3

383 25 11
                                    

إنها لعبة العنوان، حيث يجدر بي الوقوف مباشرة أمامها على مسافة ثلاثة أقدام، ولصق يديّ بجانبيّ، وحني رأسي إلى الأسفل في زاوية من 45 درجة، والنظر مباشرة  إلى قدميها. وعند صدور أول أمر، يجدر بي النظر فوق صدرها، وإنما تحت عينيها .

وعند صدور الأمر الثاني، عليّ النظر مباشرة إلي عينيها، ولكن من دون التحدث أو التنفس أو تحريك عضلة واحدة إلا إذا اذنت لي أمي بذلك .

ألعب هذه اللعبة مع أمي منذ كنت في السابعة من عمري، وباتت اليوم مجرد روتين في حياتي.

فجأة تقترب مني أمي وتمسك بأذني اليمنى.

أجفل عن غير قصد. تستعمل أمي يدها الطليقة لتعاقب حركتي بصفعة قوية على وجهي.

تصبح يدها غير واضحة إلى أن ترتطم بوجهي .

لا أستطيع الرؤية جيداً من دون نظارتي . وبما أنه لا مدرسة اليوم، لا أملك الإذن لاستعمالها .

تحترق بشرتي نتيجة الصفعة من يدها.

"من طلب منك التحرك ؟"، صرخت أمي في وجهي .أبقي عينيّ مفتوحتين ، محدقتين ببقعة على السجادة.

تتحقق أمي من ردة ‏ ‏فعلي ‏قبل أن تشدّ أذني مجدداً فيما تقودني إلى الباب الأمامي.

"أبرم"، صرخت عالياً " انظر إليّ".

لكني خدعتها . نظرت من زاوية عيني إلى والدي . كان يبتلع جرعة أخرى من كاسة . اصبح كتفاه مترهلين بعد أن كانا عريضين في ما مضى .

فعمله كإطفائي في سان فرانسيسكو ، وسنوات الشرب، والعلاقة المتوترة مع أمي ألقت كلها ثقلها عليه.

كان والدي في ما مضى بطلي العظيم ومعروفاً بجهوده الشجاعة في انقاذ الأولاد من الأبنيه المحترقة، لكنه اصبح اليوم رجلاً مهزوماً .

ها هو يبتلع جرعة أخرى قبل أن تبدأ أمي .

"يظن والدك هنا أني أعاملك بشكل سيء.حسناً، هل هذا صحيح؟ هل أفعل ذلك؟"

ترتعش شفتاي، كنت غير واثق لوهلة ما إذا كان يجدر بي الأجابه. لا بد أن أمي تعرف ذلك وتستمتع ربما باللعبة أكثر فأكثر.

وفي كلا الحالتين، أنا مدان.  أشعر أني حشرة على وشك الانسحاق.

يفتح فمي الجاف.  أشعر بشفتيّ وهما تبتعدان عن بعضهما. أبدأ بالتمتمة.

لكن قبل أن الفظ كلمة واحدة، تشد امي أذني اليمنى.

أشعر وكأن اذني كانت في حريق.  "اغلق فمك أيها الوقح! لم يطلب احد منك التكلم! هل طلب أحد ذلك ؟"، تصرخ أمي.

تبحث عيناي عن والدي. وبعد بضعة لحضات، شعرعلى بحاجتي . "رويرفا"، قال لها.  "ليست هذه طريقة لمعاملة الولد ".

أشدّ جسمي مجدداً لتشدّ أمي مرة اخر على أذني، لكنها تستمرّ في الشد هذه المرة بحيث تجبرني الرقوف على روؤس أصابع قدمي.

يتحول وجه أمي إلى الأحمر الداكن.

"تظن إذا اني أعامله بطريقة سيئه ؟ أنا..."
وفيما هي تؤشر بسبابتها نحو صدرها، تتابع أمي قائلة : " أنا لا احتاج إليه، ستيفن.  اذا كنت تظن أني أعامله بطريقة سيئه... حسناً، يستطيع الخروج من منزلي!".

أشد ساقيّ وأحاول أن أصبح أطول قليلاً. أبدأ بشدّ أعلى جسمي بحيث اكون مستعداً حين تضربني امي.

فجأه، تفلت أذني وتفتح الباب الأمامي. "أخرج من هنا "، صرخت بأعلى صوتها.

"اخرج من منزلي ! انا لا أحبك! أنا لا أريدك! انا لم أحبك يوماً ! أخرج من منزلي بحق الجحيم".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 17, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The lost boyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن