتاة مجتهدة و احب دراستي بدرجة جنونية, فطموحي دائماً أن أغدو طبيبة تساعد المرضى و تعالج الفقراء دون مقابل, نظراً للحالة المتدهورة لصحة الناس في الحي الفقير الذي أقطن فيه, فحالات الوفاة فيه قد بلغ مبلغاً يشيب شعر الرأس
كنت احلم بأشياء كثيرة و هذا شي طبيعي بمن هم في سني, سقف الأفاق مفتوح على وسعه دون أي قيود
حسناً او هذا ما كنت آمله الى أن اتى ذاك اليوم المشؤوم والذي أصبحت فيه ملك جهاد سعيد
الشاب العربي الذي جاء للاستثمار في إنجلترا!

~~~~~~~

" أعِد ما قلته مجدداً أبي!, أنت تمزح أليس كذلك؟, قلت انني سوف أصبح زوجة لرجل عربي"
صرخت بأعلى صوتي وانا أستمع لكلام أبي الذي قد رماه بوجهي دون تمهيد, و أنا أقوم بالدراسة امتحاناتي النهائية التي أوشكت على البدء
كنت مصدومه و مجفلة جداً من كلامه الذي شعرت به كضربه هوت على رأسي, بل و كأنها رصاصة غاشمة إستقرت بجوفي لتدمر كل شيء في حياتي بلحظة
أخذت اقول بتلعثم و شفتاي ترتجفان بشدة
"أبي قل أن كل ما تتفوه به مجرد مزاح, قل أن هذا غير صحيح, لما تريد فعل هذا بي"
كان والدي صامت و مطرق الرأس, حزين مهموم أما أنا فقد أسقطتُ الكتاب من يدي على الأرض فيما بتُ ألمح صمته جلياً امامي
أدركت حينها بأن كل ما قاله لم يكن بالمزاح قط!, بل كان جاد لدرجة أن قولها ألجمه و لم يستطع حتى ينبس بحرف واحد
إرتميتُ على الارض منهارة و الدموع باتت تهطل كـ شلال تفجر من عمق الجبال ثم بدأت تحفر طريقها على خدي البارد
قلت ببحة إختناق و أنا لازلت أحاول إستيعاب ما يجري بينما دموعي لا تزال تجري بانسيابية
"ااه ابي ما الذي فعلته بي, لقد دمرتني, انهيت حياتي و مستقبلي مع رجل ليس حتى انجليزي, بل عربي و أنا لا أعرف شيئاً عن العرب, كنت دائماً أسمع أن رجال العرب قساة و مخيفين و لا يمكن المزاح معهم, كيف يمكنني أن أعيش مع رجل كهذا بحق الله"
نظر والدي نحوي اخيراً و الدموع ملئت عينيه البائسين, قائلاً بأسى
"أسف يا ابنتي, سامحي والدك الأحمق, لقد حدث كل ذلك بدون قصد صدقيني لم اكن اقصد "
قلت بهدوء و انا اشعر بالظلام يغلف عيناي من فرط القهر
" ماذا حدث لـ تؤول الأمور لهذا المنعطف؟, أخبرني, أريد معرفة كل ما حصل"
قال أبي و هو يرفع بصره للاعلى يتذكر ما جرى
" حدث حينما ذهبت الى حانة قريبة و سمعت أن هناك رجل غني اسمه جهاد, رجل عربي الأصل, موجود بالمكان و انه ينتظر الشخص الذي سيعقد معه الصفقة وهو رجل أعمال غني في إنجلترا, كنت وقتها قد سمعت الكثير عن ثرائه و ذكائه الفطن و سرعة بديهته, ولكن أنا اغتررت بنفسي وأنني انجليزي و هو عربي فحاولت خداعه و سلبه بعض ثروته و ظننت أنني الأذكى... "

<آهواكْ يا رجُلي..🖤>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن